تأتي الحرب الاسرائيليّة السابعة على لبنان، حاملة ضربات قاسية للشعب اللبناني بمكوناته عمومًا و”حزب الله” خصوصًا، فالاغتيالات المتسلسلة التي قامت اسرائيل بها تجاه قيادات الحزب، والتدمير الممنهج لبنية حارة حريك التحتيّة بدءًا بتفجيرات “البايجر” وصولًا إلى اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، و الكلام عن استهداف خليفته المحتمل عضو المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدّين، وتدمير الضاحية الجنوبيّة يوميًّا، تطرح اليوم تساؤلات عدّة: هل الحزب اليوم على شفير الانهيار والنهاية، أين الوسطاء من ملف لبنان، وهل واشنطن على دكّة المتفرجين؟
قاسم يخاطب نفسه
خصّ الباحث والمحاضر في التاريخ في الجامعة الأميركيّة الدكتور مكرم رباح “جنوبيّة” بقراءة سياسيّة مفصّلة للشرق الأوسط وأدوار لاعبيه بالإضافة إلى واقع “حزب الله” وموقعه في المعادلة.
اقرأ أيضاً: تقرير خطير: قآاني في الإقامة الجبرية.. ماذا فعل بعد اغتيال نصرالله ويوم «ضربة» صفي الدين الضخمة؟
بداية، لفت رباح الى أنّ خطاب نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، “أتى ليقضي على أيّ طرح سياسيّ ممكن، لا سيّما بأنّ الأطراف الأساسيّة الداخليّة، خصوصًا الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط حاولا الدفع نحو حلّ سياسيّ، بطريقة أكثر استيعابًا واحتواء للحزب وإيران، وخارطة الطريق التي وضعها المجتمع الدولي مع الأطراف الداخليّة، ليست على جدول اهتمامات طهران السياسيّة”.
وجد ان “قاسم يخاطب نفسه، حتّى المقاتلين لا يكترثون له، فهو لا يتمتّع بكاريزما وهالة خطابيّة، ومنطقه ضعيف، وقد حاول اغتيال بري سياسيًّا من خلال خطابه الذي ألقاه من قبو ما، ليكون كالغريق الذي يشدّ الآخر نحوه».
رباح: خطاب قاسم اتى ليقضي على اي طرح سياسي ممكن منها مباظرة بري وجنبلاط لاحتواء الحزب
حول وضع الحزب السياسي والعسكري، جزم، من وجهة نظره، أن لا امكانيّة للحزب أمامه بغض النظر إذا استطاعت طهران تدمير تل أبيب، وقال إن «ما حصل اليوم هو تدمير لسرديّة “حزب الله” ومقولته بقدرته على حماية المدنيين، وتحديدًا أهل الجنوب (..) ما حصل باختصار هو ضربة معنويّة وتهشيم فكر الحزب وآليته العسكريّة”.
قتال ايران مزحة!
أمّا فيما يتعلّق بفحوى خطاب المرشد الإيراني، رأى رباح أنّ “خامنئي أثبت رغم كل ما يقوله، أنّ التزام طهران في قتالها ضدّ تل أبيب هو مجرّد مزحة، وما قام به من عرض لمفرقعات وصواريخ لم تدمّر، بل ستأتي بردّ اسرائيلي قاسٍ على إيران، يثبت أنّ هناك حاضنة أميركيّة لحماية ايران من اسرائيل، وواشنطن لا تستطيع حماية طهران كما أنّها لم تستطع حماية نصرالله من تل أبيب.
رباح: واشنطن ليست على دكة المتفرجين، وايران تدفع فاتورة رهانها على الديموقراطيين
وفقاً لرباح أن “واشنطن ليست على دكّة المتفرّجين بل هذا ما تعتقده طهران، إيران تدفع اليوم فاتورة مراهنتها على الديمقراطيين، لا سيّما الإتجاه نحو انتخابات اميركيّة سيكون الصوت فيها الصوت اليهودي أساسيّ، وحتّى لو كان هناك ممانعة أميركيّة للحرب الاسرائيليّة، فتل أبيب لا تكترث لما يريده الأميركيّون».
فيما يتعلّق بالوساطة العربيّة، اوضح أنّ «كلّ الدول العربيّة تلعب دور الوسيط وبشكل ممتاز، لكنّ الطبقة الحاكمة اللبنانيّة مجرمة بحق شعبها، وقد دمّرت هذه الطبقة لبنان، عبر عدم حمايته وابقاء دستوره، وما يجري اليوم هو انقطاع تامّ عن السلطة والمسؤوليّة».