يحتار المراقب من أين يبدأ، في توصيف ما يجري في لبنان.
هل يبدأ من المشهد السوريالي، الذي حدث في احدى المساءات الماضية، خلال القصف الهمجي للضاحية الجنوبية؟ فبينما تهبط طائرة وتقلع اثنتان، كانت تضيء سماء الضاحية نار الغارات، التي نفذتها في تلك اللحظة اسرائيل!
ام نبدأ من تفرغ ابراهيم الامين، لتخوين وتهديد معظم اللبنانيين، الذين يعترضون على فتح باب جهنم بنيامين نتنياهو على لبنان، وخصوصاً على مناطق تواجد “حزب الله” واستهداف بيئته؟ بينما الخونة يحيطون بهم ويعششون في قلب الحزب نفسه.
أم نضحك من تصريحات إيران المزدوجة؟ واعتذارها المسبق عن الغارة، التي اضطرت مرغمة لتنفيذها على اسرائيل، لحفظ ماء وجهها، والاحتفاظ ببعض الولاء الشيعي لها. فاطلقت مئتي صاروخ، لم تسقط اسرائيلي واحد. بعد ان أعلنت عنها سلفاً، وعادت لتؤكد انها دفاعية فقط!
ثم جاء عباس عراقجي، وزير خارجيتها، لزيارة لبنان، مؤكدا دعمه لمساعي لبنان للتصدي لجرائم الكيان الاسرائيلي! معلنا ثقته أن جرائم اسرائيل سوف تبوء بالفشل كما في السابق!!
ولا ندري ما معنى الفشل او النجاح بالنسبة له، فيما مليون ومائتا الف شيعي هجروا من قراهم وبيوتهم قسراً، وعددا كبيرا منهم مرمي في العراء.
ولا ندري كيف نصرف تصريحه، الذي جاء بعد حديث قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده قائلا: كان بإمكاننا أن نطلق حربا شاملة. وأن نضرب جميع قواعدهم في المنطقة ونقتل كثيرا منهم. وكانوا هم أيضا سيهاجموننا ليقتلوا خلال شهر 20 ألف مدني وعسكري منا، ما يعني تراجع البلاد 15 أو 20 سنة إلى الوراء. وهذا ما لا نريده.!! لماذا باعتنا اوهام تحرير فلسطين والصلاة في القدس اذن؟
ايران لا تريد الحرب، ويحق لها وحدها بالصبر الاستراتيجي والتراجع التكتيكي، بينما على لبنان والمقاومة ان ينتحرا عنها، ويتفرغان لمحاربة اسرائيل لحمايتها. مع التذكير ان السيد نصرالله قد وافق على وقف اطلاق النار قبل اغتياله، ووافق على تطبيق القرار 1701.
ايران لا تريد الحرب، ويحق لها وحدها بالصبر الاستراتيجي والتراجع التكتيكي، بينما على لبنان والمقاومة ان ينتحرا عنها
اذن لا يمكن الا ان نستنتج ان هذه الزيارة جاءت كي تفرض على الحزب الاستمرار في الانخراط في الحرب، لأن هذا وحده ما سيسمح لها بالامساك مجدداً بمستقبل ما سوف يتبقى من الحزب، بعد تكبده آلاف الضحايا، دون ان يتلقى أي نجدة من ايران، بعدما اعتقد واهماً انه شريك في القرار الايراني.
كان على عراقجي الاستماع الى لسان حال المهجرين، الذي نقلته لي احدى معارفي، التي أجبرها القصف الاسرائيلي على ترك قريتها مع عائلتها، من انهم باتوا يخافون من كل مهجّر جديد يحط رحاله في محيطهم، توجساً من ان يكون من الحزب، ويتسبب مجيئه بقصفهم من قبل اسرائيل!!
يعني أصبح اعضاء “حزب الله” فزاعة الشيعة الهاربين؟
ان تصريحات هذا الوزير تلقي الضوء، على ما أطلعني عليه أحد العقائديين الموالين لايران، من ان العدوان يستهدف كل لبنان لاحتلاله وفرض شروطه.
المطلوب رؤية وطنية، توحد الشعب اللبناني خلف الحزب، للتصدي للعدوان الاسرائيلي على لبنان وعلى فلسطين
وان المطلوب رؤية وطنية، توحد الشعب اللبناني خلف الحزب، للتصدي للعدوان الاسرائيلي على لبنان وعلى فلسطين. وعندما سألته: تريد ان تحارب بينما الايراني يصرح بعدم رغبته بالحرب او تحمل نتائجها؟! ام انك على استعداد لكربلاء جديدة نظل نندب بعدها، بانتظار عودة المهدي؟
اجاب لا خيار لنا مع عدو يريد ابادتنا، نسشهد او نعيش اذلاء!
وهكذا جاءت زيارة عراقجي، لحثهم على المضي في المعركة، ولكي يبحث وضع الحزب وتعيين قادة جدد له، من الضباط الايرانيين على ما يبدو؛ ويصبح الاحتلال الايراني اسما على مسمى؟
بينما على عناصر الحزب الاستشهاد لحماية ايران. وهذا يعني استكمال خراب لبنان، وتشريد الشيعة واذلالهم وكسر كبريائهم، دون ان تتحرر فلسطين. بدل ان يعودوا الى لبنان، وليتوحدوا مع اخوانهم اللبنانيين لايقاف الحرب والبحث عما ينقذ لبنان.
على عناصر الحزب الاستشهاد لحماية ايران
مع ملاحظة أن القتلى بسبب هذه الحرب ، الذين بلغوا ما يقارب الألفين، يفوقون نسبيا من يخاف خسارتهم المسؤول الايراني، إذا نظرنا لفارق أعداد السكان بين الخمسة ملايين اللبناني، وما يقارب التسعين مليون ايراني.