يشير الجدول الصادر يوم الجمعة الماضي عن وحدة ادارة الكوارث في مدينة صيدا وقضاء صيدا، ان عدد العائلات اللبنانية النازحة والمقيمة في 42 مركز إيواء، قد بلغ 2691 عائلة تضم 10892 شخصاً، منهم 1646 عائلة تضم 6528 شخصاً يقيمون في 22 مركز إيواء في مدينة صيدا الإدارية.
من مراكز الايواء في مدينة صيدا الذي بادر الى فتح أبوابه مبكراً هو متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية. تستقبل هذه المدرسة حتى لحظة هذا التقرير 133 عائلة تضم 475 شخصاً يقيمون في 47 غرفة من غرف المدرسة .
قال احد الناشطين:” عند بدء النزوح الكثيف يوم الاثنين 23 أيلول 2024 بادر عدد من المدرسين والمدرسات، الى تجهيز الغرف لاستقبال النازحين وذلك عند الساعة الثانية من بعد الظهر، اي قبل الاجتماع الذي عقد عند الخامسة في بلدية صيدا واتخذ فيه قرار فتح المدارس. عند الساعة الرابعة استقبلت المدرسة 120 نازحاً وقدمت لهم ادارة المدرسة أماكن للاستراحة”.
وأضاف”: الاثنين ليلاً قدمت جمعية أعمالنا 130 فرشة نوم، وجمعية تكاملنا 50 فرشة نوم. اي تم تأمين فرشة واحدة لكل ثلاثة اشخاص. وبعد ذلك تم تأمين الكميات اللازمة من فرش النوم واغطية ومخدات، ولكن يشير احد المتطوعين الى وجود نقص بعدد المخدات والشراشف حتى اللحظة، وصباح الثلاثاء 24 أيلول وصل عدد النازحين الى 541 شخصاً”.
الوضع التنظيمي للمركز
يشرف على ادارة مركز الإيواء مديرة المدرسة، وعدد من الجهاز التعليمي المتطوع، الى جانب متطوعتين من جمعية التضامن الشعبي ومؤسسة الشهيد معروف سعد ، من تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا.///88888
ويشهد هذا المركز تعاوناً قل نظيره بين ادارة المدرسة والجمعيات المتطوعة، وخصوصاً ان ادارة المدرسة والجمعيات المعنية، مشهود لهما في خبرة التطوع والتجربة الطويلة في هذا المجال. كما ويجري التنسيق مع البلدية ووحدة ادارة الكوارث يومياً.
كما جرى انتداب شخص واحد من كل غرفة، ليكون مندوباً يحمل احتياجات واقتراحات الاهالي، وتعقد اجتماعات دورية مع المندوبين.
الوضع الغذائي
اعتمدت ادارة المركز على المساعدات الغذائية المقدمة عبر مبادرات فردية خلال اليومين الاولين، وبعد ذلك تولت الجمعيات المتطوعة وعبر البلدية تأمين المواد الغذائية المطلوبة، وفال احد المتطوعين:” في حال حصول اي تقصير فإننا نبادر لسد الناقص من خلال المبادرات الفردية، او من المواد التي نحاول تخزين البعض منها خوفاً من اي مفاجآت قد تحصل.
الوضع الصحي
منذ نحو اربعة ايام جرى تنظيم عيادة طبية تستقبل المرضى من النازحين وبوجود أطباء من اختصاصات مختلفة، وخلال زيارة العيادة كان هناك طبيب من جمعية S.C.M. وكذلك طبيبة من مؤسسة عامل، وتحوي العيادة كميات من الادوية، لكن احد الأطباء الموجودين أشار إلى نقص بانواع مختلفة من الادوية.
وتسعى ادارة المركز وعبر المتطوعين الاختصاصيين, الى التنسيق مع ادارة المستشفى التركي، لاستقبال ومعالجة مرض من المركز الذي يضم ثلاثة مرضى بالسرطان، وثلاثة بحاجة الى غسيل كلى منتظم، كما ان هناك خمس نساء حوامل.
نشاط دعم نفس اجتماعي للاطفال
تساهم معلمة اختصاصية من المدرسة، بتنظيم نشاط يومي للاطفال، كما ان المركز يستقبل متطوعين من جمعيات أخرى في الموضوع نفسه، كما ان أكاديمية التجميل في جمعية المواساة نظمت نشاطاً خاصاً بالاحتياجات الخاصة بالنساء.
البنى التحتية
يواجه المركز مشكلة تتعلق بكميات المياه المطلوبة لخدمة النازحين، وخصوصاً ان الكمية التي تصل إلى خزان المدرسة غير كافية، وقد جرى تأمين خزانين آخرين، وتواجه شبكة المياه المبتذلة بعض الأعطال التي تجري متابعة تصحيح أوضاعها.
ولفت احد المتطوعين الى ان تغير الطقس، أدى لإصابة عدد من النازحين والمتطوعين بالزكام، وهذا يتطلب تأمين مستلزمات اخرى في البنى التحية، مثل المياه الحارة وهذا ما تسعى اليه ادارة المركز مع منظمة دولية. وأشار احدهم ان “نادياً ملاصقاً للمدرسة يقدم خدمات للاستحمام بمياه ساخنة، لعدد محدود وحسب الامكانات المتوفرة.
واللافت في هذا المركز، هو مشاركة عدد كبير من شبان وشابات النازحين بالاعمال التطوعية لخدمة النازحين، والعلاقات الايجابية بين الجميع، والتعاون الكبير بين ادارة المدرسة والجمعيات الاهلية المتطوعة، وقدرة الهيئة المسؤولة على استيعاب اي سوء تفاهم قد يحصل.