لا يبدو أنه مكتوب للبنان أن يخرج من أزمته الحالية، التي استدعت إسرائيل بكل جبروتها ووحشيتها، للتدخل العسكري جواً وبراً وبحراً، موقعة آلاف الضحايا في صفوف الشعب اللبناني، ودمار هائل في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية وبعلبك، حتى إذا نالت هجمات العدو الإسرائيلي من “حزب الله”، ما ناله من اغتيال لقياداته السياسية والعسكرية على رأسها أمينه العام السيد حسن نصرالله، فقد حسب القيمون على نهج الاعتدال داخلياً وخارجياً، أن الوقت قد حان لمبادرة تخرج الوطن من عنق الزجاجة.
وكشفت معلومات خاصة ا “جنوبية”، أن” سفير المملكة السعودية وليد البخاري وقبل مغادرته بيروت، سلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قائمة بإسم “اللجنة الخماسية”، بشأن لبنان، المكوّن عضويتها من مصر والمملكة العربية السعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وتتضمن قائمة بأسماء خمس شخصيات مرشحة لمنصب رئيس الجمهورية الشاغر منذ عامين.
وحسب المعلومات، فإن قائمة الأسماء هي: “قائد الجيش جوزف عون، الوزير السابق ناصيف حتي، النائب نعمت فرام، الوزير السابق زياد بارود، ورئيس المجلس الدستوري السابق الدكتور عصام سليمان”.
وتضيف المعلومات، أنه و”بعد اللقاء الثلاثي الذي جمع كل من ميقاتي، و بري، والوزير السابق وليد جنبلاط، ذهب النائب وائل أبو فاعور موفداً من قبل اللقاء، إلى قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع، فأجاب بأنه موافق على أول ثلاثة أسماء أي، جوزف عون أو ناصيف حتي أو نعمت فرام.
غير أن الرئيس بري، وفقاً للمعلومات، “سرعان ما انقلب على هذه المبادرة، عقب زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى لبنان، ومطالبته للبنان و”حزب الله” باستمرار المقاومة والحرب والصمود في وجه العدو الإسرائيلي، وعاد بري ليتمسك بترشيح سليمان فرنجية لمنصب رئاسة الجمهورية، كما انضم إلى موقفه ميقاتي بالحديث عن العودة إلى الحوار”.
وبهذا تكون الأزمة اللبنانية عادت إلى المربع الأول، بنفحة إيرانية تدل على عدم وجود إرادة دولية جدية لحلّها، رغم انكسار لبنان كله بفعل القتل والدمار الذي يحلّ به بسبب الحرب الجائرة التي تشنها ضدّه اسرائيل منذ عام.
إقرأ أيضا: بإستشهاد نصرالله..الحزب يفقد «نعمة» الأمان لا «نقمة» إيران!