هل ترد اسرائيل وتستهدف المفاعلات النووية الايرانية؟!

المنشآت النووية الإيرانية

لم تبدأ الحرب الإقليمية بعد، وذلك، على الرغم من مشهدية الصواريخ البالستية والفرط صوتية النازلة على اسرائيل، والآتية من إيران، والتي قد لا تعادل بمفاعيلها، ما قام به منفذا عملية تل أبيب الفدائية.

وهذا يعني أن اسرائيل، تتحضر للرد على الرد الإيراني لمقتل اسماعيل هنية و السيد حسن نصرالله، وعلى الصواريخ التي تستهدفها. فخطط الرد الاسرائيلية جاهزة، وبنك أهدافها في إيران جاهز منذ زمن بعيد.

ولكن الهدف الأكبر، قد يكون بنجاح إسرائيل بتوريط إيران بحرب إقليمية، لتغيير خارطة الشرق الأوسط، هذه الحرب التي تحاول إيران تجنبها منذ حوالى السنة.

اسرائيل، تتحضر للرد على الرد الإيراني لمقتل اسماعيل هنية و السيد حسن نصرالله، وعلى الصواريخ التي تستهدفها. فخطط الرد الاسرائيلية جاهزة، وبنك أهدافها في إيران جاهز منذ زمن بعيد

ومع ذلك، هذا الإسناد “المؤقت” من إيران لا يعني حرباً إقليمية بعد. فالرد، والرد على الرد يحتاجان الى توسعة في العمليات من الجانبين ليصبح حرباً، وبالنسبة لإيران فإن ما يجري هو عملية رد محدودة، وليس حرباً بعد.

وما يمكن انتظاره الآن، هو أن اسرائيل ستستند الى ذريعة تعرضها للصواريخ الإيرانية، لاستهداف المفاعلات النووية الايرانية، وهي أحد أعلى المخاطر التي يمكن أن تواجهها اسرائيل في المستقبل. كما قد تستهدف منشآت النفط والغاز، أو قد تلجأ أيضاً الى تنفيذ بعض عمليات الاغتيالات لشخصيات إيرانية كبيرة، داخل طهران، كما تفعل مؤخراً في لبنان، وقبلها في غزة، أو حتى في سوريا، أو في طهران نفسها مع اغتيال هنية.

في السابق، أبعدت اسرائيل الخطر النووي العراقي عنها بضرب المفاعل النووي في عملية “أوبرا” (أو بابل) في 7 حزيران/يونيو 1981، على بعد 17 كم جنوب شرق بغداد، واليوم الرد الإيراني، قد يتحول الى “فرصة” لاسرائيل، لإبعاد شبح المخاطر النووية عنها نهائياً.

توريط الولايات المتحدة

في إطار “فوضى خلاقة جديدة”، تستهدف اسرائيل ما تسميه “الجبهات السبع”، وهي تصر على قطع أذرع إيران بهدف إضعافها في المنطقة، فاغتالت هنية واغتالت نصر الله، وضربت “حزب الله، واستهدفت الحُديدة.. ما دفع بإيران الى الرد… أخيراً.

تنتظر اسرائيل منذ فترة الرد الإيراني، وما تأخر هو التوقيت، لكن الولايات المتحدة، التي لا تتخلى عن دورها في حماية اسرائيل، أصبحت “ملزمة” على دخول الحرب مباشرة، إذا ما بدأت الحرب فعلاً.

اسرائيل ستستند الى ذريعة تعرضها للصواريخ الإيرانية، لاستهداف المفاعلات النووية الايرانية، وهي أحد أعلى المخاطر التي يمكن أن تواجهها اسرائيل في المستقبل

ومع ذلك، فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، حاولت بشدة تجنب “التورط” مباشرة في الحرب، لا بل فشلت كل خططها، وكل الرحلات المكوكية لوزيرها أنطوني بلينكن ومبعوثها آموس هوكشتاين، في التأثير على بنيامين نتانياهو من أجل بلوغ وقف النار وهدنة في غزة، والتوصل الى عمليات لتبادل الأسرى.

إدارة بايدن فشلت في مسعاها الأول، في التهدئة على الجبهة اللبنانية، في المبادرة التي وقفت بها خلف الفرنسيين للوصول الى 21 يوماً لوقف النار. فكانت نتيجة المبادرة اغتيال نصرالله في اليوم التالي لإعلانها.

ومع أن جو بايدن يدرك أن الحرب والنار هي لصالح خصمهم دونالد ترامب انتخابياً، مع ذلك، لن تتأخر أسراب الطائرات الأميركية والبريطانية من المشاركة في المعركة هجومياً، بعد المساهمة في اعتراض الصواريخ المتوجهة الى اسرائيل، إذا ما لزم الأمر. فهذا الخط العسكري – السياسي، سيبقى الداعم الأول لاسرائيل أياً يكن الرئيس الأميركي وأياً يكن رئيس الحكومة الاسرائيلية.

تغيير خارطة الشرق الأوسط

إن طموحات اسرائيل ورئيس حكومتها نتانياهو، قد تصاعدت بشكل كبير، بعد نجاحهم باغتيال نصرالله، الذي “توّج” 10 أيام سوداء على “حزب الله”، بدءاً من عملية البايجرز ومروراً باللاسلكي، وإصابة 3 الى 4 آلاف مقاتل بالإصابات البليغة، وصولاً الى اغتيال الأمين العام.

الحرب في المنطقة مستمرة، أكانت إقليمية أو لم تكن، بمشاركة إيران أو عدمها مشاركتها، بمشاركة أميركية أو عدمها، في حال أُسميت شاملة مع لبنان أو لم تُسمَ…

وبنتيجة الحرب، هناك تغيير للخريطة سيشمل السياسة والجغرافيا بوسائل عسكرية. وهو سيشمل على الأرجح جنوب لبنان وشمال غزة والضفة الغربية جغرافياً، وإيران وسوريا واليمن والعراق سياسياً.

وفي لبنان، فإن ما سيختلف هو مقاربة تطبيق القرار 1701؛ من الضغط على “حزب الله: للتواجد في شمال الليطاني، وصولاً الى فرض تنفيذ أبرز بنوده وهو تنفيذ القرار 1559 وتسليم حزب الله لسلاحه..

هناك تغيير للخريطة سيشمل السياسة والجغرافيا بوسائل عسكرية. وهو سيشمل على الأرجح جنوب لبنان وشمال غزة والضفة الغربية جغرافياً، وإيران وسوريا واليمن والعراق سياسياً

الرد الإيراني سيفتح الآن شهية الاعلام الدولي و”الديبلوماسية” الدولية، للتأكيد “على حق اسرائيل بالوجود وبالرد وبالدفاع عن أراضيها ضد دولة إيران الارهابية”.

نتانياهو يستعيد دوره الاسرائيلي، ليغير صورته الى بطل قومي، التي تضررت كثيراً بعد 7 أكتوبر، مع تأكيد ثبات “دولة اسرائيل” بنجاحات جيشها، ما يفترض رداً اسرائيلياً قاسياً على إيران بغارات أسراب طائراتها ال F16 وال F35 بشكل أساسي، ومع صواريخ MK-84، والتي أثبتت فعاليتها في اغتيال الأمين العام للحزب.

لا مجال ل 7 أكتوبر جديدة بالنسبة لاسرائيل، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى، والحرب الإقليمية، المؤجلة مبدئياً، قد تقترب أكثر فأكثر مع كل… لحظة!

إقرأ أيضا: بلينكن: إدارة بايدن تعمل لإيجاد حل دبلوماسي يمكن إسرائيل ولبنان من العيش بأمان

السابق
أمن الدولة: توقيف مواطن ينشر رسائل مزيفة تتضمن تهديدات من الجيش الإسرائيلي
التالي
«ملحمة برية» في الجنوب..وتَرقُب لرد اسرائيلي «محدود» على إيران!