جنبلاط: وضع المنطقة في غاية الخطورة والحرب يمكن أن تستمر لسنة أو سنتين

وليد جنبلاط

أشار الرئيس السابق للحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، في حديث لـ”المدن”، إلى أن “وضع المنطقة في غاية الخطورة، هذه الحرب التي بدأها الإسرائيلي في لبنان يمكنها أن تستمر لسنة أو سنتين”.

ولفت إلى أن “العدوان الإسرائيلي على غزة والذي يحظى بغطاء أميركي ودولي مضى عليه سنة وتم تدمير غزّة، وإنهاء كل مقومات الحياة فيها ويصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على مواصلة القتال. فهل لأحد أن يتوقع أن لا يقدم الإسرائيلي على القيام بالمسار نفسه في لبنان؟ نتانياهو لديه الهدف نفسه، وهو يلقى دعماً دولياً، وخصوصاً من قبل الأميركيين. يجب الانتهاء من هذه اللعبة والخروج من دوامة الكذب أو التهدئة أو إرسال الموفدين بين فترة وأخرى، من دون أي معطى جدي أو ضغط فعلي لوقف النار. ما يقوم به الإسرائيليون اليوم في لبنان يشبه ما قاموا به في غزة”.

الحرب التي بدأها الإسرائيلي في لبنان يمكنها أن تستمر لسنة أو سنتين

واعتبر جنبلاط أن “المشروع الإسرائيلي في الأساس هو شنّ الحرب. أما حجة إعادة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم، فكانت ذريعة لتوسيع الحرب. فنتانياهو يريد تغيير خريطة لبنان والشرق الأوسط، وتغيير التوازنات. وهو ما يفعله بالتركيز على الحرب وتوسيعها”.

وأكد أن “تكاليف المعركة ستكون كبيرة جداً على الإسرائيليين ولن يتمكنوا من تحمّلها، ولكنهم يريدون استدراج أميركا إلى القتال إلى جانبهم. كما يريدون استدراج إيران إلى هذه الحرب. فنتانياهو يريد استكمال الضربات ضد إيران، ومستعد للدخول في حرب ضدها واستدراج الأميركيين إليها. وبحال لم يتمكن من استدراجهم، فسيوفرون له كل الدعم اللازم لخوض حربه، إن نجح في فتحها”.

المشروع الإسرائيلي في الأساس هو شنّ الحرب. أما حجة إعادة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم، فكانت ذريعة لتوسيع الحرب. فنتانياهو يريد تغيير خريطة لبنان والشرق الأوسط

بالنسبة إلى الحركة التي يقوم بها إلى جانب رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أشار إلى أننا “قمنا بهذا التحرك السياسي لأننا نأخذ بالاعتبار خطورة الوضع، وندعو الجميع إلى الالتقاء على كلمة واحدة، والعمل في سبيل المطالبة بوقف النار، وإنتاج تسوية سياسية تحمي البلد”، موضحاً أن “ما نقوم به يُسقط كل الشروط التي كانت مفروضة على الحوار سابقاً. وأنا أتحدث باسم ميقاتي وبرّي حول ضرورة الالتقاء والتشاور من دون شروط لانتخاب رئيس توافقي، وتشكيل سلطة متكاملة للعمل على مواجهة المخاطر. فهذه الحرب ستستمر طويلاً، ويجب أن يكون هناك سلطة فعلية تعمل على إدارة الأزمة”.

وأكد أننا “نبذل جهدنا، ولكن ما زلنا ننتظر باقي الأفرقاء، من مختلف المكونات، ولا سيما المعارضة، لأن اللحظة تفرض موقفاً وطنياً وتواصلاً بين الجميع، انطلاقاً من واجب التعزية الذي يمكن أن يعيد إحياء النقاش والتشاور. ولا بد للقوات اللبنانية وغير القوات أن تلتقي معنا في منتصف الطريق”.

إسرائيل تطلب رأس الحزب كما طلبت رأس حماس من قبل. وبالتالي، لا يمكن التفاوض مع الحزب حول الـ1701 الآن في ظل الحرب الكبرى التي تُشن عليه

وحول القرار 1701 ونشر الجيش في الجنوب، شدد جنبلاط على أنه “مطلب طبيعي من قبل كل اللبنانيين، ويجب تحقيقه، ونحن نطالب بتقوية الجيش اللبناني وتعزيز قدراته وانتشاره ووجوده في الجنوب. ولكن من الذي يمنع تعزيز قوة الجيش؟ نشر العناصر في الجنوب يحتاج إلى مقومات غير متوفرة. وهذا يرتبط بالدعم الدولي، وخصوصاً يقع على مسؤولية الأميركيين، وبدلاً من ذلك يغرق لبنان في العمل على تحصيل دعم مالي بسيط للضباط والعناصر، تقدّمها الدول الصديقة والشقيقة مثل قطر”.

نشر الجيش في الجنوب مطلب طبيعي من قبل كل اللبنانيين، ويجب تحقيقه

أما لدى سؤاله عن مدى قبول “حزب الله” لهذه الطروحات ولتطبيق القرار 1701، لفت جنبلاط إلى أن “نتانياهو لم يترك مجالاً للبحث السياسي والديبلوماسي، وإسرائيل تطلب رأس الحزب كما طلبت رأس حماس من قبل. وبالتالي، لا يمكن التفاوض مع الحزب حول الـ1701 الآن في ظل الحرب الكبرى التي تُشن عليه. لذلك، نحن نطالب بوقف النار. وبعد وقفها، يلتزم الحزب بتطبيق القرار، كما كان قد توافق برّي مع الحزب ومع الأميركيين قبل فترة. ولكن إسرائيل أطاحت بكل الاتفاقات والمحاولات، وأصرت على تنفيذ الضربات الكبيرة وصولاً إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”.

توافق برّي مع الحزب ومع الأميركيين قبل فترة. ولكن إسرائيل أطاحت بكل الاتفاقات والمحاولات، وأصرت على تنفيذ الضربات الكبيرة وصولاً إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

في هذا الوقت تستمر الإعتداءات الاسرائيلية على لبنان ووجّه المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تصريح، “نداءً إلى جميع سكان القرى اللّبنانيّة الّذين أخلوا منازلهم حفاظًا على سلامتهم”، قائلًا: “غارات الجيش مستمرّة. من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم، لا تعودوا إلى المنازل حتّى إشعار آخر”.

وأفادت “الوكالة الوطنية للاعلام”، عن “موجة جديدة من الاعتداءات الاسرائيلية على قرى ومدن قضائي صور وبنت جبيل عند منتصف الليل الفائت حتى صباح اليوم حيث اغار الطيران الحربي المعادي على اطراف بلدتي طورا والعباسية، وتعرضت بلدات يارين والبستان وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وعيتا الشعب لقصف مدفعي معادي استمر لاكثر من نصف ساعة.

كما تخوض المقاومة مواجهات عنيفة مع جيش الإحتلال بعد إعلانه التقدم البري نحو الأراضي اللبنانية وادى ذلك إلى خسائر فادحة في صفوف جيش الإحتلال.

إقرأ أيضا: بالفيديو: للمرة الثانية من بارجة حربية.. 6 شهداء في غارة على بيروت تستهدف الهيئة الصحية 

السابق
سي إن إن عن وزير الخارجية: نصرالله وافق على وقف إطلاق النار وأُبلغنا بموافقة إسرائيل ثم اغتالوه
التالي
بالفيديو: 7 شهداء في غارة على مركز الهيئة الصحية في زقاق البلاط من بارجة حربية