كنا توقعنا قبل يومين، ان يبدأ الغزو البري. وأعربنا عن خشيتنا بان تتدخل ايران، وان يتحول الجنوب إلى غزة اخرى، وان يتم دفع اهل المقاومة إلى البقاع الشرقي الشمالي.
بدأ الغزو البري. وثمة معلومات من الولايات المتحدة عن استعداد إيراني لتوجيه ضربة عسكريّة صاروخية على إسرائيل، رغم التحذيرات الاميركية والدولية.
الهدف المباشر، هو ازالة قواعد “فرقة الرضوان” لمسافة تصل إلى ٧ كلم
إسرائيل تقول، ان غزوها محدود، ولا يهدف إلى احتلال الجنوب. من الواضح ان الهدف المباشر، هو ازالة قواعد “فرقة الرضوان” لمسافة تصل إلى ٧ كلم، بحيث لا يعود هناك خطر شن هجوم كوماندوس ل”حزب الله” داخل الشمال الإسرائيلي.
في هذا الوقت، وصل وزير خارجية فرنسا إلى لبنان.
ليس مهما ما إذا كان هذا التوقيت مصادفة، ام انه توقيت مرسوم بدقة. المهم ان حركة وزير الخارجية، باتت تشكل المظهر الدبلوماسي الدولي لتسوية، تمنع تمدد الغزو الإسرائيلي، وتحويل الجنوب إلى غزة، وإخضاعه للاحتلال، وبالتالي تغيير كل قواعد التسوية.
الحرب تجري بموازاة الجهود الدبلوماسية. ونتوقع ان لا تثمر شيئا قبل انتهاء إسرائيل من تنظيف تلك المساحة الجغرافية، لما تحمله من مخاطر تعيد تكرار مغامرة مماثلة لمغامرة “حماس” بتاريخ ٧ تشرين الاول الماضي.
ترى ماذا تحمل فرنسا في جعبتها؟
لا شك ان فرنسا تريد ضمانات بتنفيذ حقيقي للقرار ١٧٠١، بحيث لا يسمح بعودة “حزب الله” مستقبلا إلى الجنوب.
هذه الضمانات، لن تكون لبنانية رغم الدور الظاهري للبنان، وانما ستكون دولية. هذا يتطلب تعزيز دور قوة الطوارىء، وتعديل ولايتها، بحيث يسمح لها باستخدام القوة لتنفيذ مهامها.
كما يتطلب سحب كل الأسلحة من الجنوب، وضمان عودته إلى كنف الجيش والدولة.
والسؤال البديهي الذي يتبع، هو واقع “حزب الله” خارج الجنوب. ماذا سيكون عليه!
إسرائيل لن توقف غزوها وعملياتها التدميرية، ما لم تنجح بانهاء اي تهديد امني ضدها
لهذا الأمر شقان: شق متعلق بإسرائيل، ويتصل بأسلحة الصواريخ وغيرها، التي يمكن للحزب ان يستخدمها من اي موقع آخر في لبنان، وشق متعلق بدوره الداخلي لبنانيا.
نعتقد ان إسرائيل لن توقف غزوها وعملياتها التدميرية، ما لم تنجح بانهاء اي تهديد امني ضدها. اما في الداخل، فهذه مسالة اخرى، ستبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية لا يكون طرفا، وخاصة لا يكون ميشال عون آخر.
سنتابع بحث هذا الامر في مقالة اخرى.