شكل إستشهاد أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، الذي نعاه الحزب شهيداً، محطة كبيرة في المواجهة المستمرة بين الحزب والعدو الإسرائيلي، منذ حوالي 42 عاماً، والذي يتولى أمانة عام الحزب من 32 عاماً خلفاً لأمين عام الحزب السيد عباس الموسوي، الذي إغتالته إسرائيل في شباط العام 1992، على طريق بلدة تفاحتا، قضاء صيدا، أثناء عودته من حفل سنوي للشيخ راغب حرب في بلدة جبشيت.
بعد حسم مسألة إستشهاده ظهراً، في أعقاب الغارات الإسرائيلية على مقر للحزب في حارة حريك، سيطر الغضب و الذهول والحزن على أبناء الجنوب، وهم في أماكن نزوحهم، وعلى محبيه في كافة المناطق اللبنانية، حيث تسمر المواطنون كباراً وصغاراً على شاشات التلفزة وهواتفهم، لمتابعة آخر التطورات وبيان نعي السيد نصرالله.
زنار النار الإسرائيلي تنقل من بلدة إلى أخرى حيث لم تسلم قرية واحدة من جحيم العدوان الإسرائيلي الذي يوقع في كل منها شهداء وجرحى ودمار هائل وإقتلاع أهلها منها
في غضون ذلك، كانت قوات الإحتلال “المنتشية” بهذا العمل، تكمل إستهداف قياديين في الحزب في الضاحية الجنوبية والجنوب، وتقصف بواسطة طائراتها الحربية عشرات البلدات والقرى وصولاً إلى منطقة البقاع وجبل لبنان.
زنار النار الإسرائيلي المتنقل.من بلدة إلى أخرى، حيث لم تسلم قرية واحدة من جحيم العدوان الإسرائيلي، الذي يوقع في كل منها شهداء وجرحى ودمار هائل، وإقتلاع أهلها منها، بفعل ضخامة الإعتداءات الجوية وتوزعها على الأحياء والمؤسسات، قد بلغ للمرة الاولى منذ بدء حرب الإشغال والإسناد دعما لغزة، مدينة صور الساحلية، فتم قصف احد أحيائها القديمة في منطقة “الخراب” عند بحر صور الغربي، ما ادى إلى إستشهاد عدد من المواطنين، بينهم أطفال، إذ تم إنتشال جثامين كل إسماعيل السمرا وزوجته سماح الشعار وإبنتهما، فيما تواصل فرق الإنقاض في الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية، عمليات البحث عن آخرين ما زالو تحت ركام المنزل المدمر، من بينهم عصام السمرا، شقيق إسماعيل .
تطال الغارات المنازل المدنية وتمددها إلى قطع الطرقات سواء مباشرة أو غير مباشرة بهدف تقطيع اواصر القرى عن بعضها البعض وتهجير من بقي فيها صامداً
لا تشبه موجات الغارات المتواصلة على مدار ساعات الليل والنهار، أياً من أيام عدوان تموز 2006، فتوسيع الإعتداءات التي بدات في الرابع والعشرين من الحالي، يتم بشكل ممنهج، يشبه تدريجياً، الغارات الكثيفة على بلدات الحافة الأمامية، التي دمرت غالبية بيوتها او تضررت كلياً وجزئياً، حيث تطال الغارات المنازل المدنية، وتمددها إلى قطع الطرقات، سواء مباشرة أو غير مباشرة، بهدف تقطيع اواصر القرى عن بعضها البعض، وتهجير من بقي فيها صامداً مساعداً في نقل الجرحى والمصابين ودفن الشهداء والموتى.
إقرأ ايضاً: أربعة قادة من «الحزب» قتلتهم إسرائيل في اليوم نفسه لاغتيال أمينه العام
يحصل كل ذلك، وسط إرتفاع تعداد الشهداء إلى اكثر من 1600، بينهم أكثر من 150 شهيداً في منطقة صور ، وفق طبابة قضاء صور ومع كل يوم إضافي من يوميات العدوان الموسع، تضيق فسحة الأنفراج لدى النازحين، الذين تخطى عددهم نصف مليون شخص، ضاقت بهم المدارس ومراكز الجمعيات والهيئات والبيوت والشقق، التي تئن من اوجاع ساكنيها، نتيجة إبتعادهم قسراً عن مدنهم وبلداتهم وقراهم، التي يحنون إلى ترابها وزرعها وبيوتها العامرة.
أفادت المعلومات عن إستهداف مركز ومستوصف للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية بين بلدتي الطيبة ودير سريان في منطقة مرجعيون أدى إلى سقوط 11 شهيدا و 10 جرحى
إعتداءات اليوم والأمس، لم توفر المراكز الصحية والخدمية, ولاحتى أماكن عبور المواطنين، حيث أفادت المعلومات عن إستهداف مركز ومستوصف للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، بين بلدتي الطيبة ودير سريان في منطقة مرجعيون، أدى إلى سقوط 11 شهيدا و 10 جرحى، كما تسببت غارة مماثلة على قرية دبعال قرب صور، إلى سقوك ثلاثة شهداء من عائلة واحدة وسقوط شهداء وشهيدات في أكثر من مكان، منها مدينة بنت جبيل.