كل كلام عن الصمود هو مجرد هرطقة لا طعم لها

النزوح من الجنوب

أحتار من أين أبدأ، فالكلام يخرج متعثرا بأوتاره الصوتية المتهالكة… والعقل أصبح ممزقاً يتناهشه قطيع من الأسئلة المحتشدة الباحثة عن أجوبة وسط كل هذا الركام البشري الخارج بثيابه التي عليه مع بعض أوراق نقوده والأجهزة الذكية الضرورية لبقائه على قيد التواصل مع الآخرين ولتقيه شر الوحدة القاتلة… تاركا وراءه بيته وأرضه… مجرجرا أذيال الخيبة من دولة لا يوجد لديها بنية تحتية تساعد على الخروج بطريقة سهلة عدا عن عدم وجود خطط طورائ أو ملاجئ تحمى الفارين من خطر الصورايخ الملعلعة في السماء والجاهزة لالتهام البشر كما تلتهم النيران أعواد الحطب اليابسة.

لن أدخل في تفاصيل جدوى الدخول في هذه الحرب من أساسها وما هي النتائج المرتبة عليها والأثمان الباهظة المدفوعة من أجلها. لكن لا بد من تحليل ما حصل بدقة في الأيام القادمة كي لا نعيد تكرار نفس التجارب السابقة وعدم الوقوع في نفس المصيدة كل فترة زمنية بكل ما تحمله من تجارب قاسية أصعب من أن نتحمل

في اللحظات الحرجة يظهر الخوف والغضب بشكل واضح ويعود الإنسان إلى طبيعته الأولى باحثا عن الأمان والنجاة من الأخطار المحدقة به، وكأنه عاد بلحظة إلى الغابة التي انطلق منها، كذلك الكهف الذي كان يتحصن بداخله ويحمي فيه حياته.

كل كلام عن الصمود هو مجرد هرطقة لا طعم لها… فمن شاهد كمية السيارات بأعدادها الألفية واكتظاظها مع ما يحمله ركابها من قصص مختلفة… تكفي لكتابة نصوص لا حصر لها. فما يتم توثيقه من تلك التجربة القاسية بكل تفاصيلها هو القليل بينما يقبع الجزء الأكبر في الذاكرة.

كل كلام عن الصمود هو مجرد هرطقة لا طعم لها… فمن شاهد كمية السيارات بأعدادها الألفية واكتظاظها مع ما يحمله ركابها من قصص مختلفة… تكفي لكتابة نصوص لا حصر لها. فما يتم توثيقه من تلك التجربة القاسية بكل تفاصيلها هو القليل بينما يقبع الجزء الأكبر في الذاكرة

ليس أصعب على الإنسان من أن يكون بينه وبين الموت خطوة واحدة تكفي لتطوي كل صفحات حياته بلحظة خاطفة. ليتحول بعدها إلى مجرد صورة على جدار، وورقة نعوة فيسبوكية، تسجل تحتها عبارات الترحم والطلب من الله الرحمة والتمني عليه إدخاله الجنة التي تدغدغ شهية الأكثرية باعتبارها أكبر جائزة سوف يفوز بها هذا البشري بعد رحلة عناء طويلة.

لن أدخل في تفاصيل جدوى الدخول في هذه الحرب من أساسها وما هي النتائج المرتبة عليها والأثمان الباهظة المدفوعة من أجلها. لكن لا بد من تحليل ما حصل بدقة في الأيام القادمة كي لا نعيد تكرار نفس التجارب السابقة وعدم الوقوع في نفس المصيدة كل فترة زمنية بكل ما تحمله من تجارب قاسية أصعب من أن نتحمل.

إقرأ أيضا: «المقاومة».. ومرحلة تقسيم لبنان!

السابق
هجوم جوي واسع يستهدف الجنوب والبقاع
التالي
حمية: مطار بيروت مستمر بالعمل.. ماذا عن إجلاء الرعايا الاجانب؟