وفي اليوم الثالث للعدوان الاسرائيلي الهمجي على لبنان، لا يبدو ان هناك افقاً لهذه الحرب، والتي تتخذ طابعاً تدميراً عنيفاً للغاية.
وتكشف مصادر ميدانية لـ”جنوبية” ان حتى الساعة لا مؤشرات ولا معطيات عن تدخل دولي او اميركي او اوروبي او حتى موقف عربي او تحرك وقف العدوان على لبنان.
وتقرأ المصادر في هذا الصمت الدولي والعربي مؤشراً واضحاً على حراجة الموقف الذي يتعرض له “حزب الله” وزج لبنان في حرب مخيفة.
وتلفت الى الثمن الذي دفعه “الحزب” واستشهاد المئات وجرح الالاف من عناصره وقادته ليس نهائياً وسيدفع ثمناً اكبر امام حرب همجية لن تبقي ولا تذر.
مصادر ميدانية لـ”جنوبية”: حتى الساعة لا مؤشرات ولا معطيات عن تدخل دولي او اميركي او اوروبي او حتى موقف عربي او تحرك وقف العدوان على لبنان
وتشير الى ان قرار توسيع الحرب ليس قراراً صغيراً ويخشى ان يكون الهدف بعد تدمير “حزب الله” تدمير لبنان وتحويله الى غزة ثانية.
وتلفت الى قرار اسرائيل بحرق لبنان لاخضاع “الحزب” يترجم بكثافة الغارات من شبعا الى البقاع مروراً بتوسيع يومي للغارات.
مصادر جنوبية لـ”جنوبية”: تخوف الجنوبيين واللبنانيين وخصوصاً بيئة ومناصري “حزب الله” من طريقة تعامل “الحزب” مع العدوان الاسرائيلي
وترى ان استهداف المدنيين في الجنوب وتقصد قتلهم هو للترويع وللتهجير وللضغط على “الحزب” ووضع قاعدة ان تهجير سكان الشمال يقابله تهجير كل سكان الجنوب.
تقارير دولية وعربية
وفي تقرير لجريدة “عكاظ”، اعتبرت فيه أن “الثمن الذي سيدفعه لبنان هذه المرة باهظاً؛ لأن استراتيجية إسرائيل الحالية ليست فقط الجنوب اللبناني، أو فك ارتباط محور حزب الله عن غزة، أو شل حركة الحزب نفسها، ولكن الهدف هو تدمير حزب الله تماماً، والمؤشرات الأولى لهذا التدمير ظهرت من الفارق الزمني بين معركة البيجر وأجهزة اللاسلكي واغتيال القيادات، وبين التحول السريع في القصف الجوي المركّز على أهداف عسكرية محددة لمواقع حزب الله، وتوقعات الاجتياح البري الوشيك، وفي جميع هذه التفاصيل ستترك إيران حليفها حزب الله ولو مؤقتاً، وستذهب لتتفاوض على مصالحها في هذه المرحلة، وأي خيارات أخرى تحاول فيها إيران المناورة أو المساومة ستجد نفسها على خط المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وتصريحات الرئيس الإيراني لقناة سي إن إن أمس كافية لقراءة ما بين السطور”.
خلاف
وافاد موقع “بوليتيكو” بأن خلافا وقع بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن كيفية التعامل مع حزب الله، مشيرا الى ان “الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله أشعلت جدلا داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن”.
استهداف المدنيين في الجنوب وتقصد قتلهم هو للترويع وللتهجير وللضغط على “الحزب” ووضع قاعدة ان تهجير سكان الشمال يقابله تهجير كل سكان الجنوب.
ونقل موقع “بوليتيكو” عن مسؤول أميركي تأكيده أن “بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية يشعرون بالإحباط والقلق من ارتفاع عدد القتلى في لبنان”، مشيرا الى ان “المسؤولين يعتقدون أن تصحيح الوضع سيكون صعبا إن لم يكن مستحيلا”.
ردود محدودة للحزب
وفي سياق رد “الحزب”، تكشف مصادر جنوبية لـ”جنوبية” قلق الجنوبيين واللبنانيين وخصوصاً بيئة ومناصري “حزب الله”، من طريقة تعامل “الحزب” مع العدوان الاسرائيلي.
وتشير المصادر الى ان حجم الرد والقوة النارية لـ”الحزب” والتي لم تصل بعد الى ابعد من تل ابيب او محيطها واقتصار الرد على صواريخ محدودة على تل ابيب يؤكد وجود قرار استراتيجي من “الحزب” بعدم توسيع الحرب من جانبه وانتظار الخطوة التصعيدية من قبل الاسرائيلي وهذا يشير الى ان “الحزب” يربط قراره اللبناني بالاستراتيجية الايرانية.
حجم الرد والقوة النارية لـ”الحزب” والتي لم تصل بعد الى ابعد من تل ابيب او محيطها واقتصار الرد على صواريخ محدودة على تل ابيب يؤكد وجود قرار استراتيجي من “الحزب” بعدم توسيع الحرب
وتفلت المصادر الى ان خطاب الرئيس الايراني مسعود بزشكيان في الامم المتحدة فجر اليوم ان ايران تريد السلام في كل المنطقة يدل على امرين: ان ايران تريد الحل من خلالها في لبنان وغزة والمنطقة.
والثاني ان ايران لا تريد الحرب الواسعة مع اميركا واسرائيل وهي تعطي إشارات للتسوية وان الحرب ليست خيار ايران الاول!