كل شي في الجنوب واجم، الوجوه، الطرق، الأسواق، فالحزن يستوطن مئات البيوت في كل بلدة وقرية، سواء مباشرة أو غير مباشرة. لم تسلم مدينة او بلدة اوقرية، من إيذاء العدو الإسرائيلي، بواسطة تفجير أجهزة ” البايجرز”.
في غرف المستشفيات، على طول وعرض الجنوب، من بنت جبيل، إلى تبنين وصور والنبطية والزهراني وصيدا، وحتى المشافي في مخيمات اللاجئين الفلسطينية. دموع، لم يقو على حبسها الآباء والأمهات والأخوة والأقارب، أمام مشهد أبنائهم المدمي، وهم على أسرة المستشفيات، لا يعرف مصير نعمة نظر الكثير منهم أو مصير أعضاء، هتكها شدة الإنفجار، أو بترها على الفور .
في غرف المستشفيات، على طول وعرض الجنوب، من بنت جبيل، إلى تبنين وصور والنبطية والزهراني وصيدا، وحتى المشافي في مخيمات اللاجئين الفلسطينية. دموع، لم يقو على حبسها الآباء والأمهات والأخوة والأقارب
يمتد حزن الجنوب، وغيره من المناطق، التي تساوت في الشهادة والجروح البالغة والحرجة، إلى شهور طويلة، بإنتظار تعافي الجرحى وإندمال جروح فراق الأحبة، الذين إختاروا الصمود في مواجهة العدو الإسرائيلي، الذي يزداد دموية كل يوم جديد من أيام الحرب، سواء في فلسطين او لبنان، وخصوصاّ في الجنوب .
لم يكن يوم صور والنبطية ومرجعيون وبنت جبيل وسواها من المدن، يوماّ عادياّ، فالحياة توقفت كلياّ، غابت مظاهر التلامذة، وغاب نشاط الأسواق والمتسوقين
لم يكن يوم صور والنبطية ومرجعيون وبنت جبيل وسواها من المدن، يوماّ عادياّ، فالحياة توقفت كلياّ، غابت مظاهر التلامذة، وغاب نشاط الأسواق والمتسوقين، وسكن ماء البحر، إلى حد تجاوز التسعين بالمئة، فإستعاض الأهالي بمتابعة أحوال الجرحى من ابناء بلداتهم، او الإستعداد لتشييع الشهداء، والإجتهاد في السياسة والأمن والتحليلات .
في مستفيات صور والنبطية، التي إستقبلت مئات المصابين أمس، ولا يزال القسم الأكبر منهم يتلقى العلاج وإجراء العمليات، كانت ممرات الغرف تكتظ بالمطمئنين، الذين ذرفوا الدموع، على فتية وشبان بعمر الورد، اخفت” لفافات الشاش الأبيض” وجوههم او غطت إيديهم، فلم يجدوا سور عبارات المواساة، لامهات وزوجات واخوة وأخوات الجرحى.