لايشبه يوم “17 أيلول الأسود” 2024، أي يوم من أيام حرب الإسناد والإشغال، ولا حتى الحروب الطويلة، بين جيش الإحتلال الإسرائيلي، من جهة، و “حزب الله” من جهة ثانية، فهو يوم ثقيل جداّ، يرتقى إلى أكثر المجازر دموية، التي ترتكبها إسرائيل في عدوانها على جنوب الله وغزة .
فالعملية ” الجهنمية – الإجرامية” التي تقف وراءها إسرائيل، كان الهدف منها النيل من آلاف قيادي وعناصر الحزب في كافة مناطق إنتشارهم، ومن بينها مناطق الحافة الامامية، من جبهة الإسناد والإشغال دعماّ لغزة المتواصلة منذ قرابة العام، بحيث شمل التفجير كل أجهزة” البايجرز” الموزعة حديثاّ على عناصر الحزب، فإضافة إلى الشهداء ال11، والجرحى، الذين لامس عددهم الثلاثة آلاف، فإن أجهزة مماثلة، توازي عدد الأجهزة، التي أصيب فيها أفراد من الحزب وأطفالهم، إنفجرت ايضا، ولكن لحسن الحظ كانت بعيدة عن متناول إيد أصحابها لحظة التفجير .
فقد ترك هذا العدوان الإسرائيلي، الذي تزامن مع غارات حربية عنيفة، ادت إلى إستشهاد خمسة مقاومين، ثلاثة منهم، في بلدة بيلدا، بينهم شهيد من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وشهيدان آخران في مجدل سلم، نعاهما حزب الله، شهيدين على طريق القدس، كما نعى الشهيدان اللذين سقطا في بليدا أيضا، ترك حالة من الغضب بين الأهالي في الجنوب وغيرها من المناطق، الذين هرعوا إلى المستشفيات للتبرع بالدم والإطمئنان إلى أبنائنم وأقاربهم.
وشارك في عمليات نقل المصابين إلى المستشفيات، من اماكن عملهم وفي الطرقات والأسواق، مئات سيارات الأسعاف من الدفاع المدني اللبناني والصليب الأحمر والدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية، وقد غصت مستشفيات بنت جبيل وتبنين وصور والنبطية وصيدا وبيروت بالمصابين، الذين كانت غالبية إصاباتهم في الوجه والإيدي .
وأشارت المعلومات الاولية ان الشهداء الذين سقطوا جراء هذا العدوان، وبعضهم أطفال، في كافة المناطق، هم الطفلة فاطمة عبدالله، محمد نور الدين، حسين ايوب فقيه، حسن ياسين، عباس بلال منعم، حسين احمد متتش، مهدي عباس سمحات ، مهدي علي عمار، محمد عباس، عباس ياسين .
وفي إنتظار رد “حزب الله” على هذا العدوان الكبير والخطير بمدلولاته الامنية والعسكرية والإنسانية، كان الحزب نفذ سلسلة عمليات دعماّ لغزة، ورداّ على الإعتداء على بليدا.
وأعلنت المقاومة الإسلامية، أن مجاهديها شنوا هجومًا جويًا بأسراب من المسيرات الانقضاضية على مقر مستحدث لقوة استطلاع من لواء غولاني 631 في ثكنة راموت نفتالي مستهدفة أماكن استقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة.
كما إستهدفوا تجمعا للعدو في موقع الكرنتينا، ومرابض مدفعية في الزاعورة، وقصف هدف في موقع العباد.، وإستهداف مباني يستخدمها الجنود في مستعمرة المنارة.