مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية.. ما هي خطط نتنياهو للحرب على لبنان؟

غارة اسرائيلية على حولا جنوب لبنان

وسّعت إسرائيل الأهداف المعلنة لحرب غزة لتشمل تميكن السكان الإسرائيليين في الشمال من العودة إلى مساكنهم، وذلك رغم التحذيرات الأميركية من توسيع الحرب.

وذكر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن مجلس الوزراء الأمني المصغر وافق على القرار.

ونقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوصى بالسيطرة على منطقة أمنية عازلة في جنوب لبنان.

ومع تصاعد منسوب التوتّر بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على طول الحدود جنوب لبنان، تزداد احتمالات شنّ إسرائيل عملية عسكرية واسعة

وجاء ذلك بعد يوم من اجتماع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لبحث التطورات على الحدود الإسرائيلية مع لبنان، في ظل تصاعد الخلاف داخل حكومة الاحتلال بشأن توسيع العملية العسكرية في لبنان.

ومع تصاعد منسوب التوتّر بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على طول الحدود جنوب لبنان، تزداد احتمالات شنّ إسرائيل عملية عسكرية واسعة.

وزادت التهديدات الإسرائيلية بعد زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب، أمس الاثنين، إذ أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استعداد حكومته لتوسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية بهدف إعادة سكان المستوطنات.

إقرأ أيضا: وول ستريت جورنال: هوكشتاين حذر إسرائيل من التصعيد مع حزب الله.. قد يؤدي لصراع إقليمي أوسع

ويبدو أن زيارة هوكشتاين كانت “المحاولة الأخيرة” قبل تبدّل المشهد الميداني شمال إسرائيل، وذلك إما بفرض حلّ دبلوماسي يُعيد سكان الحدود من الطرفين، أو فشل مهمته، وبالتالي تُصبح العملية العسكرية البرَية واقعاً.

أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استعداد حكومته لتوسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية بهدف إعادة سكان المستوطنات

وفي السياق، ألمحت مصادر رسمية لبنانية مطّلعة لـقناة “العربية.نت” إلى “أن العمل الدبلوماسي القائم هدفه التحضير لمرحلة ما بعد الحرب وليس لوقف التصعيد”.

كما أكدت المصادر “أن أي حلّ للجنوب اللبناني لن يكون إلا عبر القرار 1701 (صادر عن الأمم المتحدة في 2006)، لكن مع متممات لكيفية تطبيقه، أي وضع آلية لمراقبة تنفيذه، وهذا ما يتم العمل عليه الآن”.

إلى ذلك، أوضحت أن “ترسيم الحدود البرية ليس جديداً ومطروحا منذ فترة، لكن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل ركّزت على الهدنة ومُقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن”.

العمل الدبلوماسي القائم هدفه التحضير لمرحلة ما بعد الحرب وليس لوقف التصعيد”

دخول برّي على طول الحدود

من جهته، اعتبر العميد المتقاعد والنائب البناني السابق وهبة قاطيشا لـ”العربية.نت والحدث.نت” “أن الجيش الإسرائيلي إذا قرر تنفيذ عملية برية باتّجاه لبنان، فإن دخوله سيتم على طول الحدود، أي من القطاعات الثلاثة، الشرقي والغربي والأوسط”.

ولفت إلى “أن دخوله سيكون بحدود القرى والمناطق المدمّرة كلّياً والخالية من السكان، والتي هي بحدود 5 إلى 10 كيلومترات، وذلك بهدف مقايضة مسألة انسحابه من هذه القرى بعودة المستوطنين إلى المستوطنات في الجليل بعد وقف إطلاق الصواريخ والمسيّرات”.

كما رأى قاطيشا “أن هذا السيناريو لا يزال مستبعداً في ظل الضغط الأميركي على نتنياهو لمنع التصعيد والقبول بمُقترح بايدن”.

الجيش الإسرائيلي إذا قرر تنفيذ عملية برية باتّجاه لبنان، فإن دخوله سيتم على طول الحدود، أي من القطاعات الثلاثة، الشرقي والغربي والأوسط”

تصاعد الغارات والقصف

إلا أنه لفت إلى “أن وتيرة الغارات والقصف الإسرائيلي لقرى جنوبية ستتصاعد وستتوسّع بالعمق اللبناني”.

دخول الجيش الاسرائيلي سيكون بحدود القرى والمناطق المدمّرة كلّياً والخالية من السكان، والتي هي بحدود 5 إلى 10 كيلومترات، وذلك بهدف مقايضة مسألة انسحابه من هذه القرى بعودة المستوطنين إلى المستوطنات في الجليل بعد وقف إطلاق الصواريخ والمسيّرات”

من جهتها، أوضحت مصادر مقرّبة من حزب الله، “أن أي عملية عسكرية برّية إسرائيلية لن تكون “نزهة” وستكون كلفتها عالية جداً، والإسرائيلي يعلم أن هناك عوائق كثيرة أمام العملية البرية تبدأ بالداخل الإسرائيلي ولا تنتهي بالميدان الجنوبي”.

كما أكدت “أن الحزب جاهز لأي سيناريو ويتعامل مع أي احتمال سيّئ”. ولفتت المصادر إلى “أن لا مشكلة لدى الحزب بتنفيذ القرار 1701، لكن الكرة في ملعب إسرائيل التي تواصل خروقاتها للأجواء اللبنانية وتحتلّ تلال كفرشوبا ومزارع شبعا”.

إقرأ أيضا: مجلس الوزراء الأمني المصغر يصادق على أهداف الحرب لإعادة سكان الشمال لبيوتهم

وفهذا السياق علّق رئيس المجلس النيابي نبيه بري على التهديدات الإسرائيلية المتزايدة، معتبرا ان “لبنان اعتاد عليها وإن علت نبرتها اخيراً”.

مصادر مقرّبة من حزب الله، “أن أي عملية عسكرية برّية إسرائيلية لن تكون “نزهة” وستكون كلفتها عالية جداً، والإسرائيلي يعلم أن هناك عوائق كثيرة أمام العملية البرية تبدأ بالداخل الإسرائيلي ولا تنتهي بالميدان الجنوبي”

وفي حديث لصحيفة “الجمهورية” استبعد بري “هجوماً برياً واسعاً على لبنان، على رغم من تهديد العدو المتكرّر بتغيير الوضع السائد في الشمال، مرجحاً أن يلجأ الاحتلال إلى زيادة وتيرة عملياته العسكرية لتصبح اكثر كثافة واتساعاً، لكن من دون أن تتطور إلى محاولة الاجتياح”.

واضاف بري معلّقاً على فرضية الهجوم البري، بلهجة جنوبية: “عَلاوَي.. عَلاوَي..”، فمصادر مقرّبة من حزب الله، “أن أي عملية عسكرية برّية إسرائيلية لن تكون “نزهة” وستكون كلفتها عالية جداً، والإسرائيلي يعلم أن هناك عوائق كثيرة أمام العملية البرية تبدأ بالداخل الإسرائيلي ولا تنتهي بالميدان الجنوبي”، ولذلك استبعد ان يلجأ الى مثل هذا الخيار، الّا إذا اراد ارتكاب حماقة”.

بري: أي عملية عسكرية برّية إسرائيلية لن تكون “نزهة” وستكون كلفتها عالية جداً، والإسرائيلي يعلم أن هناك عوائق كثيرة أمام العملية البرية تبدأ بالداخل الإسرائيلي ولا تنتهي بالميدان الجنوبي”،

ومنذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، انخرط حزب الله في مواجهات شبه يومية على الحدود ضد القوات الإسرائيلية.

إقرأ أيضا: بري يستبعد هجوما عسكريا إسرائيليا على لبنان.. ولكن!

ما أدى إلى نزوح نحو 150 ألفا من سكان المناطق الحدودية على الجانبين الإسرائيلي واللبناني. كما أدت المواجهات إلى استشهاد أكثر من 650 شخصا في لبنان، أغلبهم من مقاتلي حزب الله، مقابل 50 على الجانب الإسرائيلي

السابق
أرقام صادمة.. الحرب بين روسيا وأوكرانيا كم بلغ عدد الضحايا؟
التالي
ميقاتي وجه كتابا لوزارة الطاقة وكهرباء لبنان حول التفاوت بالتغذية بالتيار الكهربائي