الهجمات الروسية تشكل تحديات جديدة للأمن الغذائي العالمي

على الرغم من المزاعم الروسية التي صدرت قبل ايام، وتفيد باستعادة بعض البلدات والقرى بإقليم كورسك، الذي سيطرت على قسم منه القوات الاوكرانية مطلع شهر آب الماضي، فان مصادر اوكرانية موثوقة صرحت لموقع “الحرة” أن “الهجوم المضاد الروسي لم يؤد حتى الآن إلى نتائج واضحة بشأن استعادة السيطرة على المنطقة التي تسيطر عليها قوات أوكرانية في إقليم كورسك”.

الاعتداءات على ناقلات حبوب

هذا الفشل في الهجوم المضاد الروسي، جعل من الكرملين يتحوّل نحو تهديد الامن الغذائي العالمي، فقد قالت “الوكالة الرومانية للاعلام” انه، في 12 أيلول/سبتمبر 2024، ارتكبت القوات الروسية عملاً عدوانيًا جديدا، حيث شنت هجومًا صاروخيًا على سفينة مدنية كانت تنقل الحبوب الأوكرانية إلى مصر، وقع الهجوم فور مغادرة السفينة المياه الإقليمية الأوكرانية، مما ألقى بظلال من الشك على أمن الإمدادات الغذائية الحيوية للمنطقة”.

وتابعت الوكاله بقولها ان “هذا الهجوم هو أحدث مثال على استخدام روسيا لتكتيكات الإرهاب البحري، فمنذ بداية غزوها الواسع النطاق لأوكرانيا، أغلقت روسيا الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، ومنعت تصدير الحبوب والمنتجات الغذائية الأخرى، علاوة على ذلك، تواصل روسيا استخدام الحبوب الأوكرانية المسروقة لتلبية احتياجاتها الخاصة، ففي الآونة الأخيرة، كما أرسلت سفينتان روسيتان، حبوبًا مسروقة من فيودوسيا وسيفاستوبول المحتلتين إلى مصر”!

في 12 أيلول/سبتمبر 2024، ارتكبت القوات الروسية عملاً عدوانيًا جديدا، حيث شنت هجومًا صاروخيًا على سفينة مدنية، كانت تنقل الحبوب الأوكرانية إلى مصر

واوضحت الوكالة ان “مثل هذه الإجراءات، تشكل تهديدا خطيرا للأمن الغذائي العالمي، ومع اعتماد أكثر من 400 مليون شخص حول العالم على صادرات الغذاء الأوكرانية، أدى الحصار الذي تفرضه روسيا على البحر الأسود، والهجمات المنتظمة على البنية التحتية، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم النقص في أفريقيا وآسيا ومناطق أخرى”.

اوكرانيا ملتزمة بالامن الغذائي

ولفتت الوكالة الى انه “على الرغم من كل التهديدات، تواصل أوكرانيا جهودها لضمان الأمن الغذائي العالمي، ففي العامين 2023-2024، صدرت البلاد حوالي 70 مليون طن من الحبوب والبذور الزيتية والزيت، وكجزء من برنامج الحبوب من أوكرانيا، مكنت عمليات التوريد بالفعل، من توفير الغذاء لثمانية ملايين شخص في بلدان مثل الصومال وإثيوبيا وكينيا واليمن وغيرها، لكن انسحاب روسيا من مبادرة حبوب البحر الأسود في تموز/يوليو 2023، والهجمات اللاحقة على الموانئ أدت إلى إتلاف أكثر من 300 ألف طن من الحبوب، وانخفاض الصادرات بملايين الأطنان”.

انسحاب روسيا من مبادرة حبوب البحر الأسود في تموز/يوليو 2023 والهجمات اللاحقة على الموانئ أدت إلى إتلاف أكثر من 300 ألف طن من الحبوب

ومن اجل مجابهة المخطط الروسي، الذي يهدد السلام والامن الغذائي اقترحت “الوكالة الرومانية للاعلام” بنهاية تقريرها، اقتراحا “بوجوب منح أوكرانيا الإذن باستخدام أسلحة بعيدة المدى لمهاجمة المطارات العسكرية وغيرها من المواقع الاستراتيجية في روسيا، تواصل موسكو أعمالها العدوانية، مما يهدد السلام والأمن الغذائي، فإن التأخير في اتخاذ القرار لن يؤدي إلا إلى تفاقم عواقب العدوان الروسي، مما يعرض حياة الملايين من الناس للخطر، وإذا كان المجتمع الدولي يناضل من أجل تحقيق الاستقرار والأمن، فمن الملحّ أن يزود أوكرانيا بكل الدعم اللازم، بما في ذلك منحها الإذن بضرب أهداف عسكرية في روسيا، لوقف انتشار التهديدات العالمية التي يفرضها الكرملين”.

السابق
كيف يستفيد «حزب الله» من التجربة السويسرية!
التالي
بالفيديو: ادرعي يزعم قصف مستودعات أسلحة لـ«الحزب»