دان الدكتور الشيخ صلاح الدين أرقة دان حوادث التفلت الإعتداء على المواطنين في صيدا في رسالة إلى أهل المدينة كتبها على صفحته في “فايسبوك” جاء فيها:
في ذكرى مولد خير الخلق وفي أجواء فرحة المدينة بهذه الذكرى العزيزة على قلوب الكبير والصغير، وفي خضم التعبئة الروحية والفكرية والوقوف صفا واحدا ضد جريمة الإبادة الجماعية التي يقوم بها تحالف المغضوب عليهم والضالين.
تقدم مجموعة من خارج المدينة متخفية تحت شعار الاحتفال ليعتدي افرادها على شباب المدينة ويطلقون الرصاص ترهيبا وابرازا للعضلات على عادة من هو مدعوم بالقوة المفرطة على الأرض، أعني قوة الأمر الواقع.
إن صيدا أكبر من أي فريق متقوقع منغلق الفكر ورافض للحوار مرتبط بالخارج يسعى لخطف المدينة، ويسعى مرة لشق الصف الوطني.. وهذه المرة بشق الصف الإسلامي.
لقد فشل العدو نفسه خلال الحرب الأهلية البغيضة.. ثم خلال الاحتلال المباشر عام ١٩٨٢ وما تلاها من تداعيات.. في اخضاع المدينة وتطويعها لفتنته.. والسبب معروف لدى الجميع..
وحدة الموقف.
وقفت صيدا وقفة رجل واحد بكل اطيافها في وجه كل محاولات الفتنة الداخلية.. وتعالت على كثير من الجراح من أجل هدف واحد فقط.. حماية هويتها وشبابها وحربتها في الاختيار، ففي صيدا يرتفع الأذان ويدق الناقوس.
وفي صيدا تعيش كل أطياف الوطن وادبانه ومذاهبه واحزابه وجماعاته في الاحياء السكنية والاسواق والمدارس والجامعات وغيرها.
ضيوف صيدا من الوطن العربي المجاور والبعيد يعيشون ويعملون وبتحركون فيها كابنائها بلا تفرقة ولا مضايقة ولا تمييز..
قضايانا الرئيسة في هذا الوطن العربي ابتداء من ١٩٣٦ وحتى اليوم هي قضايا المدينة وأهلها.. وفي مقدمتها الأرض المقدسة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس..
تحتضن صيدا وترحب بكل زائر ومقيم ولا تميز بين هذا وذاك، المنقبة والمحجبة وصاحبة أي زي آخر تتجول في صيدا بطمأنينة تفتقدها كثير من مدن الغرب المتقدم (بنظرهم).. بل تفقدها بعض مناطق في لبنان نفسه.
لأن الحياء وحفظ الأعراض واحترام الحريات الشخصية جزء لا يتجزأ من ثقافة المدينة وممارسة أهلها.
تستقبل جزبرة صيدا السياحية عشرات الألوف من داخل الوطن وزواره ويعود الجميع وفي نفسه من الذكريات ما يشجعه للعودة ولدعوة غيره لزيارة هذه المدينة الرائعة.
في صيدا أعرق وأقدم أماكن العبادة في بلاد الشام للمسلمين والمسيحيين واليهود.. يحفظ شباب المدينة هذه الأماكن كما يحفظون ابناءهم وامهاتهم.. والتاريخ القديم والحديث يشهد.
الجريمة في صيدا نادرة بالرغم من صعوبات الحياة.. يأمن زائر المدينة على نفسه وماله وعرضه من اي أذى.. وواقع الارقام يشهد.
الزواج المختلط بين ابناء المذاهب والمناطق في صيدا زواج ناجح تفتقده مناطق كثيرة في العالم.
إن هذه الثقافة وهذا النسيج الاجتماعي الرائع المتميز الذي تتنفسه المدينة صباح مساء هو الذي تم الاعتداء عليه من فئة موتورة باغية تريد إقحام نفسها بقوة السلاح بالسباحة عكس تيار المدينة السلس الهادئ البعيد عن الفتن..
لا يمكن لهذه الفئة ولا لغيرها ان تخطف المدينة طالما احتفظت المدينة بوحدة موقفها سدا منيعا امام التكفير والتنفير ونشر شرارات الفتنة، إن افضل طرق إطفاء الخريق هو عدم إشعاله، فإن اشتعل فالمسارعة الى إبعاد عناصره.
على الفتنة القادمة تحت ستار التدين والمعتمدة على قوى الأمر الواقع ألا تجد وقودا تستمد منه شرارة ولا حريقا.
هذا هو واجب العلماء والقيادات السياسية والاجتماعية والتربوية، والله تعالى ولي الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.