اما آن لشمس الحرب ان تغيب..هل يفعلها «الحزب»؟!

علي الامين
تعتمل صدور اللبنانيين عموما والجنوبيين خصوصاً، كما الفلسطينيين، من "المقتلة" الإسرائيلية التي يرزحون تحتها، ما دفعهم إلى إطلاق صرخة "مدوية"، تناشد وقف الحرب وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح والأرزاق، بدأت تلهج بها تصاعدياً ألسنة الجنوبيين المنكوبين والمكلومين، وتدعو "حزب الله" صراحة "أن يفعلها" ويرأف بهم، ويتخذ موقفا تاريخياً جريئاً بالإقلاع عنها، لانه "يعلم" مسبقاً، ولا تجدي هذه المرة أيضاً وأكثر مقولة "لو كنت أعلم" بعد فوات الأوان، وليسجل إنتصاراً حقيقاُ على ذاته.. نصرة للبنان وشعبه.

ماذا لو فعلها “حزب الله”، وأعلن في موقف صريح وعلني، يخاطب فيه ابناء الجنوب واللبنانيين عموما، خطاباً موجهاً يشكل “صدمة إيجابية” لمن وصفهم “أشرف الناس”، الذين أبهروا امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، في تجاوزهم لامتحان الصمود والمقاومة في حرب تموز عام ٢٠٠٦، اولئك الذين يدافع “حزب الله” عنهم ويقاتل بهم، ويحتمي بأشفار عيونهم وشغاف قلوبهم.

ماذا لو فعلها “حزب الله”، وأثلج قلوب اللبنانيين والجنوبيين وأراح بالهم، وهو في كامل قوته وحضوره الفاعل، في كامل جبهات قتاله العسكري والاجتماعي، ومن خلال امينه العام الذي يحظى بمحبة الكثيرين من بيئته الحزبية، وعلى امتداد غالبية ابناء الطائفة الشيعية، والعديد من اللبنانيين.

ماذا لو فعلها “حزب الله” وأثلج قلوب اللبنانيين والجنوبيين وأراح بالهم وهو في كامل قوته وحضوره الفاعل في كامل جبهات قتاله العسكري والاجتماعي؟

ماذا لو فعلها “حزب الله”، وقالها نصرالله من موقع القوة الواثق بقدرته وحضوره الطاغي لدى “أشرف الناس”، فيعلن وفي مشهد جماهيري حاشد، ليقول للشعب وحده دون غيره، انه أمر مقاتليه بالانكفاء والانسحاب نحو شمال الليطاني، وترك للجيش اللبناني تولي مهمة الدفاع عن الحدود الجنوبية، مبدياً كل الاستعداد، لأن يوفر للجيش اللبناني ما يريده من دعم ومساندة، في مواجهة العدوان الاسرائيلي.

اذا كانت اسرائيل ستستمر في الحرب مهما فعل “حزب الله” فان اعلانه استعداده للانسحاب كفيل بأن يزيد من الالتفاف اللبناني حوله وسيوفر دعما خارجيا للبنان وسيزيد من ارباك اسرائيل

هذه الدعوة، ليست دعوة تخلّ عن مسؤولية الدفاع عن لبنان، بل هي في صلب الدفاع عن الجنوب واهله وابنائه، وعن مساكن الجنوبيين ومصالحهم الاقتصادية، وعن مؤسساتهم ومصادر عيشهم، فهذه الخطوة كفيلة بأن توفر على الناس مزيدا من الدمار، وتحفظ القرى والبلدات من تمدد زحف الخراب والقتل، فلا شك ان حفظ الجنوب واهله يوازي اهمية حفظ وحماية المقاومة لدى “حزب الله”، خصوصا ان هذه المنطقة قدم لها الحزب، وقدمت له ما لا يقاس بثمن، وهذا الجنوب اليوم بحاجة لحماية وتحصين من خطر لم يعد مجرد احتمال، بل واقع كارثي يجري تنفيذه منذ عام، فالاف البيوت المدمرة وعشرات القرى المهدمة، مرشحة للتزايد وللتمدد، والبطولة ليست في السير بامتحان الاستشهاد والمزيد من التدمير، فالمعادلة التي تحدث عنها السيد نصرالله نفسه في خطابه الاخير، ان الحرب على لبنان ليست من قبل اسرائيل فحسب، بل من قبل اميركا والغرب وغيرهم، يعني ان مسار الحرب هو الدمار، واسرائيل لن تكون بمنأى عن ضرره، لكن ميزان القوى لا يتيح فرصة الانتصار، ولا منع العدو المتعدد القوى الدولية من الانتصار.

ماذا لو فعلها “حزب الله” وقالها مستنداً الى ما يتبناه، اي “ثلاثية” الجيش والشعب والمقاومة ويعلن الانسحاب من جنوب الليطاني في رد على المعادلة الاسرائيلية التي تقوم بتدمير اي مكان ينطلق منه مقاتلو الحزب


ماذا لو فعلها “حزب الله” وقالها مستنداً الى ما يتبناه، اي “ثلاثية” الجيش والشعب والمقاومة، ويعلن الانسحاب من جنوب الليطاني، في رد على المعادلة الاسرائيلية التي تقوم بتدمير اي مكان ينطلق منه مقاتلو الحزب، وبالتالي عدم تعرض أي موقع للقصف لا يشغله مقاتلوه…

إقرأ ايضاً: بالفيديو: 20 صاروخاً إعتراضياً لم توقف الصاروخ اليمني..دمار ونيران على جسر اسرائيلي!

اذا كان من فرصة لنزع فتيل الحرب فيجب ان تلتقط، و”حزب الله” الذي قدم نخبة من كوادره وقادته في حرب المساندة، لن يلام فيما لو اعلن انتهاء حرب المساندة، وانه اخل بواجب مساندة اهالي غزة، واذا كانت اسرائيل ستستمر في الحرب مهما فعل “حزب الله”، فان اعلانه استعداده للانسحاب، كفيل بأن يزيد من الالتفاف اللبناني حوله، وسيوفر دعما خارجيا للبنان وسيزيد من ارباك اسرائيل.

لو فعلها “حزب الله”، سيعيد تجديد الولاء له من قبل ابناء الجنوب، وسيفرض على اللبنانيين عموما احترام قراره المسؤول، وهذا بذاته سيعد انتصارا ل”حزب الله” ايا كان موقف العدو او سواه.

السابق
بالفيديو: 20 صاروخاً إعتراضياً لم توقف الصاروخ اليمني..دمار ونيران على جسر اسرائيلي!
التالي
جرحى قصف العديسة بالاسماء!