بدعوة من منتدى صور الثقافي عُقدت ندوة سياسية بعنوان: لبنان إلى أين بعد طوفان الأقصى، عصر 13 أيلول 2024 في قاعة المنتدى، شارك فيها المحلل والكاتب السياسي الدكتور قاسم قصير، وناشر ورئيس تحرير موقع “جنوبية” الكاتب الصحافي علي الأمين، حضرها العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية والفكرية المهتمة بالشأن العام.
بداية مع النشيد الوطني اللبناني، ثم تلاه كلمة للدكتور قصير رحب فيها بالحضور، عارضاً لتاريخ المدينة الثقافي والسياسي المقاوم، ومركزاً على المقاومة وعملها في لبنان من خلال طرحه الأسئلة التالية: هل يمكن للبنان أن يكون خارج المعركة في غزة، ما هي الجدوى السياسية والمعنوية من مساندة معركة طوفان الأقصى، ما هي أسس إدارة المعركة، وإلى أين تتجه الأوضاع في المرحلة المقبلة؟
الأمين: حرب المساندة في الجنوب ورطت لبنان في حرب طويلة ولم تقِ لبنان شر القتال. وأنه أن الأوان لحزب الله أن يستمع إلى اللبنانيين دون إتهامهم بالعمالة
ورأى أن “لبنان لا يمكن له الوقوف على الحياد، لأن الوقوف إلى جانب المقاومة في غزة وشعبها هو واجب ديني وإنساني وقومي، وكون لبنان مستهدف من قبل المشروع الصهيوني القاضي بتهجير الفلسطينيين الى الدول العربية، وكونه يوجد في لبنان أكثر من 300 ألف لاجىء فلسطيني، يجب أن يعودوا إلى فلسطين، لذلك فالفصل مستحيل بين معركة غزة ومساندتها من جنوب لبنان.
قصير: لبنان لا يمكن له الوقوف على الحياد، لأن الوقوف إلى جانب المقاومة في غزة وشعبها هو واجب ديني وإنساني وقومي، وكون لبنان مستهدف من قبل المشروع الصهيوني
وأضاف”: أما الجدوى السياسية والمعنوية، فهي عبارة عن رسالة إلى المقاومة في فلسطين بأنهم ليسوا لوحدهم، بل هناك محور يدعمهم لتحصيل حقوقهم، ومواجهة الضغوط الدولية عليهم من أجل ضمان أمن إسرائيل، ومن جهة إدارة المعركة، فالمقاومة في لبنان تنطلق في عملية مساندة غزة، من خلال المصلحة الوطنية بالرد على الإعتداءات الإسرائيلية دون الذهاب إلى حرب شاملة، ودون التأثير على الإستقرار الداخلي مع تقديم الدعم للنازحين، والبقاء على استعداد للدفاع عن لبنان في الإحتمالات كافة”.
كما أشار إلى أن “الأوضاع في الجنوب، مرتبطة بموقف العدو من العدوان على غزة، ولن تقف المساندة الاّ بوقف العدوان، وتوقع حصول المزيد من التصعيد الميداني لزيادة عدد النازحين للضغط على المقاومة، كما المزيد من عمليات الإغتيال دون أي خط أحمر لجميع القادة والكوادر في المقاومة”.
الأمين: حزب الله إتخذ قرار حرب المساندة لوحده، بمعزل عن رأي اللبنانيين، واصفاً نفسه بالحريص على لبنان، والعارف والعالم بما يجري”، مشدداً على ان الحزب “لا يحق له أن يقرر عن اللبنانيين
وإذ دعا الى مواجهة إسرائيل، بترتيب الجبهة الداخلية الوطنية من خلال إنتخاب رئيس جمهورية”، رفض “الخيارات الأخرى التي تدعو إلى تطبيق القرار 1701 من جانب واحد، أو وقوف لبنان على الحياد لأنها غير واقعية”.
ثم أعقبه الأمين، الذي رحّب بالحاضرين ومتسائلاً “هل يصبح لبنان غزّة ثانية؟ فهذا السؤال يقض مجضع اللبنانيين، لأن حرب المساندة في الجنوب ورطت لبنان في حرب طويلة ولم تقِ لبنان شر القتال. وأنه أن الأوان لحزب الله أن يستمع إلى اللبنانيين دون إتهامهم بالعمالة، لأن أي حوار مستقبلي سوف يكون خارج تقديس المقاومة، لأن ما قامت به له إنعكاسات كبيرة على لبنان”.
ولفت أنه “لا يبدو في الأفق ثمة ما يبشر بنهاية قريبة، للحرب في غزة والضفة الغربية، فالهدف الحقيقي للحرب، هو تدمير غزة وفُرص العيش فيها، من خلال تدمير البنى التحتية والفوقية”.
قصير: المقاومة في لبنان تنطلق في عملية مساندة غزة، من خلال المصلحة الوطنية بالرد على الإعتداءات الإسرائيلية دون الذهاب إلى حرب شاملة، ودون التأثير على الإستقرار الداخلي
وأكد أن “حزب الله إتخذ قرار حرب المساندة لوحده، بمعزل عن رأي اللبنانيين، واصفاً نفسه بالحريص على لبنان، والعارف والعالم بما يجري”، مشدداً على ان الحزب “لا يحق له أن يقرر عن اللبنانيين، وهذه ليست حرب دفاعية وهي تجاوز للقوانين الدولية سوف تعرضه للمساءلة”
وأردف”: فالحرب يجري تقييمها بنتائجها كافة وليس العسكرية فقط، ووضعيات ما بعد الحرب هي الهدف الأبعد وهي المعيار، وأن الهدف الإستراتيجي للحرب تقرره القيادة السياسية للبلد، لأن وزرها سوف يقع على الجميع، ولا يمكن إقصاء أي جماعة عن إبداء رأيها بذلك.
الأمين: هواجس اللبنانيين لم تكن يوماً جزءاً من خطاب “حزب الله”، وهو لم ينظر إلى وضعهم الإقتصادي، فهذه الحرب زادت من الإنقسامات الداخلية، ومن عزلة الدولة اللبنانية
و شدد على أن” هواجس اللبنانيين لم تكن يوماً جزءاً من خطاب “حزب الله”، وهو لم ينظر إلى وضعهم الإقتصادي، فهذه الحرب زادت من الإنقسامات الداخلية، ومن عزلة الدولة اللبنانية، ومن تعاطف الخارج معها، فلبنان يعيش في عزلة دولية بسبب ما فرضه الحزب الله على اللبنانيين، وهو يقول أنه سوف يسلم سلاحه عندما تصبح هناك دولة قوية ويمنع قيامها، كما تدخل في ثورة 17 تشرين أول 2019 منعها من تحقيق أهدافها، وأن ما بعد الحرب الدائرة في الجنوب ليس كما بعدها”، داعياً إلى “ردم الهوة بين اللبنانيين، من خلال تبديد هواجسهم”.
ختاماً، تم فتح المجال للمداخلات والأسئلة للحضور، وعكست الآراء المتنوعة والملاحظات، الجدل الحاصل في المجتمع اللبناني حول الحرب.
إقرأ أيضا: الجنوب باق تحت النار: نازحو الحدود «يُنقذون» بقايا املاكهم..واسرائيل تُصعّد!