استقالات بالجملة في جيش وشرطة إسرائيل، في وقت تقترب فيه حرب غزة من استكمال عامها الأول، وحرب تلوح في الأفق بين حزب الله وإسرائيل.
يوسي ساريل، قائد وحدة 8200 الاستخباراتية، آخر المنضمين لقائمة المستقيلين التي تضم قادة وحدة غزة، وقائد القوات البرية، ومدير الاستخبارات العسكرية، فيما تحدّثت تقارير أخرى عن استعداد رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، لترك منصبه لمساعده، بحلول ديسمبر 2024.
قيادات في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية يحاولون منع استكمال تحقيقات السابع من أكتوبر، في محاولةٍ لمنع الكشف عن الحقيقة المتعلّقة بعمل الوحدات والتشكيلات، وقرارات القادة، بما في ذلك قرارات هاليفي الخاطئة
على الجانب الآخر، شهدت الشرطة الإسرائيلية مجموعة من الاستقالات خلال سبتمبر 2024، في وقت يغلي فيه الإسرائيليون في الشارع، من أجل الوصول لاتفاق يُعيد الأسرى، ومحاولة من المعارضة لتشكيل حكومة بديلة تنجز الصفقة.. فماذا نعرف عن هذه الاستقالات؟
ومِن المتوقع أن يترك هرتسي هاليفي، منصبه لمساعده في ديسمبر 2024، لكن بعد إجراءين هما:
انتهاء التحقيق في هجوم السابع من أكتوبر.
الانتهاء من تجهيز الجيش لحرب واسعة النطاق في لبنان.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه إذا تطوّرت خلال هذه الفترة معركة كبيرة في الشمال، فقد يبقى هاليفي لاستكمال الحرب، بحسب ما أفادت القناة 12، ونقلته صحيفة معاريف.
على الجانب الآخر، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن التقرير حول توقيت تقاعد رئيس الأركان، لا يتفق مع الحقيقة، مشيرا إلى أن هاليفي يركّز على إدارة الحرب.
قدَّم قائد الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، يوسي ساريل، استقالته الخميس، لرئيس الأركان، هرتسي هاليفي، على خلفية هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر، بحسب ما نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت
وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولين اعترفوا أن قيادات في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية يحاولون منع استكمال تحقيقات السابع من أكتوبر، في محاولةٍ لمنع الكشف عن الحقيقة المتعلّقة بعمل الوحدات والتشكيلات، وقرارات القادة، بما في ذلك قرارات هاليفي الخاطئة.
قائد الوحدة 8200.. استقالة بعد فضيحة
قدَّم قائد الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، يوسي ساريل، استقالته الخميس، لرئيس الأركان، هرتسي هاليفي، على خلفية هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر، بحسب ما نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت.
وساريل هو المسؤول الثاني الكبير الذي يستقيل من منصبه، بسبب فشل إسرائيل في هجوم أكتوبر.
“8200” هي وحدة استخبارات متخصصة في “الإشارة وفك الشفرات”، وهي تابعة لشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي.
وقائد الوحدة، وهي الأكبر في الجيش الإسرائيلي، هو ضابط يتم الحفاظ على سرية هويته دائما في أثناء خدمته.
ساريل هو المسؤول الثاني الكبير الذي يستقيل من منصبه، بسبب فشل إسرائيل في هجوم أكتوبر
كشف ساريل، الذي يرأس الوحدة منذ عام 2021، عن هويته بالخطأ، عندما نشر كتابا يتحدث عن الذكاء الاصطناعي، ودوره في تطوير العلاقة بين العسكريين والآلات على موقع أمازون، وحمل أول حرفين من اسمه (YS).
واستطاع موقع الغارديان، من خلال هذه الثغرة، تتبّع المؤلف والتأكد من أنه هو نفسه الشخص المسؤول عن الوحدة المسؤولة عن أنظمة الذكاء الاصطناعي داخل الجيش الإسرائيلي.
استقالة ساريل تُضاف إلى استقالات أخرى، إذ سبق أن أعلن الجنرال أهارون هاليفا، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”، استقالته في أبريل، بسبب الفشل في التنبؤ بهجوم 7 أكتوبر، ليكون أول مسؤول رفيع المستوى يترك منصبه منذ هذا التاريخ.
فيما استقال قائد وحدة غزة، أفي روزنفيلد، في يونيو الماضي، بحسب تايمز أوف إسرائيل، وكان قائد القوات البرية، تامير يدعي، آخر المستقيلين مطلع سبتمبر 2024، بحسب جيروزاليم بوست.
استقال قائد وحدة غزة، أفي روزنفيلد، في يونيو الماضي، بحسب تايمز أوف إسرائيل، وكان قائد القوات البرية، تامير يدعي، آخر المستقيلين مطلع سبتمبر 2024، بحسب جيروزاليم بوست
استقالات بالجملة تنتظر شرطة بن غفير
أعلن قائد شرطة الضفة الغربية، عوزي ليفي، نيته الاستقالة بعد نحو 43 عاما من الخدمة في الشرطة، وفقا لما أعلنته الشرطة، بحسب جيروزاليم بوست.
وقالت الشرطة في بيانها: “قدَّم مفوض الشرطة احترامه لطلب الضابط، وتمنى له النجاح في المستقبل، وشكره على سنواته الطويلة من المساهمة في أمن إسرائيل”.
علاوةً على ذلك، أعلن رئيس قسم المرور في الشرطة، المفتش العام يهودا بن أتار، أنه سيأخذ إجازة للدراسات، ما يعني فعليا تقاعده من الواجبات العملياتية.
كما أعلن رئيس قسم الاستخبارات في الشرطة، في سبتمبر 2024، نائب الرئيس درور عساف، عن نيته الاستقالة من منصبه بعد خدمة دامت 35 عاما.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن قائد شرطة المنطقة الشمالية، المساعد شوكي تاهووكو، 56 عاما، تقاعده بعد إبلاغ مفوض الشرطة داني ليفي بنواياه.
كما أعلن رئيس قسم الاستخبارات في الشرطة، في سبتمبر 2024، نائب الرئيس درور عساف، عن نيته الاستقالة من منصبه بعد خدمة دامت 35 عاما.
صفقة متعثرة وحكومة بديلة
خلال يوليو 2024، كان اجتماعا ليليا يدور بين هاليفي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حثّ فيه رئيس الأركان على المضي قدما في صفقة لإطلاق سراح الأسرى الموجودين في غزة، لكن نتنياهو رفض بحجّة تأخر الوقت بعد نصف ساعة فقط من بدئه، بحسب موقع والا الإسرائيلي.
وفي الوقت الحالي، يضغط الشارع الإسرائيلي على نتنياهو من خلال الاحتجاجات لإتمام الصفقة، في وقت يصر فيه “بيبي”، كما يطلق عليه، على شروط تؤخّر التوصل لهدنة.
أما على المستوى السياسي، تُجري المعارضة الإسرائيلية مفاوضات لتشكيل حكومة بديلة لتلك التي يرأسها بنيامين نتنياهو، تكون لمدة 6 أشهر فقط، وتتولّى مهام محددة، مرتبطة بالحرب على غزة، بحسب ما أفادت “يديعوت أحرونوت”.
ويتزعم مقترح “الحكومة البديلة” حزب “يش عتيد”، بزعامة يائير لابيد، و”معسكر الدولة” بزعامة بيني غانتس.
تُجري المعارضة الإسرائيلية مفاوضات لتشكيل حكومة بديلة لتلك التي يرأسها بنيامين نتنياهو، تكون لمدة 6 أشهر فقط، وتتولّى مهام محددة، مرتبطة بالحرب على غزة، بحسب ما أفادت “يديعوت أحرونوت”
وتهدف الحكومة البديلة إلى التوصل لصفقة للإفراج عن الأسرى في غزة وإنهاء الحرب في الشمال مع حزب الله. ويجري قادة الحزبين مفاوضات بشكل مباشر مع حزب شاس الديني، وذلك عقب النقاش الذي بادر به مؤخرا وزير الداخلية موشيه أربل، مع المعارضة، بسبب صعوبة الائتلاف الحالي في دفع الصفقة.