ما هي الأعاصير وكيف تتكون؟

إعصار
كي يتكون أي إعصار، فإنه لا بد من وجود فارق كبير في الضغط الجوي بين منطقة منخفضة الضغط تكون مركز الإعصار، وبين مناطق مرتفعة الضغط تحيط بها، لذا تعالوا معنا لمعرفة التفاصيل أكثر.

لا تعتبر العواصف الإعصارية بالبحر المتوسط من الأعاصير المدارية المصنفة رسمياً، لكن شدتها قد تصل أحياناً لقوة إعصار من الفئة الأولى، أي تكون سرعتها 119- 153 كيلومتراً بالساعة.

اقرأ أيضاً: ما هو «جدار صوت» الطائرات الحربية وكيف يحصل؟

مفهوم الأعاصير

منذ قرون نقش المستكشفون الأوروبيون كلمة “هوراكان” الأصلية، التي تدل على الأرواح الشريرة وآلهة الطقس، لوصف العواصف التي دمرت سفنهم في منطقة البحر الكاريبي، واليوم “الإعصار” هو واحد من 3 أسماء للعواصف الإستوائية العملاقة المتصاعدة مع رياح لا تقل عن 119 كيلومتراً في الساعة، وحيث شهد بحر العرب عام 2021م إعصار شاهين، ويثار الكثير من التساؤلات حول ماهية الأعاصير وطريقة تشكلها والأضرار الناجمة عنها.

تسمى الأعاصير عندما تتطور فوق شمال المحيط الأطلسي ووسط شمال المحيط الهادي وشرق شمال المحيط الهادي، وتُعرف هذه العواصف الدوارة بإسم الأعاصير عندما تتشكل فوق جنوب المحيط الهادي والمحيط الهندي، مهما كان المسمى، فإن الأعاصير المدارية يمكن أن تقضي على المناطق الساحلية وتتسبب في خسائر فادحة في الأرواح، وتعدّ الأعاصير كبيرة عندما تصل إلى الفئة الثالثة، كما يمكن أن تتسبب عاصفة من الفئة الخامسة في سرعات رياح تزيد عن 157 ميلاً (253 كم) في الساعة.

ويصل موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي إلى ذروته من منتصف أغسطس/آب إلى أواخر أكتوبر/تشرين الأول ويبلغ متوسطها من 5 إلى 6 أعاصير سنوياً بينما تتشكل الأعاصير في شمال المحيط الهندي عادة بين أبريل/نيسان وديسمبر/كانون الأول، مع ذروة نشاط العاصفة في مايو/أيار ونوفمبر/تشرين الثاني.

كيف تتشكل الأعاصير؟

تبدأ الأعاصير كإضطرابات إستوائية في مياه المحيطات الدافئة مع درجات حرارة سطح لا تقل عن 80 درجة فهرنهايت (26.5 درجة مئوية)، يتم تغذية أنظمة الضغط المنخفض هذه بالطاقة من البحار الدافئة، وتصنف العاصفة التي تصل سرعتها إلى 38 ميلاً (61 كم) في الساعة أو أقل على أنها منخفض إستوائي، تصبح عاصفة إستوائية ويتم تسميتها وفقاً للإتفاقيات التي تحددها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عندما تصل سرعة رياحها المستمرة إلى 39 ميلاً (63 كم) في الساعة وتعدّ الأعاصير، محركات حرارية هائلة توفر الطاقة على نطاق مذهل، إذ يسحب الحرارة من هواء المحيط الدافئ الرطب ويطلقها من خلال تكثيف بخار الماء في العواصف الرعدية، وتدور الأعاصير حول مركز منخفض الضغط يُعرف بإسم العين، يجعل الهواء الغارق هذه المنطقة التي يتراوح عرضها من 20 إلى 40 ميلاً (32 إلى 64 كيلومتراً) هادئة، بشكلٍ ملحوظ لكن العين محاطة بجدار دائري يحتوي على أقوى رياح وأمطار في العاصفة.

مخاطر الأعاصير

تجلب الأعاصير الدمار إلى الشواطئ بعدة طرق مختلفة، عندما يصل الإعصار إلى اليابسة، غالباً ما ينتج عنه موجة عاصفة مدمرة حيث مياه المحيط تدفعها الرياح إلى الشاطئ ويمكن أن يصل إرتفاعها إلى 20 قدماً (6 أمتار) وتتحرك عدة أميال إلى الداخل، وتعدّ العواصف والفيضانات من أخطر جوانب الأعاصير، حيث تمثل 3 أرباع الوفيات الناجمة عن الأعاصير المدارية في المحيط الأطلسي، وفقاً لدراسة أجريت عام 2014م، ثلث الوفيات الناجمة عن إعصار كاترين، الذي وصل إلى اليابسة قبالة سواحل لويزيانا في عام 2005م وقتل ما يقرب من 1200 شخص، نتجت عن الغرق. كما أن إعصار كاترينا هو الأكثر تكلفة من الناحية الإقتصادية على الإطلاق، حيث بلغ إجمالي الأضرار 125 مليار دولار.

وتعدّ الرياح التي يسببها الإعصار مدمرة، كما تتسبب الأمطار الغزيرة في مزيد من الأضرار من خلال الفيضانات والإنهيارات الأرضية، والتي قد تحدث على بعد أميال عديدة في الداخل، وعلى الرغم من تشكيل عواصف شديدة القوة في المحيط الأطلسي، تشكلت أقوى الأعاصير المدارية المسجلة في المحيط الهادي، ما يعطي العواصف مساحة أكبر للنمو قبل أن تصل إلى اليابسة، حيث كان إعصار باتريشيا، الذي تشكل في شرق المحيط الهادي قبالة جواتيمالا في عام 2015م، قد سجل أقوى رياح مسجلة، بمعدل 215 ميلاً (346 كم) في الساعة، وكانت أقوى عاصفة في المحيط الأطلسي هي ويلما في عام 2005م، مع رياح بلغت سرعتها 183 ميلاً (294 كم) في الساعة.

تغير المناخ

قد يؤدي تغير المناخ إلى حدوث طقس أكثر تواتراً وشدة، ويشمل ذلك الأعاصير، إذ كان موسم الأعاصير لعام 2018م من أكثر المواسم نشاطاً على الإطلاق، حيث كان هناك 22 إعصاراً كبيراً في نصف الكرة الشمالي في أقل من 3 أشهر، وشهد عام 2017م أيضاً عواصف المحيط الأطلسي المدمرة بشكل خطير، في حين أن عدداً من العوامل تحدد قوة الإعصار وتأثيره، فإن درجات الحرارة الأكثر دفئاً في مواقع معينة تلعب دوراً مهماً، في المحيط الأطلسي، قد يؤدي الإحترار في القطب الشمالي إلى دفع مسارات الأعاصير المستقبلية إلى الغرب.

والجدير بالذكر، إن إعصار هارفي، الذي أسقط رقماً قياسياً بلغ 51.8 بوصة من الأمطار على جنوب شرق تكساس في عام 2017م، المياه السطحية في خليج المكسيك التي كانت أكثر دفئاً بمقدار درجتين فهرنهايت مما كانت عليه قبل 3 عقود، كما يمكن أن يوفر الجو الأكثر دفئاً أيضاً المزيد من بخار الماء لتكوين المطر، حيث يزداد التبخر ويحمل الهواء الدافئ بخاراً أكثر من البرودة.

السابق
بالصور: والده قائد كبير قُتل في سوريا.. من هو الإبن الذي قتلته إسرائيل اليوم؟
التالي
من البرج الى البقاع.. خطف ٨ فلسطينيين والجيش يتحرك