لاشك ان المناظرة التي تمت مؤخراً بين المرشحَين للرئاسة في الولايات المتحدة الامريكية، هي الاهم والمحورية قبل الانتخابات المقبلة، والتي شاهدها عشرات الملايين من الناخبين الامريكيين وحول العالم، وذلك لما تحمله من اهمية بارزة في معركة الانتخابات الرئاسية، وما سيكون لها اثراً بارزاً على المرشحين نتيجة ما قدمه كل من المرشحين.
تفوق كامالا هاريس في العديد من النقاط، دفع الناخب الاميركي للعودة ليتموضع في مكان اخر، غير الذي كان به، نتيجة التطورات وما حملته من احداث ومواقف
بعد جِدال واخذ ورد، تمت المناظرة يوم امس الثلاثاء في العاشر من ايلول – سبتمبر ٢٠٢٤ بين المرشحين، كمالا هاريس عن الحزب الديمقراطي، والتي بدأت حملتها متأخرة بعض الشيء، نتيجة تأخر الرئيس الحالي جو بايدن حتى تنازل عن متابعته للسباق الرئاسي، اما المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، فقد سبق هاريس في حملته الانتخابية باشهر قليلة، ولكن تفوق كامالا هاريس في العديد من النقاط، دفع الناخب الاميركي للعودة ليتموضع في مكان اخر، غير الذي كان به، نتيجة التطورات وما حملته من احداث ومواقف.
تركزت مواضيع المناظرة الاولى والتي قد تكون الاخيرة، على بعد شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية، على مواضيع محددة وتركزت النقاشات والردود حول الآتي:
1_ الهجرة وموضوع الحدود، حيث اتهمت هاريس الرئيس السابق ترامب، انه هو من افشل خطة تعزيز الحدود، وملاحقة المهاجرين غير الشرعيين والتي عملت عليها هاريس، ووضعت الخطط لها.
2- الموضوع الاقتصادي، وهنا شرحت هاريس باسهاب خطتها الاقتصادية، والتي تتمحور حول دعم الطبقة الوسطى، وتعزيز تدخل الدولة الفيدرالية في بعض الامور، لتشجيع نمو الاقتصاد، بينما وجهت التهم لسياسة ترامب الاقتصادية، وهنا رد ترامب على نجاح خطته وانه سيعود اليها لو أُعيد انتخابه وعاد للبيت الابيض.
3_ اما في الشأن الصحي، فقد اكدت كامالا هاريس على مشروع اوباما كير، واكدت على تعزيزه ليطال شرائح المجتمع الامريكي الضعيفة والمهمشة، على ان يكون من حق كل مواطن امريكي، إيجاد العلاج والاستشفاء عند الضرورة والحاجة اليه، وهنا اكد ترامب على سوء هذا البرنامج من وجهة نظره، وانه غير نادم على معارضته والعمل على إلغائه.
4_ اما في خصوص السياسة الخارجية، فقد اجادت هاريس في تأكيدها، على إيقاف الحرب الدائرة في الشرق الاوسط، واقتناعها بحل الدولتين وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، بينما ترامب لم يوضح سياسته، لا بل رفض الاجابة على هذا السؤال بصراحة، وقال انه لو هو موجود في السلطة لما حصلت الحروب إن في اوكرانيا او فلسطين، وهنا لم يوضح كيف ولماذا، كما ان هاريس دافعت عن دعمها لحلفائها في الناتو، ولولا دعمها لاوكرانيا، لما بقيت هذه الدولة مستقلة وموجودة، واتهمت ترامب على انه كان ساهم في وصول الجيش الروسي لكييف، لولا انه موجود في الحكم.
إقرأ أيضا: استطلاع رأي لـ«سي إن إن»: ماذا قال الأميركيون بعد مناظرة ترامب وهاريس أمس؟
5_كما تطرقت هاريس الى الهجوم على مبنى الكابيتول – الكونغرس، من قَبل جماعة ومناصري ترامب، على اثر خسارته الانتخابات السابقة، وهنا كان جواب ترامب انه طلب التظاهر السلمي، وانه حمل بيلوسي رئيسة الكونغرس بعدم توفير الحماية الكافية لمبنى الكونغرس في حينه.
وايضا كان لهاريس التطرق الى السجل الإجرامي لترامب، والقضايا التي يُحاكم عليها امام المحاكم الفدرالية.
سيقرر الجمهور الامريكي عمن اقنعه من بين المرشحين، والذي بناء على مواقفه سيقرر لمن سيمنح صوته في الانتخابات
هذه ابرز النقاط التي دارت حولها المناظرة، وبناء عليها سيقرر الجمهور الامريكي عمن اقنعه من بين المرشحين، والذي بناء على مواقفه سيقرر لمن سيمنح صوته في الانتخابات، التي يفصلها قرابة الشهرين، اي في في الخامس من شهر تشرين الثاني – نوفمبر المقبل ، ومن الذي سيدخل البيت الابيض منتصراً لولاية مدتها اربع سنوات، ولمن ستؤول الفرصة لحكم الولايات المتحدة والتي تتحكم تقريباً في قيادة العالم، كونها القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية الاكبر على وجه الارض حالياً.
اما في لبنان المناظرات العسكرية بين إسرائيل و”حزب الله” لازالت تدور رحاها على ارض الجنوب، زارعة الدمار وحاصدة بعض الارواح والاصابات، من بين ابناء الجنوب ولبنان، وما تبقى من دولة لبنانية
هذا فيما خص المناظرة التلفزيونية التي حصلت بالامس في الولايات المتحدة الامريكية، اما في لبنان المناظرات العسكرية بين إسرائيل و”حزب الله” لازالت تدور رحاها على ارض الجنوب، زارعة الدمار وحاصدة بعض الارواح والاصابات، من بين ابناء الجنوب ولبنان، وما تبقى من دولة لبنانية، مشغولة في ملهاة محاكمة رياض سلامة، وتتلهى ببعض المناكفات الثانوية، والتي تُظهر الى اي مدى وصلت الدولة اللبنانية في تحلل مؤسساتها، والفراغات التي تعيشها على مختلف الصعد ، مع خنوع وخضوع الشعب اللبناني، وعدم القيام بأي تحرك فاعل ومهم، فمثلاً العسكريون المتقاعدون يثورون للمطالبة بزيادة رواتبهم التقاعدية من دولة مفلسة، بدل ثورتهم لوضع حد للفراغ الرئاسي وما تشهده الدولة اللبنانية من تحلل، او يثورون للوقوف بوجه من يتحكم بالدولة اللبنانية، ويصادر صلاحياتها في الحرب والسلم، ويبني دويلته على حساب الدولة.