بزشکیان في العراق.. تعويم النظام الإيراني مالياً وعسكرياً!

تهدف زيارة مسعود پزشکیان، الرئيس الجديد للنظام الإيراني، إلى العراق التي بدأت يوم الأربعاء 11 سبتمبر، بحسب مصادر إقليمية مواكبة، إلى “تحقيق المزيد من الإيرادات على حساب الشعب العراقي، وزج العراق في الحروب المدمرة في المنطقة لخدمة مصالح النظام الإيراني، الذي يسعى إلى استغلال العراق بشكل أكبر لإنقاذ نظامه من أزماته الداخلية والإقليمية والدولية”.

يحاول النظام الإيراني استغلال العراق بشكل أكبر، بعدما أصبح تحت سيطرته، لخدمة مصالحه الخاصة

وفي ظل هذه الظروف، بحسب المصادر، “يحاول النظام الإيراني استغلال العراق بشكل أكبر، بعدما أصبح تحت سيطرته، لخدمة مصالحه الخاصة، لا يمكن لأي مناورات يقوم بها خامنئي داخل إيران أو الإجراءات التي يتخذها في العراق والدول الأخرى، أن تنقذ النظام من السقوط بيد الشعب الإيراني، لأن النظام وصل إلى نهايته”.

في 10 سبتمبر 2024، ذكر موقع “ديدار” التابع للنظام أن «الريال الإيراني هو العملة الأقل قيمة في العالم». وفي 8 سبتمبر، نشرت صحيفة “هم ميهن” الحكومية أن «92% من الإيرانيين يحتجون على الوضع الحالي». وفي نفس اليوم، صرح وزير التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي بأن «30% من السكان يعيشون تحت خط الفقر»، بينما يشير الخبراء إلى أن النسبة الحقيقية قد تصل إلى 80%. وفي 22 أغسطس، قال محمد تقي أكبر نجاد، أحد أساتذة الحوزة الدینیة في قم، مخاطبًا خامنئي ومسؤولي النظام: «لقد انتهت فرصتكم».

بعض الأهداف المعلنة لزيارة پزشکیان إلى العراق، تتمحور حول تعزيز السيطرة الإيرانية على العراق واستغلاله لتحقيق مصالح النظام

وبالتالي، وفقاً للمصادر، يتجه النظام نحو السقوط، لكنه لن يتوقف حتى آخر يوم من وجوده في السلطة عن قمع ونهب الشعب الإيراني واستغلال الدول التي يسيطر عليها مثل العراق،و سيواصل النظام تحميل تكلفة بقائه من جيوب شعوب إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين، وسيتاجر بدماء الأبرياء في فلسطين لتحقيق مصالحه. ولكن الحرب في المنطقة لن تنقذ النظام، والشعب الإيراني يعارضها بشدة. من المثير للاهتمام أن المتقاعدين في تظاهراتهم في مختلف المدن الإيرانية كانوا يرددون شعارات مثل: «كفى من إشعال الحروب، مائدتنا فارغة».

الهدف الرئيسي للزيارة ذو طابع اقتصادي، يهدف إلى جلب الأموال وإبرام عقود تساهم في حل الأزمات الاقتصادية التي يواجهها النظام

وذكرت الصحف الرسمية التابعة للنظام بعض الأهداف المعلنة لزيارة پزشکیان إلى العراق، التي تتمحور حول تعزيز السيطرة الإيرانية على العراق واستغلاله لتحقيق مصالح النظام.

الصحف الرسمية التابعة للنظام الإيراني، مثل صحيفة “فرهیختگان” المرتبطة بعلي أكبر ولايتي، وزير خارجية النظام خلال حرب إيران والعراق، وصحيفة “إيران” التابعة لحكومة پزشکیان في 10 سبتمبر، بالإضافة إلى وكالة الأنباء الحكومية “إيلنا” في 9 سبتمبر، قد لخّصت أهداف زيارة پزشکیان إلى العراق ضمن النقاط التالية:

  • الهدف الرئيسي للزيارة ذو طابع اقتصادي، يهدف إلى جلب الأموال وإبرام عقود تساهم في حل الأزمات الاقتصادية التي يواجهها النظام. ومن أبرز هذه الأهداف «تحرير 11 مليار دولار من الأموال المجمدة للنظام الإيراني في العراق»، وهي أموال تعود لعائدات تصدير الكهرباء والغاز إلى العراق، التي لم يتمكن النظام من استردادها بسبب العقوبات المفروضة عليه. يسعى النظام إلى ممارسة ضغوط على الحكومة العراقية لاستعادة هذه الأموال.
  • إبرام عقود تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري وتنفيذ مشاريع مثل توسيع شبكة السكك الحديدية، ومد خطوط أنابيب الغاز والنفط، واستغلال الحقول الغازية المشتركة. يسعى النظام لاستغلال نفوذ ميليشياته المسيطرة على الحكومة العراقية لمواصلة استنزاف ثروات العراق. لذلك، رافق پزشکیان في زيارته ممثلو الشركات التابعة للحرس الثوري والمؤسسات المرتبطة بخامنئي للتفاوض حول مشاريع في قطاعات النفط والزراعة والكهرباء وغيرها.
  • من بين أهداف الزيارة أيضًا، تنظيم وضع الميليشيات الموالية للنظام الإيراني في العراق، وكذلك الأحزاب والجماعات السياسية العراقية الخاضعة لسيطرة طهران. ورغم أن هذه الملفات تُدار بالكامل من قبل مكتب خامنئي وقوة القدس التابعة للحرس الثوري، إلا أن حكومة پزشکیان تركز بشكل أساسي على الأهداف الاقتصادية، مع نقل رسائل أمنية وسياسية لتحقيق الأهداف التالية:

    1 . توحيد الأحزاب والفصائل الموالية للنظام في الحكومة العراقية، مثل نوري المالكي، هادي العامري، عمار الحكيم، قيس الخزعلي وغيرهم، في ظل تصاعد الخلافات بينهم حول استغلال موارد العراق، وهو ما يثير قلق النظام الإيراني بشدة.

    2 . إعادة تعريف العلاقة بين النظام والميليشيات التابعة له في العراق، بهدف تعزيز سيطرتها على البلاد، وزيادة استغلالها في زعزعة الاستقرار وإشعال الحروب في المنطقة.استغلال الحكومة العراقية والميليشيات الموالية للنظام في قمع وإخراج الجماعات المعارضة للنظام الإيراني في إقليم كردستان.

    3 . الضغط على الحكومة العراقية لإخراج القوات الأمريكية من العراق، ما سيمكن النظام الإيراني من بسط سيطرته الكاملة على البلاد. وذكرت صحيفة “فرهیختگان” في 10 سبتمبر: «يجب على إيران تشجيع الجانب العراقي على متابعة قضية إخراج القوات الأمريكية».

    4 . وأشارت صحيفة “إيران” التابعة لحكومة پزشکیان في 10 سبتمبر إلى أن: «أحد الجوانب الرئيسية لزيارة الرئيس إلى بغداد هو التركيز على التعاون الأمني بين إيران والعراق، والذي يستند إلى اتفاقية أمنية تهدف إلى تحقيق الاستقرار وضمان الأمن على الحدود الشمالية الغربية للجمهورية الإسلامية الإيرانية مع العراق».

أما فيما يتعلق بمدى نجاح پزشکیان في حل هذه القضايا في العراق، فهو أمر سيتضح قريبًا، برأي المصادر، لكن :فيما يخص أداء پزشکیان داخل إيران بعد انتخابه، فإنه لم يحل أي من تناقضات النظام، بل زادت الخلافات الداخلية بين الفصائل الحاكمة بشكل كبير. إلى جانب ذلك، ارتفعت الأسعار، وازدادت معدلات قمع النساء، وعمليات القتل والإعدام بشكل ملحوظ. كما شهدت البلاد توسعًا في التظاهرات والاحتجاجات من مختلف فئات المجتمع”.

إقرأ أيضا: الرئيس الإيراني في العراق في أول زيارة خارجية منذ انتخابه

السابق
توضيح من ميقاتي حول تصحيح رواتب القطاع العام والعسكريين.. ماذا قال؟
التالي
بين «المناظرة» الأميركية و«الملهاة» اللبنانية!