هل يشمل رد إيران ومحورها استهداف اسرائيل لسوريا؟!

قصف اسرائيلي لسوريا

لن ترد لا إيران ولا سوريا ولا أي من أذرع المحور, على “تطاول” اسرائيل على سوريا، فالعملية “فردية” ولا تحتاج لرش بنزين الحرب الإقليمية على الاستفزازات الاسرائيلية..”ما بتحرز”!

ماهر الجازي – اسرائيل (3 – 1)، اسرائيل – إيران (16 – 0)! هذه هي نتيجة “المباريات العسكرية”، كما ملخص المواجهات بالأرقام، في حين أن سوريا استُهدفت بقسوة، وخسرت عدداً من الضحايا.

يعتقد كثير من العرب، ومعظم جمهور إيران و”حزب الله” و”حماس” والممانعة، أنه من المفترض أن تكون إيران، ومن خلفها “حزب الله”، إما أكثر فعالية وإما أكثر جدية، في خيار الرد كما في صواريخ ومسيّرات الإسناد والممانعة.

640 صاروخاً ومسيّرة لإيران ولحزب الله أُطلقت على اسرائيل

640 صاروخاً ومسيّرة لإيران ولحزب الله أُطلقت على اسرائيل. 340 لحزب الله و300 لإيران، والنتيجة: انتصار معنوي… فقط.

لا شك أن الكثير من العمليات العسكرية تكون معنوية. ولكن لغة الأرقام تبقى أكثر واقعية، وأكثر وضوحاً ليس فقط بالنسبة للنتائج، ولكن أيضاً بالنسبة لمؤشرات استراتجيات الأطراف في الحرب وفي المواجهات.

وهو ما يترك كثيراً من التساؤلات أو حتى دلالات، على أجوبة في خيارات إيران، وخيارات “حزب الله” من خلفها، في مواجهة اسرائيل.

لم تنجح إيران، أو رفضت أن تنجح، بإطلاقها 300 صاروخ، في إصابة ولو جندي اسرائيلي واحد في ردها على ضرب اسرائيل لقنصليتها في دمشق، وعلى قتل اسرائيل ل 16 قيادياً عسكرياً إيرانياً مع قيادات حليفة أخرى.

لم تنجح إيران، أو رفضت أن تنجح، بإطلاقها 300 صاروخ، في إصابة ولو جندي اسرائيلي واحد

ولم تنجح إيران، أو رفضت أن تنجح، في إصابة ولو جندي أميركي واحد، في الرد على مقتل قائدها العسكري قاسم سليماني، في استهدافها لقاعدة عين الأسد الأميركية في العراق.

“حزب الله” من جهته يعتقد، على ذمته، أنه حقق مع 340 صاروخاً ومسيّرة إصابات مباشرة… ولكن، لم تظهر نتائجها بعد.

وقد تكون التساؤلات مشروعة حول جدية الرد الإيراني، على اغتيال اسرائيل لقائد “حماس” اسماعيل هنية في طهران، فالكل ينتظر، والرد لم يأتِ بعد، في حين اسرائيل لا تنتظر، الرد بل تبادر الى قصف سوريا بعنف، وفي عمقها، كما تتحين الفرص لتنفيذ اغتيالات أخرى.

وإذ “تزعل” قيادات الممانعة بوصف ردودها الصاروخية “بالمسرحيات”، إلا أن الأرقام توضح ليس فقط عدم إمكانية توجيه ضربة قاضية لاسرائيل، بل حتى عدم القدرة على الأقل على تسجيل ولو نقاط قليلة، بتوجيه “لكمات” جدية.

ويبقى أن عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، هي الضربة الجدية الوحيدة التي تلقتها إسرائيل، مع عمليات مقاومة فعالة في داخل غزة، على الرغم من النتائج الكارثية على غزة، وعلى أهلها من تدمير ومن شلال شهداء ودماء فيها.

قد يكون رد إيران على عملية جسر اللنبي، بقياس فعاليته، هو أكثر أهمية من ردها على اسرائيل، فهل تكون نتيجة العملية “إسماعيل هنية – صفر”، كما كانت نتيجة الرد على القنصلية في دمشق لصالح اسرائيل “16 – 0″؟!

ولا يجدر بالمراقب الانتظار لاستخلاص العبر؛ كما لا تنفع معه عبارة Wait and see، إذ أن الكل رأى الاعتداءات الاسرائيلية التي طاولت سوريا، بانتظار اعتداءات أو اغتيالات أخرى.

السابق
11 بندا جديدا على جدول أعمال  جلسة مجلس الوزراء غدا.. ما هي؟
التالي
لنتعلم من «البروباغندا» الإعلامية الإسرائيلية.. لكسب التعاطف