قال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي اليوم خلال استقباله وفدا من عوائل الشهداء في احدى المحافظات الايرانية، ” ان لا ضير في “التراجع التكتيكي” أمام اسرائيل في بعض الأحيان، إذ يمكن أن ينفّذ هذا الأمر في الميدان العسكري وفي الميدان السياسي أيضاً” .
وقد تفاجأت الاوساط السياسية والاعلامية في لبنان وسوريا تحديدا بما صدر عن المرشد، وذلك في غمرة الحرب التي ما زال “حزب الله” يخوضها ضمن ضوابط قواعد اشتباك صارمة، عبر جبهة جنوب لبنان منذ العاشر من شهر اكتوبر من العام الماضي 2023، والتي تكبد فيها الجنوب واهله ومقاتلي الحزب، خسائر جسيمة في الارواح والممتلكات.
انسحابات ل”حزب الله” في لبنان وسوريا
وفي معلومات خاصة لـ”جنوبية” من مصدر عربي مطّلع، قال “ان الاصرار الاسرائيلي قوي على التراجع 10 كلم من قبل مقاتلي “حزب الله” في لبنان عن حدودها الشمالية معه، وكذلك انسحاب الحزب والقوات الحليفة لايران، 40 كلم عن الحدود السورية مع الجولان المحتل”.
وكشفت مصادر خاصة في تركيا معلومات ل”جنوبية”، عن “الاعداد لقمة عربية اسلامية، تضم تركيا والسعودية وقطر ومصر وتحضرها ايران، من اجل الخروج بمقررات تدعو لوقف النار في غزة، وهذه المقررات ستكون مدرجة بالتوافق مع واشنطن كما افادت المعلومات من الدوحة”.
يجري الاعداد لقمة عربية اسلامية تضم تركيا والسعودية وقطر ومصر وتحضرها ايران، من اجل الخروج بمقررات تدعو لوقف النار في غزة
وعزت المصادر عينها السبب الى “ان اميركا التي نجحت ضغوطها بمنع ينيامين نتنياهو من اشعال حرب كبرى في المنطقة، هي غير قادرة قبل الانتخابات على اجبار اسرائيل القبول بوقف اطلاق النار، وهو ما كرر طلبه انتوني بلينكن قبل يومين”.
وأردفت المصادر”: اذا اخذنا بعين الاعتبار اصرار البيت الابيض على وقف اطلاق النار، والدفع باتجاه القمة العربية الاسلامية تحضرها ايران، تطلب وقف فوري لاطلاق النار في غزة، ثم كلام المرشد الايراني المفاجىء عن تراجع تكتيكي سياسي عسكري مقابل اسرائيل،(اي القبول بشروط وقف اطلاق النار في غزة وجنوب لبنان مع التراجعات المفترضة للحزب عن الحدود).
إقرأ أيضا: خطر كبير على لبنان في «الشهرين الميتين» من ولاية بايدن..و«ضربات استراتيجية» لإسرائيل في سوريا!
يضاف اليه ما حدث ليل امس من قصف غير مسبوق لقواعد اسلحة استراتيجة ايرانية في سوريا، لاجبار ايران على القبول بالتراجع، فان الحصيلة لكل هذه الاحداث السياسية والعسكرية المتسارعة سوف تصب في خانة ان الواقع الامني العسكري الايراني في المنطقة، الذي كرّس لها نفوذا ممتازا في سوريا ولبنان في السنوات الماضية، هذا الواقع يجب ان يتراجع لصالح توازن جيوسياسي جديد، فرضه الهجوم المعاكس الاسرائيلي المدمر ردّا على هجوم “طوفان الاقصى” الحمساوي، في 7 كتوبر الماضي قبل 11 شهرا”.
كلام خامنئي هو فتوى تقضي بتخلي محور الممانعة عن بروباغاندا الانتصارات، والقبول بالتراجعات الميدانية الحدودية لضمان امن وسلامة دول هذا المحور وفصائله
وخلصت المصادر الى ان “الضغط العسكري الموجود اليوم على جبهتي غزة وجنوب لبنان، بحاجة الى منفذ سياسي، وهذه القمة العربية الاسلامية التي سوف تحضرها ايران وترعاها واشنطن عن بعد، كي تضغط على اسرائيل وتدعو الى وقف اطلاق النار، بعد ضمان امنها على جبهتي غزة ولبنان، يعني ذلك ان الامور مرتبة ومتفق عليها ضمنا، وان ما قاله خامنئي بإجازة التراجع السياسي والعسكري مقابل اسرائيل، هو في الواقع فتوى تقضي، ان من مصلحة ايران و”حزب الله” ومحور الممانعة التخلي عن “بروباغاندا” الانتصارات، والقبول بالتراجعات الميدانية الحدودية لضمان امن وسلامة دول هذا المحور وفصائله، وعلى راسها ايران وربيبها “حزب الله” اللبناني”.