في اسرائيل أيضاً هناك ظاهرة “160%”، أي أن هناك (مجازياً) 80% من الرأي العام الاسرائيلي يريد التفاوض وإعادة قسم من الأسرى، و80% منه يريد من الجيش الاسرائيلي أن يسحق خصومه من دون أن يوقف النار.
وعدُ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو “غير الصادق” بإعادة كل الأسرى، كسره مقتل الأسرى الستة مؤخراً. ما أشعل مجدداً الشارع الاسرائيلي ضده.
رغم مناكفات بعض قادة اليسار الاسرائيلي مع نتانياهو فإن الحرب الحالية لا تتغير قيد أنملة بتغيير الحكم من اليمين الى اليسار
فالكل في هذا الرأي العام يدرك أن الأسرى ليسوا أولوية لدى نتانياهو. بل الأولوية هي للعمليات العسكرية. لأن نتانياهو يدرك أن هذا الرأي العام نفسه، سيتهمه بالضعف إذا ما وافق على هدنة تبادل الأسرى.
إقرأ أيضاً: نداء من الشيخ زياد بوغنام عبر «جنوبية»: لتحرير مؤسساتنا المعروفيّة من الإحتلال!
على الرغم من مناكفات بعض قادة اليسار الاسرائيلي مع نتانياهو، واتهام آخرين له باتهامات مختلفة، فإن الحرب الحالية لا تتغير قيد أنملة، بتغيير الحكم من اليمين الى اليسار.
في زمن الحرب لا تقدم التظاهرات كثيراً ولا تؤخر وهناك تغطية “دينية” للجيش في هذا الاتجاه حتى ولو قُتل كل الأسرى
فالجيش الاسرائيلي هو ضمانة وجود واستمرار اسرائيل، وفي زمن الحرب لا تقدم التظاهرات كثيراً ولا تؤخر، وهناك تغطية “دينية” للجيش في هذا الاتجاه، حتى ولو قُتل كل الأسرى.
فبالنسبة للجيش الاسرائيلي “الحرب وجودية”، وهذا هو مفتاح خيارات الحكومة السياسية، في الداخل، وفي التعامل مع المتظاهرين، وفي ملف الأسرى والتفاوض والهدنة مع حماس. كما في العلاقة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والرأي العام الدولي… كما في احتمال إعلان الحرب الشاملة على لبنان.
كل خيارات حكومة نتانياهو “عسكرية”، وليس هناك مكان حالياً لأي خيار آخر.