«حماس» تقامر بنصف «صولد» الأسرى على «روليت» المفاوضات.. هل ثمة دور للحزب؟!

يحيى السنوار

هل ما تقوم به “حماس” اليوم في قضية الأسرى الاسرائيليين، هو أقرب الى طاولة “روليت” لاس فيغاس أو الى مسدس “الروليت الروسية”؟!

في هذه القضية تحرق “حماس” نصف ورقتها الأخيرة، فهي تدرك جيداً أنها بالفعل ورقتها الأخيرة، وتدرك ان احتراقها بالكامل يعني شلال دماء إضافي و”أقصى طوفان” النار الاسرائيلي على رفح!

لذلك، فهي تقامر وتغامر بحرق نصف الورقة الأخيرة على طاولة “روليت” المفاوضات، إذ تدرك أنها استنفدت كل وسائل الضغط على اسرائيل؛ من الضغط العسكري الى ضغط الرأي العام الدولي، والى الضغط السياسي حتى من واشنطن!

تحاول “حماس” شد حبال الوقت لمصلحتها ب “تهييج فوري” لأهالي الأسرى

وتحاول “حماس” شد حبال الوقت لمصلحتها ب “تهييج فوري” لأهالي الأسرى، فيقوم الأهالي والرأي العام الاسرائيلي بالضغط على الحكومة، للقبول بنتيجة المفاوضات، وبالمقترحات الأميركية.

وهذا الضغط، الذي يقوم به أهالي الأسرى فعلاً، هو ليس، لا في مصلحة حكومة بنيامين نتانياهو، ولا في مصلحة الجيش الاسرائيلي. وتُبقي حماس على نصف الورقة الأخيرة سليماً، وهو قسم الأسرى المتعلق بالعسكر، وخاصة بالضباط.

وهؤلاء العساكر والضباط، إما لن يخرجوا أحياء مطلقاً بنيران القصف الاسرائيلي، وإما سيبقون الى ما بعد بعد نهاية الحرب، فهم درع خلاص حماس الأساسي للحفاظ على بعض توازن الضغط الحربي، بغياب توازن القوى وسقوط توازن الرعب.

والأرجح أن الجيش الاسرائيلي لن يخضع لضغط الشارع، فالحرب بالنسبة إليه “وجودية”، وهو دفع رسمياً أكثر من 600 قتيل عسكري، بالإضافة الى دفع اسرائيل أكثر من 1.250 قتيل مدني، بمعزل عن شلال شهداء وضحايا غزة.

الضغط، الذي يقوم به أهالي الأسرى فعلاً، هو ليس في مصلحة حكومة بنيامين نتانياهو، ولا في مصلحة الجيش الاسرائيلي

ما يعني أنه من المرجح أن يهرب الجيش الاسرائيلي الى الأمام، بزيادة حجم النيران أو باقتحام شوارع إضافية في رفح، بحجة محاولة الوصول الى الأسرى، وهو لن يخضع لضغوط جو بايدن، وسيعمل على إفشال “عروضه”.

إقرأ أيضا: مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون المسجد الأقصى

حماية الأسرى الاسرائيليين لدى “حماس” هي إحدى الحجج الأساسية لاسرائيل، لعدم التخلي عن محور فيلادلفيا، فالتخوف هو لتهريب الأسرى عبره الى خارج الحدود، وفي هذه الحالة قد تكون وجهتهم الأساسية بعد إخراجهم من غزة هي لبنان، وبحماية “حزب الله”.

قد يكون هذا السيناريو وهمياً. وقد تكون اسرائيل تفكر به جدياً. ولكن الأخطر من كل ذلك في أي طرح للحل، هو حول المؤقت لدى اسرائيل والنهائي لدى “حماس” وهما خطان متوازيان لا يلتقيان إلا في الميدان.

تحاول واشنطن مع إدارة الرئيس جو بايدن بكامل قواها، الوصول الى اتفاق، يمكن أن تعتبره انتصاراً لها وللديمقراطيين، في حملتهم الرئاسية ضد المرشح الرئيس دونالد ترامب، صديق نتانياهو.

ويحتاج الديمقراطيون الى انتصار اعلامي أميركي داخلي، مبني على نتائج ايجابية “خارجية”، وفي غياب القدرة على تجيير أي نجاح أوكراني “جدي”، فالأنظار تتحول الى التفاوض بين اسرائيل وحماس.

من المرجح أن يهرب الجيش الاسرائيلي الى الأمام، بزيادة حجم النيران أو باقتحام شوارع إضافية في رفح،

ومع ذلك، سيكون من الصعب على بايدن إقناع نتانياهو بالتخلي عن فيلادلفيا، أو بوقف نهائي للحرب، أو حتى بالتخلي عن فكرة اقتحام رفح.

فنتانياهو يعتبر أن الفوز بالحرب هو أكثر أهمية من استعادة الأسرى، كما يعتبر أن حصر وجود الأسرى في داخل رفح هو أقرب لاسرائيل، لتحقيق نصرها على “حماس”، إما بالحرب وإما بتحقيق “قمة الاغتيالات”.

ما الذي يمكن أن تقدمه واشنطن لاسرائيل، وبايدن لنتانياهو، ليقبل نتانياهو بالهدنة، وهل تنجح “فيديوهات” حماس حيث فشلت حجج بايدن وبلينكن، أو أن نتانياهو سيحوّل مقتل الرهائن الى حجة جديدة إعلامية وعسكرية، وتتحول معها روليت حماس “اللاس فيغاسية” الى “روليت روسية”؟!

السابق
الزعيم الكوري يأمر بإعدام 30 مسؤولا في البلاد.. ما هي الأسباب؟
التالي
بعد تحذير وزارة الصحة في لبنان.. ما الذي يجب أن تعرفه عن وباء الكوليرا؟