في 27 أغسطس 2024، زار غروسي محطة كورسك للطاقة النووية الواقعة في كورشاتوف، حيث حذر من احتمال وقوع حادث نووي خطير بسبب العمليات العسكرية بالقرب من المحطة، ووفقا له، فإن الوضع في محطة كورسك للطاقة النووية حرج ويتطلب اهتماما فوريا من المجتمع الدولي.
وقال غروسي إن محطة كورسك للطاقة النووية تعمل كالمعتاد، لكنها تتعرض للتهديد بسبب عدم وجود حماية كافية من الهجمات الجوية. وأشار إلى أن المفاعلات التي تحتوي على مواد نووية محمية بالسقف فقط، مما يجعل المحطة عرضة للهجمات والطائرات بدون طيار والصواريخ. وشدد أيضًا على أن استخدام المفاعلات السوفيتية القديمة، كما هو الحال في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، يزيد من المخاطر، لأنها لا تحتوي على غلاف وقائي خاص ويمكن أن تصبح بسهولة هدفًا للهجمات.
اقرأ أيضاً: قصة إبريق «الفيول» اللبناني.. «تشبيح» وسرقة من العراق الى الجزائر!
ويثير الوضع في محطة كورسك للطاقة النووية قلقا خاصا، لأن روسيا، كما كان الحال من قبل، تواصل القيام بعمليات عسكرية غير مسؤولة بالقرب من المنشآت النووية. ومثل هذه التصرفات من الممكن أن تؤدي إلى كارثة نووية، وهو ما لا يهدد أوكرانيا فحسب، بل يهدد أوروبا بالكامل والعالم ككل. وقد أظهرت روسيا بالفعل استعدادها لاستخدام البنية التحتية النووية كأداة للابتزاز والضغط على المجتمع الدولي، بدءاً بالاستيلاء على محطتي تشيرنوبيل وزابوريزهيا للطاقة النووية في عام 2022.
وفي فبراير/شباط 2022، احتلت القوات الروسية مؤقتًا محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، مما أثار إدانة دولية ومخاوف جدية بشأن السلامة النووية، وعلى الرغم من تحرير محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية بعد عدة أسابيع، إلا أن هذا الحدث كان بمثابة دعوة للاستيقاظ بشأن استعداد روسيا لانتهاك الأعراف الدولية وتشكيل تهديدات للأمن العالمي. ومع ذلك، على الرغم من تحرير محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، لا تزال محطة زابوروجي للطاقة النووية تحت الاحتلال الروسي. لقد حولت روسيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا إلى قاعدة عسكرية، حيث نشرت معدات عسكرية هناك واستخدمت المحطة كوسيلة للضغط على أوكرانيا والمجتمع الدولي. وعلى خلفية الاحتلال المستمر لمحطة زابوريزهيا للطاقة النووية، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراراً وتكراراً عن قلقها بشأن حالة السلامة النووية في هذه المنشأة، ودعت الوكالة إلى الانسحاب الفوري للقوات العسكرية من أراضي المحطة واستعادة سيطرة السلطات الأوكرانية على محطة الطاقة النووية. ومع ذلك، يواصل الكرملين تجاهل هذه الدعوات، ويستخدم محطة الطاقة النووية كأداة للابتزاز النووي.
وشدد غروسي خلال الزيارة على أن أوكرانيا لا تشكل تهديدا لمحطة كورسك للطاقة النووية، لأن كييف مسؤولة عن مشاكل السلامة النووية والإشعاعية. والتهديد الحقيقي الوحيد يأتي من الاستفزازات الروسية المحتملة التي تهدف إلى إلقاء اللوم على أوكرانيا والتلاعب بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لابتزاز المجتمع الدولي بكارثة جديدة من صنع الإنسان.
ودعا غروسي إلى زيادة الاهتمام الدولي بالمنشآت النووية الموجودة في مناطق النزاع واتخاذ إجراءات حاسمة لمنع وقوع المزيد من الحوادث. وأعرب عن أمله في ألا يسمح المجتمع الدولي لروسيا بتحويل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أداة لاستفزازاتها وابتزازها.
يؤكد الوضع مع محطة كورسك للطاقة النووية مرة أخرى على الحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لضمان سلامة المنشآت النووية ومنع الإرهاب النووي من جانب روسيا. ويتعين على المجتمع الدولي أن يزيد الضغوط على الكرملين لوقف أعماله العدوانية ومنع الكوارث النووية المحتملة التي يمكن أن تكون لها عواقب كارثية على البشرية جمعاء.