الحجار «يتجرّأ» على توقيف سلامة متجاوزا التدخلات.. والحاكم السابق يبيت ليلته الاولى في «نظارة شقيقه المجهزة»

رياض سلامة حاكم مصرف لبنان

وقع الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة اخيرا في شباك القضاء، عندما مثل امام النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار “مجردا” الا من بضعة اوراق احضرها معه، ومتنازلا عن حقه في حضور محام جلسة استجوابه انتهت بعد ساعتين بقرار فاجأ سلامة نفسه لكنه أعاد للسلطة القضائية بعضا من هيبتها، حين قرر الحجار توقيفه “على ذمة التحقيق” على ما افاد مصدر قضائي لـ”جنوبية”، متجاوزا بذلك جميع الخطوط الحمراء التي وُضعت سابقا والتدخلات السياسية الفاضحة في عدم توقيف سلامة في ملفات اخرى ملاحق بها امام القضاء.

قرار القاضي الحجار شكّل صدمة ايجابية في الاوساط القضائية، وتلك على الساحة اللبنانية، وإنْ كان الامر قد دفع “البعض” الى تحسس رؤوسهم بعد”الضربة” التي وجهها الحجار لسلامة في الملف ، قالت مصادر قضائية انه منفصل عن تلك الملفات التي فتحت سابقا بحق “سلامة ورفاقه” وتمت عرقلتها منذ اكثر من عام ولا تزال عالقة، نتيجة دعاوى مخاصمة بوجه قضاة تولوا التحقيق فيها.

توقيف سلامة جاء على خلفية تقرير تسلمه القضاء منذ فترة من هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان

وتكشف مصادر قضائية لـ”جنوبية” ان توقيف سلامة جاء على خلفية تقرير تسلمه القضاء منذ فترة من هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان يتعلق باختلاس حوالي اربعين مليون دولار”، وتضيف”ان هذا المبلغ جرى سحبه من مصرف لبنان وتحويله الى شركات وهمية”، وعلم في هذا الاطار ان سلامة لم يستطع خلال استجوابه “تبرير سبب تحويله هذا المبلغ الضخم الى شركات تبين انها وهمية”.

الحجار لم يختم التحقيق في هذا الملف ، وهو قد يستدعي مجددا سلامة لاستكمال استجوابه

وعلم”جنوبية” ان الحجار لم يختم التحقيق في هذا الملف ، وهو قد يستدعي مجددا سلامة لاستكمال استجوابه، بعدما تعهد الاخير بإبراز مستندات، وامامه مهلة اربعة ايام مدة التوقيف الاحتياطي، وقابلة للتجديد مرة واحدة،قبل إحالته الى النيابة العامة للادعاء، ومن ثم الى قاضي التحقيق الذي يعود له اصدار مذكرة توقيف وجاهية بحق سلامة او اخلاء سبيله بعد استجوابه، وفي الحالة الثانية فان الكفالة المالية مقابل ذلك ستأخذ بعين الاعتبار قيمة الاموال المختلسة.

والى نظارة سبقها اليه شقيقه رجا، نقل رياض سلامة الى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، وهي مجهزة بمكيف وتلفزيون ، وقد سمح له باجراء اتصالات هاتفية من هاتف ارضي بارقام غير خلوية ، كما وافق الحجار على اعطاء اذن لاحد وكلائه الذي زاره في المقر بعد ساعة على نقله الى مكان التوقيف.

الى نظارة سبقها اليه شقيقه رجا، نقل رياض سلامة الى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، وهي مجهزة بمكيف وتلفزيون

دخول سلامة الى قصر العدل في بيروت هذه المرة، لم يكن كسابقاته، فمرافقوه الذين كانوا يحيطونه عندما مثل لمرتين امام الوفد الاوروبي وامام القاضي شربل ابو سمرا مرتين ايضا ، قبل عام تقريبا،غابوا في جلسة اليوم، ليخرج بعد ساعتين من مكتب الحجار وقد اوصدت جميع الابواب المؤدية الى مكان وجوده في وجه جميع من كان في الطبقة الرابعة في قصر العدل، حيث تولى قسم المباحث الجنائية المركزية برئاسة العميد نقولا سعد نقله الى مقر المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، بعدما نجح الاخير في ابلاغه الاسبوع الماضي جلسة اليوم، حيث كان سلامة “مختبئا”، في”قلعة” محصّنة في منطقة طبرجا محاطة بحراس من جنسيات اجنبية.

يذكر ان سلامة مطلوب للقضاءين الفرنسي والالماني اللذين اصدرا مذكرتي توقيف غيابيتين بحقه بجرائم تبييض اموال واختلاسها ، بناء على التحقيق الذي اجراه الوفد الاوروبي معه ومصرفيين في لبنان في شهر نيسان من العام الماضي.

السابق
صور للحظة توقيف سلامة.. ولماذا يستمر احتجازه 4 أيام فقط؟
التالي
السيد مُعلّقاً على توقيف سلامة: لماذا شرب القاضي اليوم حليب السباع؟