أراد علي يوسف مهدي، ان يكحل عينيه بتراب بلدته الناقورة، التي يغيب عنها بداعي السفر ، وظن علي ،الذي وصل قبل أيام من إفريقيا (سيراليون) أن مرافقته إبن عمه حسين، العامل في شركة متعاقدة مع قوات ” اليونيفيل” قد تجنبه العدوان الإسرائيلي.
عند تخوم بحر الناقورة، في محلة إسكندرونا، المنبسطة أرضها بموازاة زرقة المياه، توقف زمن علي وإبن عمه حسين، الذي كان ودع في اواخر أيار الماضي شقيقه عباس مهدي مهدي، أحد شهداء الناقورة، الذين بلغ عددهم مع إستشهاد القريبين مهدي 13 شهيداّ.
يشيع الشهيدان مهدي عصر الغد في الناقورة، إلى جانب الشهداء، في وقت لم ” يتباهى” كعادته جيش الإحتلال الإسرائيلي، بأنه إستهدف عناصر في القوة الصاروخية أو وحدة الطيران في “حزب الله”، فإلتزم الصمت ولم ينشر فيديو لهذه الجريمة، التي طالت شابين مدنيين عزل بعمر الورد، أو يعلن فشل معلوماته الإستخبارية وغارته المسيرة، التي تمكنت من سيارة بيضاء، ترمز إلى السلام، على بعد مئات الأمتار من اكبر مقر للأمم المتحدة ( المقر العام لليونيفيل).
وفي بيان من البيانات النادرة، قالت نائبة مدير مكتب اليونيفيل الاعلامي كانديس ارديل، استهدفت صباح هذا اليوم سيارة يقودها موظف في شركة تنظيف على طريق صور-الناقورة، والشركة متعاقدة مع اليونيفيل، حيث قُتل الموظف المتعاقد وشخص آخر في السيارة، علمنا أنه كان في زيارة من الخارج”.
وأضافت أرديل : “تعرب اليونيفيل عن أسفها لإصابة و مقتل العديد من الأشخاص منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر. إن الهجمات على المدنيين تشكل انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، ويجب أن تتوقف”.
وختمت آرديل: “مجدداً، اننا نحث جميع الأطراف على وضع أسلحتهم جانباً، فالحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد للمضي قدماً”.
ولم يمض وقت قصير على إستهداف المدنيين في الناقورة، الذي سبقه وتلاه غارات حربية عنيفة للعدو على حولا ومركبا وطيرحرفا وبليدا ويارون وزبقين ومجدل زون، بينما شن الطيران المسير غارتين على أطراف ياطر .
رد “حزب الله “، على الإعتداء على بلدة الناقورة، فقصفت المقاومة الإسلامية على دفعتين، مستعمرات عين يعقوب وجعتون ويحيعام بصليات من صواريخ الكاتيوشا.
كما هاجمت المقاومة الإسلامية مواقع، بياض بليدا، الرمتا، زبدين، المنارة، عداثر، وإستهدفت مبنيين يستخدمهما جنود العدو في مستعمرتي أفيفيم والمنارة، فحقق فيهما إصابات مباشرة.