«أنفاق سايغون-غزة»..القصة الكاملة

أنفاق غزة

السلاح الإستراتيجي ل”حركة حماس” وفصائل المقاومة الفلسطينية، الذي عجز العدو الإسرائيلي عن تدميره، حيث شكل ضرب أنفاق المقاومة الفلسطينية هدفا لإعتداءات العدو الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 20 عاما. وشغل الوعيد في تدميرها جزء كبيرا من خطابات العدو الإسرائيلي الإعلامية والحديث ليس مثل الفعل، حيث ما شهدته شبكة الأنفاق على مر عدة أعوام من تطورات، و يبدو أن قدرات العدو الإسرائيلي الإستخباراتية والأمنية عاجزة عن تعقبها.

حيث أن إختراع الأنفاق خرج من رحم المعاناة، والحاجة إستخدمها الإنسان لعدة جوانب وأغراض على مر التاريخ، وخاصة في الحروب، أسست لكسر الحصار على المدن والتحصين من هجمات العدو والأهم في تجاوز دفاعاته ومباغتته، والتوغل بهدوء وحذر، بعيدا عن الأنظار والهجوم المفاجئ، وثم الأختفاء السريع المجدد من عهد الإمبراطورية الرومانية والعصور الوسطى، مرورا بالحربين العالميتين الأولى والثانية وإلى سنوات حرب فيتنام من العامي 1954_1975 آبان الحرب الباردة.

يبلغ عدد الأنفاق في غزة حوالي 1300 نفق يصل عمقها إلى 70 مترا ومزودة بشبكة إتصالات مشفرة وأنظمة تهوية وغرف قيادة وعمليات ومخازن الأسلحة والمواد الطبية

وإلى الآن حرب غزة، حيث أنشئت الأنفاق ونجحت في وصفها طريقة حربية معتمدة، ودائما في العديد من المناسبات، أن لم يكن من خلال قلب نتائج المعارك، فمن طريق جعل مهمة العدو صعبة جدا على الأقل، وشن حرب نفسية عليه. ولاسيما شكلت حرب فيتنام، تجربة الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام _ الفيتكونغ، أفضل مثال على ما يمكن أن تؤديه الأنفاق من عدة نواح، وأدوار حاسمة في الحروب، وسط بيئة من الغابات الكثيفة الرطبة الصعبة، غير المألوفة عند قوات الجيش الأميركي، بحيث كانت أنفاق الفيتكونغ متاهات صعبة معقدة وضيقة، مدججة بالكمائن والأفخاخ، ولم يفلح فيها الغاز المسيل للدموع ولا الدخان ولا ضخ المياه في الوصول إلى عمقها، ولتوكل المهمة دخولها إلى فرقة خاصة، إسمها فرقة الفئران ضمت قواتها جنودا أميركيين ونيوزيلنديين وأستراليين، مدربين على سلاحهم داخل الأنفاق والسراديب، إستعملت السكاكيين اليدوية فيها، وحيث بلغ معدل ضحايا الأنفاق الفيتنامية حوالي 30 بالمئة من جنود الفرقة الفئران.

وأنفاق سايغون لا شيء، مقارنة أمام أنفاق قطاع غزة، حيث ظهرت هذه الأنفاق في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، نتيجة ترسيم الحدود بين مصر والعدو الإسرائيلي، وعلى طرفي الشريط الحدودي الذي قسم وفصل رفح _ مصر عن رفح _ فلسطين. وحيث شرعت العائلات في حفر الأنفاق تحت البيوت، حتى تخترق وتعبر شريط الحدود بين قطاع غزة و مصر، وكانت حينها الأنفاق بدائية وضيقة، تهرب عن طريقها السلاح والبضائع والدواء والأمور الأساسية من مصر إلى قطاع غزة، وخلال أنتفاضة الأقصى في العامي 2000_ 2005.

أنفاق قطاع غزة ظهرت في عقد الثمانينيات نتيجة ترسيم الحدود بين مصر والعدو الإسرائيلي وعلى طرفي الشريط الحدودي الذي قسم وفصل رفح _ مصر عن رفح _ فلسطين

شهدت الأنفاق عهدا جديدا إذ بدأتها فصائل المقاومة الفلسطينية، سلاحا هجوميا نفذت من خلاله عمليات نوعية عدة، إستهدفت مواقع العدو الإسرائيلي داخل قطاع غزة، وكبدته خسائر كبيرة فادحة، معجلة في إنسحابه من قطاع غزة في العام 2005.

وفي العام الذي تلا إعلان الإنسحاب، إستخدمت قوات مشتركة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، أهمها كتائب القسام أولوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام لتنفيذ عملية أستهدفت هذه المرة موقع كرم أبو سالم العسكري الإسرائيلي في العام 2006. داخل الأراضي المحتلة منذ العام 1948. و إنتهت العملية في قتل جنديين وأسر الجندي جلعاد شاليط ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف العمل يوميا داخل الأنفاق فقد أستمر دخول الأسلحة والبضائع والدواء وغيرها وشدة الحصار الذي فرضه العدو الإسرائيلي على قطاع غزة عند فوز حركة حماس في الأنتخابات وصعودها إلى سدة الحكم في قطاع غزة وتواصل تشكيل ترسانة الأسلحة.

إقرأ ايضاً: الرئيس الإيراني الجديد يريد علاقات أفضل مع الغرب..فهل ينجح في مسعاه؟

وكثف الحفر يدويا وأزدادت أعمال التطور والتوسع تحت الأرض والنتيجة شبكة عنكبوتية واسعة وكبيرة من الأنفاق تحت قطاع غزة محكمة البناء على درجة عالية من التجهيز والتعقيد تمتد على طول 500 كيلو متر .

ويبلغ عدد الأنفاق فيها حوالي 1300 نفق يصل عمقها إلى 70 مترا وفق المصادر و التقديرات مزودة بشبكة إتصالات مشفرة وأنظمة تهوية وغرف قيادة وعمليات ومخازن الأسلحة والمواد الطبية وكل ما هو لازم وضروري.

أراد العدو الإسرائيلي بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة له من تدمير شبكة الأنفاق لم ينجح ابدأ وحتى بعد بناء الجدار الفولاذي الذي أنجز في العام 2021

وصممت تحت قطاع غزة لتجتاز إختبار الزمن ولتؤدية بفاعلية أدوار لوجستية من إدارة المعارك وتنقل داخل الأراضي المحتلة وتنفيذ العمليات وغيرها .

وأراد العدو الإسرائيلي بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة له من تدمير شبكة الأنفاق لم ينجح ابدأ وحتى الجدار الفولاذي الذي أنجز في العام 2021. بقدره مليار دولار لتحصين العدو الإسرائيلي نفسه من تسلل مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية من تحت الأرض فشل في المهمة بحيث فشل في العملية غير المسبوقة هي عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول العام 2023. عملية طوفان الأقصى الذي كسر أسطورة الجدار الفولاذي الإسرائيلي بعد أن تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من عبور من 30 نقطة وبعدها تعهد العدو الإسرائيلي بأن مهمته العسكرية في قطاع غزة لن تكتمل بدون تدمير شبكة الأنفاق هذا الهدف الخيالي والغير واقعي والمستحيل بأن درس الأنفاق هو الدرس الذي كسره في 7 من أكتوبر.

السابق
الرئيس الإيراني الجديد يريد علاقات أفضل مع الغرب..فهل ينجح في مسعاه؟
التالي
مقتل 3 شرطيين إسرائيليين في عملية قرب الخليل..ومحاصرة بلدة إذنا بحثاً عن المنفذين!