أوتار بعلبك: قُبُلات من لبنان إلى فلسطين

عبرت لافتة نهاية حفلة "أوتار بعلبك" عن تضامن الفنانين، إذ عزف معهم روحانا مقطوعة "ليتنا"، ورافقوه في أغنية من تأليفه، وتلحينه تحية من بيروت إلى بعلبك، وصفق الجمهور للفرقتين وقوفا.

حاملين سلاحا مختلفا، اجتمع فنانون من لبنان وفلسطين تجمعهم آلة العود، لإحياء حفل “أوتار بعلبك” الذي انتقل من موقعه المألوف شرق لبنان، إلى سن الفيل شمالي العاصمة بيروت، للابتعاد عن مخاطر الغارات الإسرائيلية.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تنقل مهرجانات بعلبك فعالياتها من المدينة التي استمدت اسمها منها، إذ حدث ذلك سابقا بسبب توترات المنطقة؛ مثل الحرب السورية عام 2013.

وعلى الرغم من أجواء الحرب في الجنوب بين إسرائيل وحزب الله، التي أدت إلى إلغاء المهرجانات والفعاليات الفنية الصيفية في لبنان، فإن مهرجانات بعلبك الدولية اقتنصت ليلة هادئة، مساء الخميس، صدح فيها صوت الموسيقى، وحلت السكينة والسلام في النفوس بحفل كبير، جمع بين فرقتي روحانا اللبنانية وجبران الفلسطينية بالعاصمة بيروت.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تنقل مهرجانات بعلبك فعالياتها من المدينة التي استمدت اسمها منها، إذ حدث ذلك سابقا بسبب توترات المنطقة؛ مثل الحرب السورية عام 2013.

وهذا العام، كان القرار بإقامة حفل واحد ضمن مهرجانات بعلبك خارج المدينة، فكيف كان وقعه؟

“لبيروت “على العود

برشاقة بين أوتار العود، تنقلت ريشة شربل روحانا ليبدأ أول الألحان بـ”لبيروت”، قبل أن تتداخل على المسرح أوتار فرقته السداسية عزفا، لتقدم عددا من الأغاني الخاصة به ومقطوعات تراثية، إضافة إلى معزوفة خاصة بعنوان “جذور مشتركة” وألحان بعض الأغاني منها: “مياس” و”سوار” و”روزانا” و”سلامي معِك”.

ويرى روحانا، في تصريح لوكالة “فرانس برس”، أن “الحفلة كانت لتتخذ طابعا مغايرا ورمزية مختلفة لو أقيمت في بعلبك”. وأضاف “كنا نتمنى أن نكون هناك، لكن الظروف الأمنية فرضت إقامة الحفلة في بيروت”.

وقدّم العازف توزيعا مميزا لأغنية “عالروزانا” الفولكلورية، ثم “أنت ِوالوتر”، و”سلامي معك” التي كتبها شقيقه بطرس روحانا.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تنقل مهرجانات بعلبك فعالياتها من المدينة التي استمدت اسمها منها، إذ حدث ذلك سابقا بسبب توترات المنطقة؛ مثل الحرب السورية عام 2013.

وختم مؤلف كتاب “مقام العود” القسم الأول بمقطوعة، أطلق عليها عنوان “كومون روتس”، كتبها في التسعينيات “فيها تأثيرات غربية من إسبانية وتركية.”

قبلة من الضفة الغربية لبيروت

بعد دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين، بدأ الفصل الثاني من الحفل مع “تريو جبران” الذي قال أكبر أعضائه، سمير جبران، للجمهور: “سنعزف الليلة لنطمئن إلى أننا بشر، فلا تبحثوا في داخلنا عن الضحية، ولا عن البطل”.

وبين معزوفة وأخرى، كان سمير يخاطب الجمهور، معتبرا أن “ما يحصل أصعب من كل ما مرّ به الشعب الفلسطيني”، مضيفا: “لم تكن هذه المرة الأولى التي تنقل مهرجانات بعلبك فعالياتها من المدينة التي استمدت اسمها منها، إذ حدث ذلك سابقا بسبب توترات المنطقة؛ مثل الحرب السورية عام 2013.

وكانت القصائد “الوجدانية أو الوطنية” للشاعر الفلسطيني محمود درويش، حاضرة فيما قدمته الفرقة التي تحتفل هذا العام بعيدها العشرين.

ورافق الفرقة المؤلفة من سمير المقيم في رام الله، ووسام الموجود في باريس، وعدنان الذي يعيش في لندن، عازفا تشيللو وإيقاع.

وقال سمير جبران، لوكالة “فرانس برس”، إن العزف في لبنان بمثابة “تسديد بعض من ديون المحبة لهذا البلد الذي وقف مع الشعب الفلسطيني”.

وأضاف جبران أنه وصل إلى بيروت آتيا من رام الله، ويعود إلى الضفة الغربية، مشبّها الزيارة لبيروت بأنها “قبلة سريعة لعشيقة وبعدها عودة إلى الوطن”.

ورأى أن “العود في فترة رائحة الدم والمشاهد العنيفة والوجع وصوت الطيران والانفجارات، كل ذلك يشكل مقاومة لنبقى أحياء، وليبقى لدينا أمل أقوى من كل الحروب”.

إن العزف في لبنان بمثابة “تسديد بعض من ديون المحبة لهذا البلد الذي وقف مع الشعب الفلسطيني”.

كان ختام القسم الأول مع قصيدة “سقط القناع بصوت محمد درويش”، رافقته موسيقى سريعة الإيقاع، وخاطب جبران الجمهور قائلا: “أتمنى أن يكون لقاؤنا المقبل في القدس”.

“ليتنا” إلى النهاية

عبرت لافتة نهاية حفلة “أوتار بعلبك” عن تضامن الفنانين، إذ عزف معهم روحانا مقطوعة “ليتنا”، ورافقوه في أغنية من تأليفه، وتلحينه تحية من بيروت إلى بعلبك، وصفق الجمهور للفرقتين وقوفا.

ويعد الحفل رغبة في الحياة، حسب ما قال ميشال فغالي الذي كان من بين جمهور الحفل لرويترز.

وأضاف فغالي “صراحة هذه رغبة في الانتصار على المآسي وعلى الأوجاع التي تعيشها المنطقة، نحن نشكر كل القائمين على مهرجانات بعلبك… (التي جعلتنا نشاهد) هذا الحضور الذي يفرح القلب، خاصة الشباب التريو الذين أتوا من فلسطين”.

السابق
كانت مفصّلة وبنّاءة.. تقدّم في محادثات وقف النار في غزة؟
التالي
حجب «إكس» في البرازيل.. وماسك يعلّق