قال الرئيس السابق ميشال عون في رده على سؤال حول انخراط حزب الله في الحرب وفق المنطق الاستباقي نفسه الذي اعتمده في الحرب السورية، أن “الاميركيون لا يريدون دخول الإسرائيليين إلى لبنان، وموقفهم حتى الآن كذلك، فلماذا نعطيهم عذراً بكسرنا القرار 1701.
وأشار عون أن موقفه نابع من الخشية من الخسارة أمام الإسرائيليين والخوف على مستقبل لبنان.
وقال: بيننا وبين الحزب علاقة عمرها 18 عاماً. في عدوان 2006 لم يكن أحد غيري مع المقاومة، واشتغلت ناطقاً إعلامياً باسمها رغم كل التهديدات والتحذيرات”.
أما اليوم فإن فالأمر مختلف لناحية الأسلحة المتطورة،
ولناحية الموقف الاميركي فهل موازين القوى تمكّننا من مواجهة أميركا؟ في المرة الماضية (2006) اعتدت علينا إسرائيل، فيما هذه المرة نحن من بدأ المعركة وأعطيناهم «ممسكاً» علينا.
وأضاف: “خشيتي نابعة من أن هذه الحرب تبدو بالنسبة إليّ حرباً بغطاء دولي واسع. وأنه رغم التعاطف العالمي على المستوى الشعبي مع مأساة الفلسطينيين في غزة، لم تقدم أيّ من الدول الفاعلة على إدانة إسرائيل ولم تلوّح أيّ منها على الأقل بخفض مستوى العلاقات معها. ويبدو كما لو أن الجميع مع هذه الحرب”.
وعن الاداء السياسي العسكري للمقاومة، لفت عون إلى أن “الأداء عموماً عقلاني، ولكن ماذا عن نوايا الطرف الآخر؟ عسكرياً، يتصرّفون بذكاء. هناك امتصاص للهجمات وردّ فعل جيد، وتبيّن أن الأمر أصبح شديد الإزعاج لإسرائيل، وهذا أمر يفرحني بالتأكيد. وأنا أتمنى من كل قلبي أن أكون قد أسأت التقدير، وأن تنتهي الحرب ولبنان بحدوده الحالية، لأن لديّ خشية حقيقية من أن الإسرائيلي يريد أن يحتل منطقة جنوب الليطاني لإقامة منطقة عازلة”.
وعن العلاقة مع الحزب، أجاب عون: “حريصون على العلاقة وعلى عِشرة 18 عاماً، ولا أرضى أبداً بأن يتحوّل الخلاف السياسي إلى خلاف طائفي، وطلبت التعميم على جميع محازبي التيار بالابتعاد عن هذه اللغة.
وأشار إلى بعض العتب على عدم دعم الحزب له في بعض الأمور كالتدقيق المالي الذي كان أمراً مهماً “بالنسبة إليّ” زعلت وتعاتبنا. لكن هذا لا علاقة له بالموقف الاستراتيجي.
وحول ما يجري داخل التيار الوطني الحر، أكد عون أن “هناك تقصير من بعض النواب وأخطاء ارتكبها النواب الأربعة، وتبيّن أنه باتت لديهم ميول جديدة وسياسة جديدة، وهناك مواقف وكلام قيل، وسفرات سياسية إلى الخارج من دون تشاور. لذلك «عم نشيلن» أو «عم يطلعوا».
إقرأ أيضا: التيار يعلّق على استقالة كنعان: حركة استعراضية!
وعن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، قال عون :”عين وزيراً مرتين وانتُخب نائباً مرتين. وعلى افتراض أنه لم يطلب ذلك، أليست لي «جميلة» في ذلك؟ هناك قلة وفاء لدى البعض.
وتابع :”جبران باسيل لديه نظام يعمل على تطبيقه. ليس ديكتاتوراً، بل صاحب قرار وهم لا يريدون ذلك. ما من قرار فصل يصدر من دون تعليل. كل نائب في المجلس اليوم يتحمّل مسؤولية عدم إقرار القوانين الإصلاحية كقانون الكابيتال كونترول، فما بالك إذا كان رئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان يلعب مع آخرين دوراً في عدم إقرار هذا القانون، ما أدّى إلى تهريب ثروات وحُمّلنا وزر ذلك شعبياً. بالنسبة إليّ، كل مجلس النواب سقط عندما توقّف النواب عن المراقبة والتشريع الإصلاحي.
واكد عون أن “التيار لا يزال الأقوى مسيحياً. لا أخشى على مستقبل التيار ولن يصبح على يمين القوات اللبنانية. التيار يصحّح نفسه، وليس في هذا عيب. هذه المجموعة أُخرجت لأنها أخطأت. والمشكلة أن الخطأ تحوّل إلى سلوك، فكان لا بدّ من وضع الأمور في نصابها.