البحر «يتأهب» واجتماع مغلق في البنتاغون.. هل بات الردّ الإيراني جاهزًا لـ«ضرب الهدف بدقّة»؟

الرد الإيراني على اغتيال هنية

بعد قرابة الشهر على اغتياله، عاد الحديث عن الردّ الإيراني على قتل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران. وما زال هذا الردّ يتأرجح بين تهديدات علنية بـ«أخبار جيدة» و«ضرب الهدف بدقة»، وبين مساعي لاحتواء بشكل «لا يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة».

على الأرض، لوحظ انتشار البحرية الأميركية بشكل يحصل لأول مرة، لدرجة إنه أحرج المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية. كذلك، ما قصة الحديث عن بدء تحرك منصات الصواريخ في إيران، وماذا حصل في اجتماع عُقد مؤخرا في البنتاغون؟

1- في البنتاغون: اجتماع أمني للإبلاغ بالرد؟

في التفاصيل، التقى الملحقون العسكريون العرب في واشنطن مع مسؤولي الدفاع الأميركيين في البنتاغون يوم الأربعاء لمناقشة آخر التطورات في الشرق الأوسط، مع احتمال ردّ إيران على اغتيال هنية، كما أفاد موقع قناة «العربية» باللغة الإنجليزية.

وأكد مسؤول دفاعي أميركي للموقع المذكور، عقد اجتماع على مستوى العمل بين القادة العسكريين ونظرائهم في الشرق الأوسط في البنتاغون. وقال إن مثل هذه الاجتماعات شائعة و«لا توجد تفاصيل أخرى لمشاركتها».

إلا أن قناة «إم.تي.في»، قالت إنه تم إبلاغ المسؤولين العرب في الاجتماع بـ«ردّ إيراني وشيك ضد إسرائيل، متوقع خلال يومين أو ثلاثة أيام».

ونقلت القناة عن مصادر أميركية قولها إن «الرد سيكون محدودا ولن يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة».

2- في شكل الردّ الإيراني

إلى ذلك، ما زالت التخمينات على قدم وساق بشأن الردّ الإيراني وشكله ونوعه.

في الأسبوع الماضي، عندما قابل قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، الحجاج الذين كانوا يرددون شعارات للانتقام لاغتيال هنية، أجاب: «ستسمعون أخبارًا جيدة عن الانتقام، إن شاء الله».

إلا أن المرشد الأعلى علي خامنئي وفي معرض خطاب له منذ يومين قال أن الحديث النبوي «حربٌ لمَن حارَبَكُم» لا يعني «دائمًا حمل البندقية، بل تعني التفكير بنحوٍ صائب، والتحدث بنحوٍ صحيح، والاستطلاع بشكل صحيح، وإصابة الهدف بدقة».

هنا، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» اليوم الخميس أن «الخبراء يقولون إن هذه التعليقات الأخيرة تشير إلى أن رد إيران لن يبدو مثل ما فعلته في نيسان (ردا على اغتيال العميد محمد رضا زاهدي) ــ وإن كان لا يمكن استبعاد ذلك ــ بل سيكون أشبه بهجوم هادف».

صورة تداولتها حسابات إسرائيلية تزعم أنها لتحرك منصات صواريخ في إيران (رصد جنوبية)

ونقلت الصحيفة عن الجنرال كينيث ماكنزي جونيور، الرئيس السابق للقيادة المركزية للبنتاغون، التي تشرف على عمليات الشرق الأوسط قوله «لقد أصيب الإيرانيون بالخوف». وقال ماكنزي إن إيران قد ترد بضرب «هدف ناعم» – هدف غير محمي بشكل كبير – مثل سفارة أو منشأة أخرى في أوروبا أو إفريقيا أو أميركا الجنوبية.

إلى ذلك، أشار بعض الخبراء الإقليميين أيضًا إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة بشأن احتمال إجراء مفاوضات بشأن رفع العقوبات عن إيران. وقالت مها يحيَ، مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، للصحيفة الأميركية عينها أن «إيران براغماتية للغاية وبالطبع تسأل نفسها كيف أستفيد من هذا» الجهد الذي يبذله الدبلوماسيون الغربيون.

3- في البرّ: الصواريخ تتحرك؟

إلى ذلك، تتوارد الأنباء عن تحريك منصات صواريخ في إيران، تمهيدا للرد، إلا أن أيا منها غير مؤكد حتى الساعة.

وتداولت حسابات إسرائيلية الأربعاء والخميس، صورة زعمت فيها إن «الأقمار الصناعية الأميركية رصدت تحركات إيرانية من القواعد الصاروخية». إلا أن المعلومات الاستخبارية المستمَّدة من مصادر علنية لم تؤكد صحة هذه الصورة.

ويأتي نشر الصورة، بعد فيديو لحساب «القدرات العسكرية الإيرانية» الذي يقال بأنه مقرب من الحرس الثوري، يستعرض فيه الصواريخ الإيرانية وعمليات إطلاقها، وربط الفيديو بعملية الانتقام لقتل هنية، وأرفقه بعبارة سلامي «ستسمعون أخبارا جيدة».

فيديو تعبيري عن الإنتقام القادم (تلغرام/القدرات العسكرية الإيرانية)

4- في البحر: أمر يحصل للمرة الأولى

إلى البحر، حيث أكّدت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية أنّ الجيش الأميركي، لم تعد لديه، وللمرّة الأولى منذ عقود، حاملات طائرات في المحيطين الهندي والهادئ، لأن كلها أصبحت في الشرق الأوسط.

وبالفعل، وصلت حاملة الطائرات «يو أس أس أبراهام لينكولن» من المحيط الهادئ إلى الشرق الأوسط، بعد وصول الحاملة «يو أس أس ثيودور روزفلت» قبلها.

هذا الأمر النادر، دفع الصحافيين في البنتاغون إلى توجيه سؤال حوله إلى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية باتريك رايدر، فأجاب «عندما ننظر إلى إدارة القوة العالمية وننظر إلى المتطلبات في جميع أنحاء العالم لدعم مصالحنا الأمنية الوطنية، فإننا نحرص دائمًا على التأكد من قدرتنا على تغطية هذه الالتزامات لتشمل مسرح أولوياتنا، وهو منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وبالتالي لدينا قدر كبير من القدرة هناك، بما في ذلك وجود بحري كبير».

هكذا ردّ المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية باتريك رايدر (إكس/@DeptofDefense)

وأضاف «في حالة الشرق الأوسط، كما أبرزت، أراد الوزير (الدفاع) أن تبقى مجموعتا حاملة الطائرات الضاربتان في المنطقة في الوقت الحالي لتكونا قادرتين على تزويدنا بقدرات إضافية وإمكانات لحماية قواتنا، ودعم الدفاع عن إسرائيل، وكذلك الاستعداد لمجموعة متنوعة من الطوارئ».

ولدى سؤاله «إلى متى تتوقع أن تستمر هذه الفجوة» بين المحيط الهادئ والشرق الأوسط، أجاب بإحراج «لن أتحدث عن الجداول الزمنية لأسباب تتعلق بأمن العمليات، لكن المحصلة النهائية هي أننا نستطيع المشي ومضغ العلكة في الوقت نفسه». ويقصد هنا القدرة على القيام بالمهمتين سويا.

وهذا ونُشرت خريطة لتوزّع حاملات الطائرات والسفن الحربية الأخرى في الشرق الأوسط.

ما يقرب من ثلث أصول البحرية الأمريكية باتت في الشرق الأوسط ووصلت آخرها أمس الأربعاء

5- في الجو: العين على أولى أيام أيلول؟

وفي جديد شركات الطيران، مدّدت بعض شركات الطيران تأجيل رحلاتها إلى عاصمة الكيان الإسرائيلي، ووضعت الأيام الأولى من أيلول نصب عينها.

فقد اعلنت الخطوط الجوية السويسرية «تمديد تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى 4 أيلول».

كذلك، مددت مجموعة الخطوط الجوية الألمانية «لوفتهانزا»، التي تضم شركات طيران مثل الخطوط الجوية النمساوية وخطوط بروكسل الجوية، تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وطهران حتى الرابع من أيلول، مع تعليق الرحلات إلى بيروت حتى الثلاثين منه.

إقرأ/ي أيضا: ماذا طلب بوتين من خامنئي بشأن الرد الإيراني على اسرائيل؟

السابق
يافطات للإمام الصدر تستنفر بلدية الغبيري.. اليكم ما يحصل
التالي
بالفيديو: بعد يأس الأهالي من وقف الحرب.. شاحنات تدخل ميس الجبل بإذن من الاسرائيليين عبر «اليونيفيل» لنقل أرزاقها!