صواريخ الحزب أقل من «عسكرية».. وآلة الحرب الإسرائيلية «ماضية»!

غارات جوية

كل طرف يرد وينتظر، ويترك المبادرة لعدوه، ولكن اسرائيل تبقى هي المبادرة في الحرب، وهي ستستمر في ضرباتها الموضعية وفي عمليات الاغتيالات بشكل موازٍ. و”حزب الله” يؤكد أنه لا يخشى الرد، وإن كان الرد محدوداً.

ومع ذلك، ليس هناك مؤشرات للحرب، على الرغم من انزلاقات لا تبدو خطيرة جداً، بل ما تزال تحت السيطرة من كل الأطراف… بانتظار الرد الإيراني على اغتيال اسماعيل هنية.

أكثر من توسيع لقواعد الاشتباك وأقل من حرب شاملة، وضربات من دون خسائر، ولا نوايا لا لحرب شاملة بعد، ولا لحرب إقليمية، لا من جانب “حزب الله” ولا من جانب اسرائيل. ورسائل الردود والردود المضادة، يوجهها صاحب الضربة الى جمهوره والى أصدقائه أكثر منها لعدوه، في الجانب الآخر، المنطقة “تغلي” ولكنها “لا تفور”.

ليس هناك مؤشرات للحرب، على الرغم من انزلاقات لا تبدو خطيرة جداً، بل ما تزال تحت السيطرة من كل الأطراف… بانتظار الرد الإيراني على اغتيال اسماعيل هنية.

إقرأ أيضا: حزب الله: حرصنا على ألا يؤدي ردنا على إسرائيل لحرب شاملة

انتهى رد “حزب الله” على اغتيال فؤاد شكر، من دون نتائج عسكرية مؤلمة أو مؤذية لاسرائيل… كما كان متوقعاً.

وتكرر ما حصل في ردود إيران على مقتل قاسم سليماني وعلى قصف قنصليتها في دمشق، فالأهداف سياسية أكثر منها عسكرية، وعسكرية ولكنها ليست استراتجية، بمعنى أنها لم تستهدف منشآت نفطية، نووية، أو حتى ميناء حيفا أو مطار بن غوريون، أو داخل تل أبيب.

حجم الخسائر الاسرائيلية مادي ومحدود جداً. والرد الاسرائيلي الاستباقي، كما الرد اللاحق كان موضعياً وغير “استراتيجي”. فهو استهدف ما اعتبره منصات صواريخ محتملة، ولم يقصف لا الضاحية الجنوبية ولا أهداف في البنية التحتية اللبنانية.

إدعاءات اسرائيل أنها نجحت بطلعاتها الاستباقية، بمنع “حزب الله” من إطلاق 6.000 صاروخ، في حين أن الحزب أطلق 100 صاروخ ومسيّرة (أو 300 بحسب البعض) هو رسالة للأميركيين وللرأي العام الاسرائيلي، بغية تحقيق نصر إعلامي، أكثر منه تفوقاً عسكرياَ.

وكل ذلك يعني أن هناك التزاماً بقواعد اشتباك تتوسع شيئاً فشيئاً، ولكن من دون أن تصل الى مستوى الحرب الشاملة.

والملاحظ أنه لم يكن هناك حاجة لأي تدخل عسكري أميركي أو أوروبي، لا مباشرة، لا بالاسناد ولا بمنع الصواريخ والمسيّرات. فالجيش الاسرائيلي اعتبر نفسه قادراً على استيعابها منفرداً.

كل ذلك يعني أن هناك التزاماً بقواعد اشتباك تتوسع شيئاً فشيئاً، ولكن من دون أن تصل الى مستوى الحرب الشاملة.

وهذا لا يمنع أن الأجواء الحقيقية هي أجواء حرب في لبنان كما في الداخل الاسرائيلي، فحركة الملاحة الدولية تتأثر. ومطار بن غوريون يقفل لساعات قليلة فقط، فيما لا تزال العديد من شركات الطيران الدولة بعيدة عن ارسال طائراتها الى مطار بيروت.

السابق
أوستن: أكّدت لغالانت التزامنا الصارم بالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات تشنها إيران ووكلاؤها
التالي
إعلان القطيعة في شمال فلسطين وسط تحذير من «اتفاق سري» مع «الحزب».. وتفاصيل «اللحظات الأخيرة» قبل الهجوم المضاد