بين «الصبر الاستراتيجي» و «صفر الإسناد» .. فلسطين على حافة النكبة الكبرى!

القصف مستمر على غزة

لم تعد الحرب الملتزمة بقواعد الاشتباك، تنفع وتؤدي دورا مجديا… الالتزام بقواعد الاشتباك يسمى لعبة الامم، المشتبكة في التكتيك والملتزمة بالاستراتيجية… وهذا يتم استعماله في الحروب الباردة، والتي تخلو من استهداف المدنيين والبيوت والارض والعرض والكرامة…او على الجبهات بين الجيوش المتواجهة والتي لا تستطيع اي منها تحقيق تقدم او نصر…

اما في حالة غزة والضفة الغربية والجنوب اللبناني، فهناك عدو يستبيح كل شيئ ويبيد ويضرب ويدمر وينكل، ويسعى الى تحقيق احلامه المريضة وفرضها كوابيس على نساءنا واطفالنا وشيوخنا وبيوتنا ومدننا، وحتى على الكوادر والمقاومين والعاملين… قتلا واغتيالا ووصولا الى حيث يشاء ساعة يشاء كيفما يشاء، ضاربا بعرض الحائط الفوركلور العالمي والدولي الذي يندد ويستنكر، ويصدر قرارات وادانات واقصاءات لا تُصرف على ارض الواقع…

على كل الاحوال يستطيع لاعبي الاقليم والامم والدول الكبرى الممانعة قلب المعادلة، ودحض كل ما ذكرته اعلاه بالتوقف عن الصبر ( التكتيك والمناورة ) الاستراتيجي،

يتبين لكل مراقب عاقل وموضوعي، ان كل ما يجري من اسناد واشغال، ودعم عملياتي من حلفاء المقاومة قيمته صفر، امام تقطع اوصال الاطفال والنساء الى اشلاء، وجوع الرضع وانكسار العُجَّز، ومنع المواد الغذائية والطبية من دخول القطاع… وكل القرارات العالمية والقضائية لم تمنع من قتل المصلين، وذبح الاطفال وتدمير غزة واستباحة الضفة والاعتداء على بيوت الناس…
أن تسند اي ان تمنع او حتى تخفف، من امعان العدو في جرائمه … ان تُشغل العدو اي ان تشل قدراته ولو جزئيا، عن امعانه في ارتكاب جرائم الحرب والابادة، وهدم دور العبادة والمستشفيات، وامتهان كرامة الانسان وجسده ودمه، وحقه في المأكل والمشرب والسقف والامان والعيش الكريم…

لقد خاضت القوى الفلسطينية السابع من اكتوبر، لتقلب معادلة العنصرية والنازية، وتٌحدث خرقا في مشروع اليمين المتطرف الصهيوني الغبي… ولكن الخرق هذا الآن بات في يد الصهيوني يستعمله، ليخرق الارادة الفلسطينية ويدمرها ويستفرد بها،

يتبين لكل مراقب عاقل وموضوعي، ان كل ما يجري من اسناد واشغال، ودعم عملياتي من حلفاء المقاومة قيمته صفر، امام تقطع اوصال الاطفال والنساء الى اشلاء، وجوع الرضع وانكسار العُجَّز

ان تفاوض على وقف الحرب على إدارتها….
لقد خاضت القوى الفلسطينية السابع من اكتوبر، لتقلب معادلة العنصرية والنازية، وتٌحدث خرقا في مشروع اليمين المتطرف الصهيوني الغبي… ولكن الخرق هذا الآن بات في يد الصهيوني يستعمله، ليخرق الارادة الفلسطينية ويدمرها ويستفرد بها، ويتخذ من السابع من اكتوبر ذريعة له بعد ان كانت عليه… فلو كان الاسناد على قدر زخم ٧ اكتوبر، ولو كان الاشغال على قدر خرق السابع من اكتوبر، لكان الان الاسرائيلي يفاوض الجميع لإنهاء ٧ اكتوبر العربي والاقليمي، الذي قلب المعادلة في المنطقة… الا ان الاسرائيلي الان وهو مرتاح لالتزام قوى الاقليم بقواعد الاشتباك، والتنسيق المبطن المتستر باستراتيجية الصبر والوقت، يقوم بما يحلو له ويحول سبعة اكتوبر، الى نكبة جديدة أبطالها عصابات الشتيرن والهاغانا… وللاسف مع غياب لدور حقيقي وفعال لقوة الاسناد والاشغال…

والصبر الاستراتيجي على الصهيوني ، اصبح الان يُصرف في غزة: حرية للعدو الاسرائيلي في الوصول الى نصف مليون شهيد، وغزة مدمرة مع مليون ونصف المليون من المشردين، كما حصل في سوريا، ولكن غزة سجن كبير ممنوع على احد الخروج منه او حتى التنقل فيه… بنيامين نتنياهو الان يتمسك بتلك الفرصة التاريخية التي أُتيحت له… لم يُتحها له خرق سبعة اكتوبر… بل أتاحها له المساندة والاشغال الذي حتى اللحظة مفعوله صفر، نتيجة وفائدة وصفر اعاقة للمشروع الصهيوامريكي…

إقرأ أيضا: فلسطين تخسر رمزاً نضالياً بارزاً.. فاروق القدومي «أبو لطف» في ذمة الله

على كل الاحوال يستطيع لاعبي الاقليم والامم والدول الكبرى الممانعة قلب المعادلة، ودحض كل ما ذكرته اعلاه بالتوقف عن الصبر ( التكتيك والمناورة ) الاستراتيجي، وان تُحدث كما اهل غزة خرقا تاريخيا بإفهام العدو، ان لا قواعد اشتباك مع من لا يلتزم بقواعد الانسانية وحقوق البشر وكرامة الانسان في غزة والضفة… وبناء عليه فإن الحرب المفتوحة ستُبطل رهانات نتنياهو على ان يكون بن غوريون القرن الواحد والعشرين،…..

اما التكلفة فستكون عالية… مع الاشارة الى اننا ندفع هذه التكلفة يوميا ولكن على بقعة جغرافية محددة…. فإذا كنا بعيدين عنها فهي قريبة مكانا وزمانا واقرب الينا من حبل الوريد والنكبة وتداعياتها ليست ببعيد!!!!، سيما ان دير ياسين ايضا كانت بعيدة باعتقادنا والقسطل كانت بعيدة، وصارت اليوم في قلب غزة والضفة وجنوب لبنان،… وللجرائم والاعتداءات والابادة تتمة، فلا يظن احد ان رقبته سليمة، من المحيط الى الخليج…

اخيرا، فإن المقاومة الحقيقية المفضية الى تكبيل يدي نتناياهو وبن غفير وسموتريتش، ومنعهم من ان يكونوا ابطال النكبة الجديدة، وتشريد الشعب الفلسطيني مجددا نحو مصر والاردن، بعد ذبح الملايين من أبنائه، هي الاستراتيجية الصادقة والفاعلة والمكملة لادوات المعركة الكبرى مع بني صهيون، والقاضية على المشروع الصهيوامريكي، الملحمة واقعة فلتكن بأيدينا وليست في نحورنا.

السابق
«خاص جنوبية» إستدعاء 4 من أعضاء مجلس ادارة «كهرباء لبنان»
التالي
الجيش الأردني يعلن إحباط تهريب مخدرات من سوريا