يترافق التصعيد الميداني على الجبهة الجنوبية، والذي بلغ ذروته أمس و اليوم، لناحية تبادل العمليات والهجمات، مع إرتفاع منسوب الكلام السياسي عن تحضيرات للعدو بتوسيع العمليات على لبنان، بعد فشل المساعي الديبلوماسية المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمعتقلين .
فتوسيع الإعتداءات الإسرائيلية، التي تركزت على مدى يومين متتاليين على منطقة البقاع، متسببة بسقوط شهداء وجرحى وأضرار جسيمة، طالت عاصمة الجنوب، صيدا، من خلال إستهداف الطائرات الإسرائيلية المسيرة، العميد خليل حسين المقدح، أحد قيادي كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري ل”حركة فتح”، وهي المرة الاولى التي يتم فيها إغتيال قيادي من هذا الفصيل العسكري الفلسطيني على الأراضي اللبنانية، منذ بداية “طوفان الأقصى” وإطلاق عملية الإسناد والدعم لغزة، من قبل حزب الله، في الثامن من تشرين الأول 2023.
وقابل توسيع رقعة الإعتداءات الإسرائيلية، التي أسفرت صباحاّ عن إستشهاد حسين محمد مصطفى، في بلدة بيت ليف، ونعاه الحزب شهيداّ على طريق القدس، قيام “حزب الله”، بعمليات قصف لعمق الجولان السوري المحتل، رداّ على الغارات التي طاولت البقاع امس، بشن هجوم جويً بأسراب من المسيرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي, وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في “عميعاد”، التي تبعد نحو عشرين كيلو متراّ عن حدود لبنان، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها، وأصابت أهدافها بدقة، تزامناّ مع إستهداف قاعدة “تسنوبار” اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صواريخ كاتيوشا.
ورداّ على إستشهاد حسين مصطفى، في بلدة بيت ليف، قصفت المقاومة الإسلامية ثكنة” راميم “، مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني، بصلية من صواريخ الكاتيوشا، كما أعلنت في بيان آخر عن مهاجمة ثكنة راموت نفتالي، بِصليةٍ من صواريخ الكاتيوشا، وأصابوها إصابةً مباشرة، وإستهداف موقع حدب يارون بمحلقة إنقضاضية، ومهاجمة مجموعة جنود في محيط زرعيت، وإستهداف مواقع المالكية، مسكفعام، العباسية، بركة ريشا، وثكنة زرعيت.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، نفذ عدد من الغارات على كفركلا، وقصف منطقة سردة في كفرشوبا، تسبب بإستشهاد عامل سوري.
محول كهربائي جديد لمحطة الطيبة
على إثر إندلاع النيران فيها، جراء الإعتداءات الإسرائيلية، توقف العمل في محطة الكهرباء في محطة الطيبة، التي تتغذي عبرها محطات ضخ وتوزيع المياه في عدد كبير من بلدات وقرى بنت جبيل ومرجعيون ومجموعة من محطات التوزيع، لا سيما محطة ضخ المياه في السلوقي .
وبمبادرة من مديرية العمل البلدي في منطقة جبل عامل الاولى في “حزب الله ” بالتعاون مع مؤسسة كهرباء لبنان وشركة مراد للخدمات الكهربائية، جرى إطلاق أعمال صيانة وإعادة تأهيل محطة الكهرباء في بلدة الطيبة،حيث عملت الفرق صباحاً على نقل المحول الجديد إلى المشروع بمواكبة قوة من الجيش اللبناني إلى جانب الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية وبلدية الطيبة.
وأعلن رئيس بلدية الطيبة عباس دياب مواصلة البلدية بالتعاون مع مديرية العمل البلدي العمل من أجل خدمة أهلنا في هذه المنطقة رغم الظروف المعقدة التي تمر بها، مشيراً إلى أن خدمة الناس تشكل صورة من صور المقاومة في وجه العدو الإسرائيلي الذي يحاول أن يقتل كل أشكال الحياة هنا.
وقال دياب إن مشروع الطيبة يغذي جزءً كبيراً من منطقة الجنوب المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة بالمياه والكهرباء، لافتاً إلى أن هذه المحطة تعرضت لعدة اعتداءات إسرائيلية في الفترة الأخيرة وآخرها أدى إلى احتراقها وخروجها من الخدمة بشكل نهائي.