مارال دير بوغسيان فنانة تشكيلية ترسم وقائع الزمن الآتي

مارال دير بوغوسيان، فنانة تشكيلية لبنانية مميزة الحضور، وريشتها عين الحياة بامتياز، ترسم وقائع الزمن القائم بما يحتوي من تشكيل جامد ومتحرك،وتلون الزمن القادم بما يتلاءم مع التحولات في المكان، والأبلغ في لوحتها ،هو مجاراتها الغموض والدخول في نواحيه وتعرجاته، وطبعا تلامس كل وضوح يكشف الحياة، وتبرزه على أكمل انكشاف، يفتح مسار الأشكال بمكنوناتها العالية والمنخفضة. وليس مبالغة القول بأنها تعمر الهيكل من جديد،كمن تتمادى بأضاءة الوجه الفاضح والمنير للحياة.

في معرضها الحديث الاسبوع الفائت في بيروت،فاجأتنا الفنانة بمشاهد الحياة التي رسمتها،بالريشة الذكية والعين الواعية.

تأثرت بالطبيعية فاستحضرتها بأشكال وألوان متماسكة،تأثرت بالمدينة وخصوصية منازلها وعماراتها، دخلت في مساحة الشكل،فهندست الأشكال وزادت من بصيرتها في هذا الوعي الجمالي ،أضافت للشكل خصوصية داخل الاطار الكبير والصغير،جنحت الى خصوصية واقعية،مفعمة بسوريالية مقدرة،متقاربة مع التعابير والألوان والمفردات التشكيلية المتنوعة.

ابتكارات جديدة، استعملتها الفنانة، مستوحاة من محيطها القريب والبعيد. البيوت والأبنية والمنازل الخاصة ،الصور الخفية في المدينة وناسها ، احتمالات التشكيل ايضا كانت وافية داخل صور الزمان،صور الزمان والمكان، والذكريات العائلية،وسواها من تفاصيل العيش والاقامة والرحيل..كل هذه المشاهد حضرت في أعمالها المتنوعة.

لوحة الفنانة انطلقت من حلقة دائرية حلزونية مباغتة ،الى مساحة مفتوحة بالألوان المتعاكسة، ثم شرعت خيالها حدود الجنون المدروس، وربما المنظم وفق تقديرات وعيها البصري الحاد والخاص الذي لازمها ويلازمها منذ الانطلاقة الأولى.
مواهب الفنانة متعددة،وتبرز من خلالها : مهندسة معمارية ومصممة داخلية ، وفنانة نابضة بالحنين، ورسامةتشكيلية انطباعية سوريالية ، وطبعا ، مدرسة جامعية.

من على سفح سطوح معمارية قديمة على اطراف المدينة، اتخذت من الرسم وسيلة للتعبير عن كل هذا الصراع الداخلي: الناس والأجناس، البيوت والأحياء الفقيرة، الحرية، والموت، والتطور، والزمن، والأخلاق، والخير، والشر، الحياة،والانسان..
طيف الحياة حضر جليا في تصورات مارال،أيضا لوحات أكريليكية ورسومات بأنواع مختلفة من الأقلام، بالإضافة إلى الاطار الواسع الذي يحفظ الشكل،مهما كان واسعا ومستحيلا.

نخرج من معرضها ،والنظرة الأخيرة تبدو الأولى، تتحرك ألوانها ولوحاتها بثبات ،بين دلالات الحضور وإشارات الغياب،ولا تستقر في حيرة “الذهاب أو البقاء”.

السابق
«قد تتسلل الى الجليل».. قوات الرضوان تستنفر اسرائيل
التالي
رعب في كفرشيما: ٥ جثث واحذية باتجاه المواطنين وكاميرات مراقبة.. اليكم ما يحصل!