بعد عقود من الكد والنضال.. يمضي إبن طيردبا بديع زيدان ويبقى أثره!

أطفأ بديع حسن زيدان، شموعه السبعين ومضى، دون أن يكون له يوماّ جديداّ مع البحر صباحاّ وعصرونيات الضيعة وسهرات الإنس مع العائلة التي أحبته وأحبها حتى النفس الأخير .
وقّع بديع زيدان ” أبي حسن”، رسالة تغيبه عن هذه الدنيا وشقاوة الأيام التي عاشها، من كنف والديه وحتى
اليوم الأخير، مروراّ بأكثر من خمسين عاماّ أمضاها، في إكتشاف أسرار الحياة وتغير معادن البشر ومساهمات بريئة في محاولات التغيير نحو فضاء أرحب، مع رفاق وأخوة، تجذرت علاقاته بهم، كجذور زيتون طيردبا المغروس منذ مئات السنين .
إستهوت بدبع زيدان السياسة والحزبية، منذ مطلع شبابه
في ذروة المد اليساري والعمل الفدائي الفلسطيني، لكنه
بقي على ضفتيهما، لم يقترب من بحرهما، مفضلاّ البقاء
على حيادية، لم تخل من الميول إلى هذا الجسم.

قبل خمسين عاماّ بالتمام والكمال، دٌون إسم بديع زيدان مع خمسة آخرين من رفاقه، في الهيئة التأسيسية لنادي النهضة الثقافي االإجتماعي، وهو أول إطار ثقافي إجتماعي في تاريخ البلدة الحديث، وهم محمد اللبن، محمد حسن جواد مغنيه، المرحوم بشير حيدر، تيسير مغنيه، وناجي رضا .
لم ينكفاّ بديع زيدان عن إستكمال مهمته في نادي النهضة، فقد كان واحداّ من الأشخاص، الذين أعادوا إحياء دور وعمل النادي، في أوائل تسعينيات القرن الماضي.

في أواخر السبعينبات ، يمم وجهه إلى المملكة العربية السعودية للعمل فيها، في مهنته ” الكهرباء”، إلى جانب كثيرين من أبناء بلدته، التي إفتقدت العديد منهم خلال العقد الأخير .

خاض” أبو حسن”، اول إستحقاق إنتخابي بلدي في أيار العام 2004، وكان النجاح حليفه، ثم عاود الكرة في إنتخابات العام 2010، فكان خلال الدورتين، اللتين تعايشنا فيهما معاً مواضباّ على القيام بالمهام بصفته عضواّ في المجلس البلدي، حيث لم يختلف مع أحد، فحافظ على جسور المودة .
إختاره الموت فجأة، والذي لن يعفي أحدا، من غير أن يكمل ما تبقى من واجبات عائلية، رغم أنه أنجز الكثير
منها، إذ كان مغموراّ بتخرج بكره حسن مهندساّ، فكان الأخير وفياّ حتى العظم لجميل والده.

دماثة وصور أبي حسن، ستبقيان مطبوعة في ذاكرة محبيه، ومنها هذه الصورة، التي طلبها مني مؤخراّ ليضعها على سطح هاتفه” بروفيل”، لكني تأخرت في إرسالها، فمضى أبو حسن وبقي أثره.

السابق
وهم «وحدة الساحات» يسقط.. وإيران المسؤولة المال «فقط»!
التالي
مسؤولون أميركيون وإسرائيليون: حزب الله قد يهاجم إسرائيل نهاية الأسبوع الجاري