الفنانة ريم الجندي ترفع الملمس عن المياه.. رغم الصعاب!

هل غامرت الفنانة ريم الجندي بإقامة معرضها التشكيلي الجديد في بيروت(غاليري أجيال،بيروت ابتداء من أول أغسطس) في ظروف صعبة وأوقات شدة تحاصر البلاد والعاصمة،حيث حرب “المشاغلة” المفروضة على البلاد والعباد تشغل بال الناس ،وتشلّ الحياة العامة،الى درجة خوف وحذر واختباء!
فلم تتأخر الفنانة باستعراض هواجسها وحذرها،وخوفها المشفوع بالإصرار على الحياة والأمل الكبير في حياة صافية تستمر ، واستهلت حذرها بالكتابة عن معرضها في ليلة الافتتاح:”اليوم (قصدي مبارح لإن صرنا بعد ال ١٢ بالليل) كنت رايحة على افتتاح معرضي بغاليري أجيال الساعة ٥.. كانت الطرقات عم تفضى والناس مرعوبة من حرب يمكن تبلش بعد لحظة.. قلت يمكن كون واقفة لحالي بين هاللوحات يللي صرلي عم بشتغل عليهن من ٣ سنين.. ما بعرف شو صار وكيف صاروا الناس يجوا وامتلى الغاليري بكل هالحب.. كمية الحب والحكي يللي عشتهن اليوم بيكفوني ١٠ سنين لقدام.. الهيئة إنه الهامش يللي انا جزء منه بعد إلو مطرح بهامدينة”.


ملمس الماء
باقة لوحات بالأزرق الصافي القدير، علقتها على جدران “أجيال”،تستعرض ملمس الماء وترفع عن المياه ملمسها المعهود،فما الذي رسمته ريم، بالمياه،ليظهر الى العيون بملمسٍ جديدٍ ،يصل الى عميق الخيال وأقواس النظرات المتعاكسة في زحمة حياة،وازدحام البصر؟
تمركزت أعمال الفنّانة،تحت ملمس الماء، حول يومياتها وحياتها الشخصيّة المتفاعلة مع ناسها ومكانها ومحيطها، المتمثل بخارطة الحياة في مدينة بيروت.
فقد نصّبت لوحتها كملمسٍ مرئي فوق ملمس حياة تعرفها،سيجت حضورها بخطوات فتاة المدينة، لكنها كمن تهرب من ضوضاء وفوضى وضجيج العاصمة، إلى مكان أبعد جغرافيا،أقرب الى الروح والعاطفة،انتقلت الى بلاد جبيل المحاطة بالمياه، وحيث يقبع حوض سباحة ليُمَثِّل عالمها الحر الجديد،المتحرر من خشونة الحياة. تستلهم من يومياتها السابحة في هذا الحوض المتدفق، لتُنتج مجموعة لوحات جديدة، تشكّل معرضها المفتتح في غاليري «أجيال» تحت عنوان «ملمس الماء».
لوحاتها الجديدة “البرمائية” تحمل روحيّة الملمس الغائب عن أحاسيس الناس، لوحات تُعبّر عن هويتها الفنيّة.
تتميز اللوحات ايضا بأنها خالية من الغموض والغيوم،لا سراب في اللون، تخلّت عن «باليت الألوان» الباهتة واستبدلتها بألوان زرقاء تبعث على الهدوء المبهج والصفاء المريح.
تتحدّث الجندي عن قوام المياه الذي دفعها إلى الرسم، فـكتبت: «الماء لا يمتلك نسيجاً بصريّاً، إنّه خادع، ويستعير نسيج الأشياء المحيطة به ليخلق الوهم. أعلم أنّ قوامه وهمي، ولهذا السبب انجذبت إليه».
وتصف مجموعتها الجديدة، بأنّها «تذكار شخصي لحياتها التي تعيشها الآن بجانب حوض السباحة».

  • معرض «ملمس الماء»: حتّى 31 آب (أغسطس)- غاليري «أجيال».بيروت.الحمراء
السابق
مسؤولون أميركيون وإسرائيليون: حزب الله قد يهاجم إسرائيل نهاية الأسبوع الجاري
التالي
تحركات دبلوماسية لتهدئة التصعيد.. ورد الحزب مؤجل!