مع تصاعد حدة التوتر بين “حزب الله” وإسرائيل، و انتظار الرد المرتقب من الحزب على اغتيال القيادي فؤاد شكر، تزداد معاناة اللبنانيين عامة والجنوبيين بشكل خاص، ويرتفع منسوب من التوتر والقلق، كما تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يوما بعد يوم، بعض الحالات والنماذج التي تستدعي تحركات عاجلة، لتدارك ما يمكن أن يحصل فيما لو حصلت الحرب فعلا.
لا تزال حادثة طرد عائلة جنوبية من بلدة غريفة في الشوف قبل أيام تتفاعل، الموضوع الذي اثاره “جنوبية” ولم يقتصر الأمر على الطرد فقط، بل تعدى ذلك إلى تهديد بالسلاح، وصولاً الى حالات كثيرة أخرى مماثلة، بدء من الإرتفاع الجنوني لإيجارات الشقق، وحال البلبلة والفوضى التي ترافق هذه القضية، وكان آخرها تهديد المواطن الجنوبي عفيف حمدان على حسابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باحتلال الأملاك والفنادق الخاصة في وسط بيروت على خلفية غلاء بدلات إيجار المنازل، والذي إستفزته ايضاً “خطوة” فتح المدارس للجوء إليها.
والمفارقة الأخطر هي صمت “حزب الله”، المعني بأسباب التهجير والنزوح، الذي يدير هذه الحرب دون أي ضوابط باتجاه اللبنانيين والجنوبيين على وجه التحديد، ودون تأمين ولو الحد الأدنى من مقومات “الصمود”، إلا لمحظيين من بيئته، الذي يريده الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ويدعو إليه، و يقابله عدم مبالاة الدولة وأجهزتها، والتي اكتفت أمس ببيان لوزير التربية يعلن فيه “السماح” بفتح المدارس الرسمية، وتجهيزها لاستقبال النازحين من الجنوب.