في خطوة مفاجئة، وبعد تداول أسماء عدة لم يثبت صحة إحداها – ما يوحي وكأنها كانت بالونات إختبار – تم الإعلان رسمياً عن تعيين زعيم “حركة حماس” في غزة يحيى السنوار ، رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للشهيد إسماعيل هنية، الذي أغتيل في طهران الأسبوع الماضي.
رسالة من حماس “غزة” إلى حماس الخارج أولاً بأن الأمر لي وللشعب الفلسطيني ثانيا بأن القتال هو الحل والعالم ثالثاً بأن المفاوضات دُفنت مع هنية
هذا التعيين غير المتوقع للسنوار، يحمل رسائل سياسية وتعبوية مهمة وواضحة عديدة، وفي إتجاهات عدة، رسائل للعدو قبل الصديق – بغض النظر عن مدى مطابقتها للواقع المعاش – ، رسالة من حماس “غزة” إلى حماس الخارج أولاً بأن الأمر لي، وللشعب الفلسطيني ثانياً، بأن القتال هو الحل، والعالم ثالثاً، بأن المفاوضات دُفنت مع هنية، رسائل فيها من التحدي للعدو بقدر ما فيها من تأكيد ل “إرادة الصمود والقتال” للصديق، وهو ما يطرح السؤال عن مصير المفاوضات حول الحرب في غزة والمنطقة بشكل عام.
في المضمون فَلعَلْ أخطر مضامينها السياسية هو ربط مصير غزة كأرض وشعب بمصير “حماس” كحركة
هذا في الشكل ، أما في المضمون فَلعَلْ أخطر مضامينها السياسية هو ربط مصير غزة كأرض وشعب، بمصير “حماس” كحركة، لا بل بالجناح العسكري فيها وبالسنوار كشخص، لأن تعيين السنوار يبدو – واقعياً – وكأنه إلغاء للجناح السياسي للحركة، لأنه لا يمكن تصور أي من أطراف المفاوضات سواء الأميركي أو حتى العربي – في هذه الظروف فما بالك بالطرف الإسرائيلي – يمكن أن يقبل التفاوض مع السنوار المتواري عن الأنظار، والمطلوب رأسه من إسرائيل كما من محكمة الجنايات الدولية، ما يعني عملياً بأن “حماس” بتعيينها السنوار’ إنما أرادت القول بأن إغتيال إسماعيل هنية كان إغتيالاً للمفاوضات وللحل، وهو ما يحقِّق – سواء عن قصد أم عن غير قصد – هدف بنيامين نتنياهو، بتطيير أي إتفاق لا يلبي مطالبه في تدمير “حماس” وفرض رؤيته لليوم التالي في غزة، وهو ما قد يعقِّد الوضع أكثر فأكثر في فلسطين والمنطقة عموماً، خاصة مع التصعيد الأخير الحاصل، والذي وضع المنطقة كلها – وليس الإسرائيليين فقط كما يعتقد البعض – على “إجر ونص” ولأمد قد يمتد لأشهر عدة، حتى تقضي التطورات.. أمراً كان مفعولا.