ألقى مجهولون مساء أمس الثلاثاء، مناشير في منطقة الشويفات تحمل صور ضحايا هجوم مجدل شمس في الجولان المحتل، وصور ضحايا أحداث 11 أيار في جبل لبنان، موقّعة بعبارة: “سنثأر لهم يا حزب الله، ولشهداء 11 أيار”.
وتعليقاً على هذا الأمر، قالت وكالة داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في الشويفات- خلدة: “في خطوةٍ مشبوهة ومكشوفة الأهداف، تم رمي مناشير تحريضية في منطقة العمروسية، وهو أمر نضعه في عهدة القوى والأجهزة الأمنية لكشف من قام بتوزيع هذه المنشورات الفتنوية، وتقديمهم للمحاسبة القضائية”، مؤكدةً “في مقابل هذه الأعمال تمسّكنا الراسخ قناعةً بالتضامن الوطني في مواجهة العدو الإسرائيلي ومشاريعه”.
ومن اجل عدم التعمية على التاريخ القريب وتوعية الجيل اللبناني الحالي من مخاطر الفتن، لا بدّ من عرض احداث 11 ايار بموضوعية، بعيدا عن اشكال التعصب الطائفي او الحزبي، مع التأكيد على فشل جميع المخططات الفتنوية في هذا الوقت بالذات، ولبنان يتعرض للعدوان الاسرائيلي، وما موقف زعيم الجبل وليد جنبلاط سوى تأكيد حتمي بأن 11 ايار لن يعاد، والفتنة لن يستطيع احد ايقاظها.
7 ايار و5 ايار
وفي التفاصيل، لا بد قبلا عرض احداث 7 ايار، وهي الأشهر كونها جرت في العاصمة اللبنانية بيروت، إثر صدور قرارين من مجلس الوزراء اللبناني الذي كان يرأسه فؤاد السنيورة في 5 ايار، بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير، الأمر الذي اعتبرته المعارضة التي كان يتزعمها “حزب الله” تجاوزا للبيان الوزاري الذي يدعم المقاومة.
وخلال هذه الأحداث، احتلت مجموعات ملثمة ومسلحة شوارع بيروت تابعة ل”حزب الله” وحلفائه، وقامت بأعمال عنف وتهديد وترويع للسكان، ما أسفر عن مقتل نحو 71 شخصاً، ودمار كبير في الممتلكات.
لم يستطع الحزب احتلال البلدات والمدن الكبرى في الجبل بسبب قوة وشراسة المدافعين عنها، وبعد تدخل عربي ودولي تمّ توقيع “اتفاق الدوحة”
ثم وفي تاريخ 11 أيار، شنّ “حزب الله” هجمات على مراكز الحزب “الاشتراكي” في الشويفات وعاليه.
وقالت وكالة “رويترز” حينها، “احتدم القتال العنيف بين مقاتلين شيعة موالين لحزب الله المعارض، وانصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المؤيد للتحالف الحكومي شرقي العاصمة يوم الاحد، في استمرار لاسوأ عنف داخلي منذ الحرب الاهلية، ودارت المعارك في عاليه البلدة الواقعة في جبل لبنان والمطلة على بيروت والقرى المجاورة في اخر جولة عنف بين انصار حزب الله المدعوم من سوريا وايران، ومؤيدي التحالف الحكومي المدعوم من الولايات المتحدة، ما ادى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى”.
ونقلت الوكالة عن مصادر امنية قولها، ان” مقاتلي حزب الله سيطروا على عدد من القرى في المنطقة، وقال شهود ان وقفا لاطلاق النار اعلن عند الساعة السادسة من مساء يوم الاحد. وتصاعدت سحب الدخان من عدد من القرى، وسمع صدى دوي الانفجارات في منطقة جميلة على التلال التي تغطيها اشجار الصنوبر”!!
وكما هو معلوم فقد انتهت معركة الجبل، التي استمرت بضعة ايام اثر تراجع الحكومة اللبنانية عن القرارات التي اتخذتها، وانسحب مقاتلو “حزب الله” من القرى القليلة التي احتلوها في الجبل، ولم يستطع الحزب احتلال البلدات والمدن الكبرى في الجبل، بسبب قوة وشراسة المدافعين عنها، وبعد تدخل عربي ودولي تمّ توقيع “اتفاق الدوحة” بين الاقطاب زعماء الطوائف الذين اجتمعوا في قطر، وجرى الاتفاق في 25 ايار 2008 على انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.