إيران «تفشل» في إنقاذ قادة الحزب.. وهكذا كشفت إسرائيل «الرسائل المشفرة»!

ابو طالب

كشفت شهور حرب الإسناد التي ينفذها “حزب الله” كما أعلن مراراً وتكراراً اسناداً لغزة، الخلل الكبير أمنياً، وهو ما تترجم بعمليات اغتيال دقيقة طالت كوادره كما قياديه، ليس في لبنان وحسب، وإنما في سوريا أيضاً.
لم تفلح الأجهزة التقنية الإيرانية قيل في إنقاذ قيادات الحزب من الاغتيالات التي تتمدّد بدقة، فـ”أجهزة الإرسال المشفرة” لم تساعد الحزب في وقف الخروقات التي تطاله، فإسرائيل تستفيدُ من ثغرات أمنية وتكنولوجية تمكنها من ملاحقة قادته وتاليا اغتيالهم.

“كنز معلومات” عمره 14 عاماً

تمكنت اسرائيل من تأسيس “كنز معلومات” عن حزب الله منذ 14 عاما، وذلك من خلال برنامج “بيغاسوس” التجسسي الذي أطلقته شركة “NSO” الإسرائيلية عام 2010، وعبره يتم اختراق الهواتف العاملة بنظامي “آي أو إس” و “أندرويد”، وهو ما أكده خبراء تكنولوجيا المعلوماتية لموقع “بلينكس”، فلفتوا الى أن إسرائيل تمكنت عبر هذه البرمجية من جمع معلومات عن حزب الله وتحركات قادته وأماكن العتاد العسكري، الأمر الذي جعل استخدام الهاتف المحمول محظورا في أوساط الجماعة، وبعدما تم التأكد من دمج تقنية الذكاء الاصطناعي في برمجية بيغاسوس والتي تتيح سماع نبرة الصوت وتمييزها، تم التعميم ضمن الحزب بعدم التحدث أمام أي هاتف موجود في محيط القيادات، ولسد الثغرات ضمن أجهزة التشفير، فإن هناك حاجة لامتلاك البرنامج الأساسي وتفكيكه لمعرفة كيفية عمله.

قصة الأجهزة الإيرانية و”اختراق التشفير”

تهدف إيران، التي تنقل المعدات العسكرية المعنية بالاتصال إلى وكلائها في الشرق الأوسط لاسيما حزب الله، الى تكوين شبكة اتصال خاصة، وتستخدم الأجهزة الإيرانية لوسائل حربية ومعنية بالاتصالات الميدانية الخاصة بالحزب، ولهذه الأجهزة والمعدات “شيفرتها” الخاصة، أي لديها مصطلحات سرية مرتبطة بها، وموجودة بحوزة كافة الجيوش حول العالم، وأي أجهزة عسكرية لديها “شيفرة” محددة، لكن عملية التحديث التي تطرأ على هذه المعدات هي الأهم باعتبار أن هناك تطورا تكنولوجيا هائلا يسمح بفك الشيفرات عبر حواسيب ضخمة، وما لم تقم إيران وحزب الله بتعديل أنظمة التشفير الخاصة بها، عندها سيكون الخرق واردا بشكل كبير.

بينت المستجدات أن إسرائيل متفوقة تكنولوجيا وما أثبت ذلك هو الحرب الأمنية التي تخوضها ضد حزب الله في لبنان


بينت المستجدات أن إسرائيل متفوقة تكنولوجيا، وما أثبت ذلك هو الحرب الأمنية التي تخوضها ضد حزب الله في لبنان، وبحسب الخبراء فإن ما يتبين هو أن الأجهزة الإيرانية الإتصالية الموجودة بحوزة الحزب “مخروقة” من قبل إسرائيل، وأن الاغتيالات التي حصلت تؤكد انكشاف اتصالات العديد من قادة الحزب وعناصره والتي كانت تحصل عبر الأجهزة الإيرانية.
ولفتوا الى أن “هناك شيفرة للرسالة يعتمدها المرسل وتكون معروفة بالنسبة للطرف الآخر، وحين تصل الرسالة إلى المتلقي، يبادر الأخير وعبر برامج معينة إلى فك “الشيفرة” لقراءتها، وما يتبين هو أن مضامين هذه الرسالة المشفرة باتت مكشوفة داخل حزب الله، والدليل على ذلك هو أن الاغتيالات طاولت قادة عسكريين وميدانيين من المفترض أنهم يستخدمون تلك الأجهزة لإرسال وتلقي المعلومات”.

سنترالات الحزب مخروقة بمساهمة “سورية”

من المعروف أنه لدى حزب الله شبكة أرضية خاصة به ويقوم عبرها بإجراء الاتصالات الداخلية، وعملياً، فإن هذه الشبكة تكون موصولة بـ”سنترالات” على الأرجح تم اختراقها، ولهذا السبب تم استبدالها ببعض الأجهزة الجديدة.
ويلفت الخبراء أن سوريا كانت مساهمة إلى حد كبير في انكشاف قادة الحزب الميدانيين، مشيرين الى أن الأكيد أن حزب الله في سوريا لم يكن يستخدم شبكته الأرضية لإجراء الاتصالات ضمن سوريا حينما دخلها قبل أكثر من 12 عاما، والسبب وراء ذلك هو أنه ليس لديه شبكة أرضية خاصة به هناك، ومن الممكن جدا أن تكون إسرائيل قد خرقت شبكة الإتصالات السورية للتجسس وبالتالي تحديد إتصالات قادة وعناصر الحزب.

لم يستطع “حزب الله “حتى الآن من تحديد نقاط الثغرات التقنية التي سمحت بتحديد تحركات القادة الذين تم اغتيالهم


واعتبر الخبراء أنه من الممكن أن تكون ساحة سوريا هي المهد الأساسي للخرق، فعبرها كان ممكنا لإسرائيل جمع كافة المعلومات التي تريدها من صورٍ وبصمات صوتية وأرقام هواتف ومواقع جغرافية خاصة بقادة حزب الله، وما يجري هو أن إسرائيل ستحتفظ بهذه المعلومات لاستخدامها لاحقا ومطابقتها خلال أي معركة تريدها، وهذا الأمر تحقق حاليا، وبرامج إسرائيل تعمل على مطابقة المعلومات الموجودة لديها عبر استغلال الثغرات والخروقات ضمن الحزب، وبالتالي تنفيذ الاغتيالات.

يلفت الخبراء أن سوريا كانت مساهمة إلى حد كبير في انكشاف قادة الحزب الميدانيين

كيف يمكن اختراق التشفير الخاص بالأجهزة؟

لم يستطع “حزب الله “حتى الآن من تحديد نقاط الثغرات التقنية التي سمحت بتحديد تحركات القادة الذين تم اغتيالهم ، كما أن فرقا متخصصة تعمل على تتبع الخروقات وتحديد نقاط الضعف بغية معالجتها، لكن لا جدوى حتى الآن بدليل أن الاغتيالات مستمرة.

مسألة اختراق التشفير واردة عبر ما يُعرف بـ”super computers” التي تتميز بتكنولوجيا عالية ومتطورة جدا


بحسب المعلومات، فإن الحزب بات مضطرا باستمرار لإعادة صياغة رسائله المشفرة خاصة أن الخروقات كبيرة، ولدى إسرائيل برامج متخصصة بالتجسس تستخدمها لجمع المعلومات ضد حزب الله وعناصره وقادته، وتاليا فإن هذا الأمر قد لا ينحصر بأجهزة الاتصالات العسكرية فحسب بل يرتبط بأي جهاز آخر يمكن استخدامه ويتيح إمكانية حصول تجسس عليه.
مسألة اختراق التشفير واردة عبر ما يُعرف بـ”super computers” التي تتميز بتكنولوجيا عالية ومتطورة جدا تسمح لها بتحليل البيانات والشيفرات وفكّها بسرعة هائلة، وإن لم تكن الأجهزة والشيفرات العسكرية المستخدمة من قبل الحزب مُحدثة وقديمة، عندها فإن أمر خرقها سهل جدا، كما إن عمليات تحديث الرسائل يمكن أن تفي بالغرض، لكن المسألة الأساس تتعلق بمكامن الخرق والوسيلة التي يتم إرسال الرسالة عبرها وليس بمضمون الشيفرة نفسها، بالاضافة الى ذلك فإن العنصر البشري يمكن أن يلعب دورا مهما في كشف مضمون “الشيفرة”، وهذا الأمر وارد حصوله في أوساط الحزب وليس مُستبعدا.

السابق
في الجنوب.. مُرّوجا مخدّرات في قبضة الأمن
التالي
إسرائيل لن نتتظر الضوء الأخضر الأميركي لابعاد الحزب عن الحدود!