الشيرازيون و«الثنائي الشيعي» يتنافسون على «المضافات العاشورائية»!

سنة شيعة
بمناسبة حلول مناسبة عاشوراء بعد ايام قليلة، التي تمثّل ذكرى مصرع الامام الحسين (عليه السلام)، تبرز المضافات العاشورائية، وهي ذكرى حديثة نسبياً، وتوسّعت منذ اربع سنوات في لبنان، والمضافات تبدأ نشاطها في ايام عاشوراء بعد المغرب، وتستمر حتى منتصف الليل تقريبًا، فتقدّم الطعام والشراب على "حبّ الحسين"، وقد ظهرت هذه الفكرة بقوة، تحديداً بتشجيع من أتباع المرجعية الشيرازية في لبنان.

لقد قام مكتب المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي، بدعم أكثر من 700 مضيف عاشورائي في مختلف المناطق اللبنانية، واقتصر دعم مكتب المرجع الشيرازي المقيم في ايران بمدينة قم المقدسة، على تقديم مبلغ من المال، لمساعدة من يرغبون بتقديم الضيافة طيلة ليالي وأيام العشرة الأولى من محرم الحرام.

البداية شيرازية

وقد ساهم هذا الدعم النقدي غير المشروط، الذي قدمه وكيل المرجعية الشيرازية العام العلامة الشيخ جلال معاش، في تشجيع الشباب بقوة على خوض هذه التجربة الجديدة، التي لم تُعهد في لبنان من قبل بهذا الزخم، هذا التوسع وهذا الانتشار، بل كانت تقتصر على طبخ الهريسة يوم العاشر من محرم بشكل واسع، وتقديم بعض المأكولات والحلويات، في ليالي مخصوصة في الحسينيات ومراكز القراءة العزائية، بالأخص في ليلة أبي الفضل العباس (عليه السلام) ويوم العاشر من محرم، وكانت بعض القرى والفاعليات الشعبية تطبخ الهريسة في أوقات محددة وأيام معينة، لم تكن تستوعب فترة الليالي والأيام العشر الأولى من شهر محرم, بالطريقة التي بدت واضحة، بعد تشجيع المرجعية الشيرازية لهذه الظاهرة بقوة في السنتين الماضيتين ..

المرجع الشيرازي يقوم بتشجيع المضافات العاشورائية في لبنان من ماليته الخاصة وليس لأحد عليه منة في ذلك

فطريقة الشيرازيين هي الأكثر واقعية، لأن المرجع الشيرازي يقوم بتشجيع المضافات العاشورائية في لبنان من ماليته الخاصة، وليس لأحد عليه منة في ذلك ، كما لا تلحق بذلك من استجاب لدعوته بتأسيس مضيف حسيني في لبنان تبعة، فهو ليس بصدد تأسيس حزب، كما يتوهم الثنائي المتخوف من تمدد المرجعية الشيرازية في لبنان، لأسباب لا تخفى على النبيه البصير ..

ولا يشترط وكيل المرجع الشيرازي، من الراغب بالاستفادة من الدعم النقدي أي شرط، سوى أن يكون عمله من اجل تعظيم الشعائر الحسينية ..

مضافات “حزب الله”

وتلقف “حزب الله” منذ سنة الفكرة، ليستغلها للتعبئة الحزبية، وليستفيد منها عناصره مادياً من خلال جمع التبرعات، التي لا يُصرف الكثير منها في محله، ووجدت ناجحة في استقطاب الشباب والناشئة، بعدما كان غافلاً عن هذا النوع من الأنشطة لأربعة عقود، من عمر ظهوره على الساحة، ورأى أنها أظهرت محبوبية للمرجعية الشيرازية في وسط الشباب، وعلى طريقته في محاولات السيطرة على كل الأنشطة الدينية في لبنان، لاستغلالها في مشروعه السياسي، بدأ أمينه العام السيد حسن نصر الله بحملة دعائية، يدعو فيها لتفعيل ظاهرة المضايف العاشورائية، التي لا يقدم “حزب الله” لدعمها ذلك الدعم النقدي الذي يُذكر ويحسن السكوت عليه، بل يقتصر العاملون فيها على جمع التبرعات من الداخل والخارج، وقد استغل البعض الاغتراب لجمع المال باسم هذه المضافات، حتى أن أحد الثقات المتدينين ذكر أن أحدهم جمع لأحد المضافات 60 ألف دولار أمريكي، ولم يصرف منها سوى 6 آلآف دولار فقط، مما يستدعي من الراغبين بالتبرع التحقق من وثاقة وتدين، من يطالب بالتبرع على محبة الحسين، فلا يكفي مجرد الانتماء الحزبي للثنائي، حتى يقوم المتبرع ببذل ماله، بل لا بد من أن يقع العمل موقعه ليؤجر عليه فاعله ..

وجاءت “حركة أمل” متأخرة في تبني فكرة المضافات، والظاهره في الوسط الحركي أقل حدة، ومضافات عناصر “أمل” تفتقر إلى الترتيب والتنظيم، كما وتعاني من قلة جمع التبرعات لأن جماعة “حزب الله” المنظمين جيدا أكثر معرفة ونشاطا في العمل الاجتماعي.

تلقف “حزب الله” منذ سنة الفكرة ليستغلها للتعبئة الحزبية، وليستفيد منها عناصره مادياً من خلال جمع التبرعات التي لا يُصرف الكثير منها في محله

وتأتي مناسبة عاشوراء الحزينة هذه السنة، والجنوبيون لا يعانون فقط من قلة الغذاء بفعل الازمة الاقتصادية، انما ايضا يعانون من التشرّد والخوف والقلق على المصير، وسط حرب شعواء طالت عشرات القرى المحاذية لحدود فلسطين المحتلة، حيث يتمادى العدو الصهيوني باعتداءاته وتدمير الممتلكات، ما تسبب بنزوح عشرات الاف العائلات، التي تحتاج اليوم لاكثر من مضافات غذائية مؤقتة مدتها عشرة ايام لاطعامها، فهي تحتاج لجهة تؤمن مسكنها وطبابتها وتعليم ابنائها، وهذا كله لا تهتم به الدولة العاجزة، ولا يعني “الثنائي الشيعي” وخصوصا “حزب الله”، الذي اشعل فتيل الحرب في الجنوب، دعما لغزّة ويعجز اليوم عن نزعها واطفائها.

السابق
أبرز 10 أرقام قياسية حققتها دبي في موسوعة «غينيس»
التالي
«تم القضاء عليه».. اسرائيل تتبنى اغتيال مسؤول رفيع في «الحزب»