«عاصفة إنتخابية» تضرب العالم من أميركا الى فرنسا الى إيران!

اقفل الاسبوع المنصرم والمنتهي يوم امس الاحد، على ثلاثة مشاهد مختلفة في التاريخ والجغرافيا، وتختلف في الانظمة والاهداف.

المشهد الاول، والذي حدث مساء يوم الخميس الماضي، وفق التقويم الزمني للولايات المتحدة الاميركية في السابع والعشرين من الشهر الماضي والذي وافق فجر الجمعة في الثامن والعشرين منه، وفقاً للتقويم الزمني في قارات بقية العالم المختلفة زمنياً، والذي تحدد في المناظرة التلفزيونية بين الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي الاميركي، والرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، والتي وصفها المراقبون بأنها كانت “كارثية” على بايدن والحزب الديمقراطي، ونتيجة تلعثم الرئيس بايدن في اكثر من مرة وضياعه وعدم تركيزه على الاجوبة ، وتفوق ترامب عليه. وقد صدرت نتائج استطلاعات رأي تُعطي ترامب نسبة ٦٧% وبايدن نسبة ٣٣% ، مما دفع بالنافذين في الحزب الديمقراطي، الى البدء بالتفتيش عن مرشح آخر، والدفع في أقناع بايدن على الانسحاب من السباق الرئاسي، خصوصاً ان الحزب الديمقراطي سيعقد مؤتمره في شهر اب – اغسطس المقبل.

وهذا ما يؤكد انه في حال صدقت التوقعات وفاز الرئيس ترامب، يعني سينقلب المشهد الدولي رأساً على عقب ، خصوصاً في العلاقة الدافئة ما بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي حتماً سينعكس في تخفيض او ايقاف المساعدات العسكرية لاوكرانيا، وبالتالي انتصار بوتين في الحرب الروسية – الاوكرانية، ومدى تأثيره على القارة الاوروبية، وما سيجري إنعكاسه على حلف الناتو ونظرة ترامب للموضوع، والذي حتماً سيكون له إنعكاسات على السياسة الدولية، خصوصاً في الملف النووي الايراني، وما سيحدث من تغيير جذري في التعاطي مع ايران ودورها في الاقليم والمنطقة، خصوصاً ان ترامب صاحب سياسة متشددة ايران ، فهو من اسقط الاتفاق النووي معها، وهو من اصدر قرار التخلص من قاسم سليماني مهندس العلاقات مابين ايران واذرعها وقائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الايراني، وحتما ايران تُحبذ فوز بايدن، وهذا ما اتت المناظرة الاخيرة لتقضي عليه، نتيجة فشل بايدن في مجابهة المرشح ترامب.

فوز المرشح الاصلاحي، قد يساهم بتغيير بعض العلاقات مابين طهران وباقي دول المنطقة

المشهد الثاني، حصل في قارة اسيا اي في الانتخابات الرئاسية الايرانية، والتي حصلت نهار الجمعة في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، والتي حصرت السباق الرئاسي بين مرشحين أثنين، هما الاصلاحي مسعود بزشكيان والمرشح المتشدد من الجناح المحافظ سعيد جليلي، وفرض جولة جديدة من إعادة الانتخابات تجري يوم الجمعة المقبل في الخامس من الشهر الجاري تموز – يوليو، هذا الامر، وعلى الرغم من ان موقع الرئاسة في ايران يُعتبر موقعاً تنفيذياً وليس تقريرياً، لخصوصية النظام الايراني وتمركز الصلاحيات الاساسية في يد المرشد الاعلى للنظام علي خامنئي، إلا ان فوز المرشح الاصلاحي، قد يساهم بتغيير بعض العلاقات مابين طهران وباقي دول المنطقة، قد تقلل من حال التوتر في العلاقات الايرانية العربية او الاوروبية.

المشهد الثالث، والذي اقفل عليه الاسبوع الفائت يوم امس الاحد في الثلاثون من الشهر الماضي، والذي توج في الانتخابات النيابية الفرنسية، والتي تقدم فيها التجمع اليميني المتطرف بقيادة ماري لوبان، والذي حصل على نسبة٣٣،٢% من اصوات الناخبين الفرنسيين، والتي تمثلت بما يزيد عن عشرة ملايين ناخب، وقد حل ثانياً في السباق الانتخابي تحالف اليسار، والذي حصل على ما يزيد عن تسعة ملايين ناخب فرنسي، بما يُمثل نسبة ٣٢،٣% من اصوات الناخبين الفرنسيين، بينما فاز حزب الرئيس الحالي ايمانويل ماكرون، بما يُمثل نسبة ٢١ %، اي ما يزيد عن سبعة ملايين ناخب فرنسي.

هذه النتائج، والتي إن تكرست في الدورة الثانية والتي ستجري نهار الاحد المقبل في السابع من الشهر الجاري، تعني ضربة للرئيس الفرنسي، تضعه امام تحديات اقلها مرة في الحكم ، حيث ستفرض عليه إستكمال ما تبقى من ولاية رئاسته ضعيفاً، خصوصاً إذا ما فاز المرشح اليميني جوردان بارديلا، والذي سيصبح رئيساً للوزراء الفرنسي، وهذا ما سيُشكل ازمة حكم حقيقية بوجه ماكرون، وسيعيق تطبيق برنامجه او خطة عمله المقررة.

محور الممانعة بدأ يتحسس رأسه، لما سيرتب عليه فوز المرشح ترامب

هذه المشاهد الثلاثة، شكلت بانوراما انتخابية في قارات ثلاث من العالم الامريكية – الاوروبية واسيا، والتي سيكون لها حتماً تأثيرها على إعادة رسم خارطة التحالفات، كما على احداث العصر، والتي بعضها يجري كالحرب الروسية الاوكرانية، او الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، او الحرب على الجبهة اللبنانية – الاسرائيلية، وبالتالي محور الممانعة بدأ يتحسس رأسه، لما سيرتب عليه فوز المرشح ترامب، وما سيكون له من تأثير واضح وكبير في إعادة رسم التحالفات، وعلى خارطة العلاقات الدولية ما بعد الانتخابات الاميركية والتي ستجري في شهر تشرين الثاني – نوفمبر المقبل، وما سيكون لها من تطورات مغايرة لما هي عليه اليوم، والتي حتماً ستؤثر كثيراً على منطقة الشرق الاوسط، وما يجري على ساحته من حروب وصراعات ومحادثات.

السابق
بغارة اسرائيلية..شهيد لـ«الحزب» في عيتا الشعب
التالي
الضوء الاخضر اتخذ.. اسرائيل تعلن الذهاب الى المرحلة الاخيرة من الحرب!