«تحوّل وشيك» في حرب غزة.. و4 سيناريوهات للمواجهة بين «حزب الله» مع إسرائيل

مناورة لحزب الله
يواصل المسؤولون الأميركيون ضغوطهم من أجل منع نشوب حرب إسرائيلية مع لبنان، ووسط سباق مع الوقت، ازدادت المخاوف من احتمالات وقوع تطورات ناتجة عن "سوء التقدير"، خصوصاً بعد أن شهدت الأسابيع القليلة الماضية تكثيف "حزب الله" والجيش الإسرائيلي هجماتهما المتبادلة. ففي الوقت الذي يشير فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى تحول وشيك في الحملة على غزة وسط استعدادات لهجوم محتمل ضد "حزب الله" في لبنان، يرى مسؤولوا إدارة بايدن فرصة ضيقة للضغط على الفرامل، وفق ما نقلت مصادر متابعة اكواليس ما يجري بين مختلف الأطراف المعنية بمسار ما يجري في المنطقة.

في تقرير عرضه “موقع المونيتور الإخباري” المختص بأخبار الشرق الأوسط وترجمه “جنوبية”، تتصدر المخاوف فكرة عدم تفادي حرب شاملة بين الطرفين، وهو ما يخشى المسؤولون الأميركيون أن يجرّ ميليشيات أخرى مسلحة من إيران في العراق وسوريا، وربما حتى الولايات المتحدة وإيران نفسها.

وكان قد حظي وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت باستقبال حافل في واشنطن، قبل أسبوع، حيث يسعى البيت الأبيض إلى كسب بعض الاستراتيجيين الأكثر رصانة المتبقين في حكومة نتنياهو.

إذا لم تكن هناك تسوية عبر الوسائل الدبلوماسية فإن الجميع يدرك أنه يجب أن تكون هناك تسوية عبر وسائل أخرى

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في تصريحات حادة غير معتادة في مستهل اجتماعه مع غالانت يوم الثلاثاء: “إن حرباً أخرى بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن تتحول بسهولة إلى حرب إقليمية، مع عواقب وخيمة على الشرق الأوسط”. “الدبلوماسية هي أفضل طريقة لمنع المزيد من التصعيد”.

المخاوف تتزايد.. والمواجهة قد تكون حتمية

أطلق “حزب الله” حتى الآن صواريخ وطائرات بدون طيار على إسرائيل أكثر مما فعلت حماس خلال كل الحرب الدائرة في غزة، بحسب مصادر متابعة، وتؤدي الضربات المتبادلة على الحدود إلى منع ما لا يقل عن 80 ألف إسرائيلي وما لا يقل عن 90 ألف مواطن لبناني من العودة إلى منازلهم، وقد تزايدت مخاوف المسؤولين الأميركيين من أن الاعتبارات الاستراتيجية للقادة الإسرائيليين وسياسة حافة الهاوية الخطابية من كلا الجانبين قد تجعل المواجهة حتمية.

وفي إطار جهود بالتوازي مع دبلوماسيين فرنسيين يسعون للتفاوض على مخرج لتجنب الكارثة، عاد كبير مبعوثي الرئيس الأمريكي جو بايدن، اموس هوكستين، الأسبوع الماضي من رحلته الرابعة إلى بيروت خلال الأشهر التسعة الماضية، وليس من الواضح ما إذا كانت زيارة هوكستين الأخيرة قد حققت أي مكاسب ملموسة.

راهن المسؤولون في إدارة بايدن في السابق على وقف إطلاق النار في غزة لتخفيف التوتر على الحدود مع لبنان والآن يحاولون تهدئة الأزمة سواء باتفاق أو بدونه

من جهة أخرى، وفي خطاب ناري ألقاه يوم الخميس الماضي، استبعد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله مرة أخرى وقف الضربات عبر الحدود إلى أن يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

وقال أوستن خلال لقاء غالانت في البنتاغون هذا الأسبوع: “نحن نسعى بشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يعيد الهدوء الدائم إلى الحدود الشمالية لإسرائيل ويمكّن المدنيين من العودة بأمان إلى منازلهم على كلا الجانبين”.

لم يقدم وزير الدفاع الإسرائيلي أي وعود، على الأقل علناً، بحسب المصادر، وردّ على أوستن في التصريحات قائلاً: “نحن نعمل معاً بشكل وثيق للتوصل إلى اتفاق، ولكن يجب علينا أيضاً مناقشة الاستعدادات في كل السيناريوهات الممكنة”.

ويهدد القادة الإسرائيليون منذ أشهر بشن عملية عسكرية في لبنان لإبعاد “حزب الله” عن الحدود، لكن يبدو أن لهجة تلك التهديدات قد خفت حدّتها في خضم موجة الارتباطات في واشنطن، وإذا لم تكن هناك تسوية عبر الوسائل الدبلوماسية، فإن الجميع يدرك أنه يجب أن تكون هناك تسوية عبر وسائل أخرى، وفق المصادر المتابعة.

“في الوقت الراهن، نفضل التركيز على الحملة الدبلوماسية”، هذا ما قاله مستشار “الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي صباح الثلاثاء، بعد أيام فقط من اجتماعه مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان وغيره من كبار المسؤولين في البيت الأبيض.

وتقول مصادر قريبة من المناقشات إن هذا التجاهل، كما الأسابيع العديدة التي من المتوقع أن يحتاجها الجيش الإسرائيلي من أجل التحضير لهجوم في الشمال، قد يوفر فرصة للدبلوماسيين الغربيين، بمن فيهم هوكستين، لوضع مقترحات للحل من شأنها أن تمكن كلاً من حزب الله والجيش الإسرائيلي من وقف غاراتهما والانسحاب من الحدود.

ووفق المتابعين، فإنه بعد أن راهن المسؤولون في إدارة بايدن في السابق على وقف إطلاق النار في غزة لتخفيف التوتر على الحدود مع لبنان، يشير المسؤولون في إدارة بايدن الآن إلى أنهم يحاولون تهدئة الأزمة سواء باتفاق أو بدونه.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى يوم الأربعاء: “منطق نصر الله… هو أن كل شيء مرتبط بغزة، وما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة فإن إطلاق النار على إسرائيل لن يتوقف”. وأضاف المسؤول: “نحن بصراحة نرفض هذا المنطق تمامًا”.

4 سيناريوهات افتراضية قد تحدث

بينما تنتشر البحرية الأميركية مع قوات المارينز في شرق البحر الأبيض المتوسط للاستعداد لعمليات إجلاء محتملة، تشير المصادر الى 4 أربعة سيناريوهات افتراضية يمكن أن تحدث في المواجهة التي تلوح في الأفق بين إسرائيل و”حزب الله”:

السيناريو 1: حملة محدودة

من المتوقع أن يقوم الجيش الإسرائيلي بسحب بعض القوات البرية من غزة مع التحول إلى الضربات الدقيقة لقتل كبار قادة حماس وغارات العمليات الخاصة التي تعتمد على المعلومات الاستخباراتية في محاولة لإنقاذ المزيد من الرهائن.

وقد يرفض القادة الإسرائيليون العازمون على قتل يحيى السنوار وغيره من مدبري هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الإرهابية تقديم تنازلات بشأن مطالب حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي الحرب. ولكن في غياب معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ، قد تستمر المطاردة بين الأنقاض على مدى عدة أشهر، وقد يستمر نصر الله، الذي تعهد بوقف غارات “حزب الله” عبر الحدود فقط بعد وقف دائم لإطلاق النار في غزة، في رفض المفاوضات بوساطة أميركية، وفي حين أن “حزب الله” قد يقلل من كثافة ووتيرة الغارات على إسرائيل، إلا أنه قد لا يوقفها.

أوضح المسؤولون الإسرائيليون مرارًا وتكرارًا أن الوضع على طول الحدود غير مقبول، ومن غير المرجح أن يعود المواطنون الإسرائيليون إلى بلداتهم في الشمال طالما استمرت الهجمات، مهما كانت وتيرتها أو شدتها، وقد يشن سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية خاطفة على جنوب لبنان، متجنباً إلى حد كبير المراكز السكانية في حملة تهدف إلى تدمير وحدات الطائرات بدون طيار والصواريخ التابعة لـ “حزب الله” على مسافة قريبة من الحدود. ومن شبه المؤكد أن حزب الله سيرد بالمثل، وقد يتجنب ضرب المراكز السكانية الإسرائيلية الأساسية إذا امتنعت إسرائيل عن القيام بالمثل في لبنان، ولكن من غير المرجح أن تؤدي الضربات الجوية الإسرائيلية إلى إبعاد قوات النخبة في حزب الله “الرضوان” عن الحدود دون توغل بري.

وفي تحذير علني نادر في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة سي كيو براون إن مثل هذا الهجوم سيزيد من خطر التدخل العسكري الإيراني إلى جانب حزب الله.

السيناريو 2: سوء التقدير

مع انتهاء العمليات البرية الإسرائيلية الكبرى في غزة، ستواصل القوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي البحث عن الرهائن ومطاردة كبار قادة حماس، أما في الشمال الإسرائيلي، فقد تتباطأ وتيرة العمليات المتبادلة مع “حزب الله” ولكنها لن تتوقف. فضربة خاطئة على أحد جانبي الحدود قد تصيب حافلة أو مسكنًا خاصًا، وان ادّت إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وإطلاق دوامة من الانتقام الذي يكافح الطرفان لاحتوائه.

وقد أعرب مسؤولون غربيون بمن فيهم هوكستين عن مخاوفهم من وقوع مثل هذا الحادث.ومع اشتداد الضربات المتبادلة، من المرجح أن تتزايد الخسائر البشرية في كلا الجانبين. وقد يقرر القادة الإسرائيليون وضع حدّ للصراع قبل أن يستهدف حزب الله المدن الإسرائيلية الكبرى مثل حيفا بذخائر دقيقة.

الأسابيع العديدة التي من المتوقع أن يحتاجها الجيش الإسرائيلي من أجل التحضير لهجوم في الشمال قد يوفر فرصة للدبلوماسيين الغربيين، بمن فيهم هوكستين لوضع مقترحات للحل

وسبق لكتائب سيد الشهداء في العراق أن هددت بالوقوف إلى جانب حزب الله إذا اندلعت الحرب، في حين أن الجماعات الأخرى المسلحة من قبل إيران في سوريا واليمن قد تطلق وابلها الخاص من الطائرات بدون طيار والصواريخ.

وفي حين يمكن للولايات المتحدة أن تحشد حلفاءها للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل ضد تلك الهجمات الجوية، إلا أنه من غير المرجح أن تكرر جهود الدفاع الجوي الجماعي بسهولة نجاحاتها في الهجوم الإيراني ضد إسرائيل في 13 نيسان/أبريل، كما قال الجنرال براون، وهو أكبر ضابط في البنتاغون هذا الأسبوع. فالعديد من صواريخ “حزب الله” قصيرة المدى سيكون من الصعب على طائرات “إف-16″ و”إف/إيه-18” الأميركية أن تتصدى لها بفعالية عندما تطلق بشكل جماعي.

يخشى المسؤولون الأميركيون من أن ترسانة حزب الله يمكن أن تطغى على دفاعات القبة الحديدية الإسرائيلية

وكما ذكر موقع “المونيتور” العام الماضي، يخشى المسؤولون الأميركيون من أن ترسانة حزب الله يمكن أن تطغى على دفاعات القبة الحديدية الإسرائيلية، مما يخلف خسائر وأضراراً كبيرة في شمال البلاد. وفي حال تدخل الحرس الثوري الإسلامي الإيراني مباشرة بصواريخه الباليستية وطائراته بدون طيار، فقد تواجه إدارة بايدن قرارًا بشأن ما إذا كانت ستدفع بالتدخل الأمريكي إلى ما هو أبعد من الدفاع.

ويقع نحو 3400 جندي أمريكي في العراق وسوريا، بالإضافة إلى آلاف آخرين من أفراد القوات الأمريكية في القواعد الجوية والبحرية في الدول العربية في الخليج، في مرمى الصواريخ الإيرانية.

السيناريو الثالث: الحرب الاستباقية

وفق ما يقول المسؤولون الأميركيون، فإنه لا قادة إسرائيل ولا قادة “حزب الله” يريدون الحرب، لكن حكومة نتنياهو تتعرض لضغوط داخلية شديدة لتمكين العودة الآمنة للمواطنين الإسرائيليين إلى مجتمعاتهم في الشمال، ويمكن أن يقرر القادة الإسرائيليون المخاطرة بشن حملة شاملة ضد “حزب الله”، واستهداف آلاف المواقع في جنوب لبنان في الساعات الأربع والعشرين الأولى في محاولة لشل الترسانة الاستراتيجية غير المسبوقة للفصيل المدعوم من إيران، وقد تصل الضربات الجوية حتى بيروت، مستهدفةً القيادة والسيطرة التابعة لحزب الله في محاولة لإنهاء الحرب بسرعة ومنع الجماعة المسلحة من ضرب البنية التحتية الإسرائيلية الحساسة للكهرباء والمياه والمطارات والمنشآت البحرية والدفاعات الجوية.

وحذر زعيم المعارضة الإسرائيلية ووزير الدفاع السابق بيني غانتس في مؤتمر في هرتسيليا في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن “بإمكاننا أن ندخل لبنان في الظلام تماماً، وأن نقضي على قوة حزب الله في أيام”. وأقر غانتس بأن تكلفة الحرب ستكون باهظة على إسرائيل.

ونُقل عنه قوله: “علينا أن نكون مستعدين لحوادث الأذى الكبيرة”. “يجب أن نحاول تجنبها. ولكن إذا اضطررنا إلى ذلك، فلا يمكن ردعنا”.

يمكن لإسرائيل استهداف كبار قادة “حزب الله” بمن فيهم نصر الله ونائبه نعيم قاسم

كما يمكن لإسرائيل استهداف كبار قادة “حزب الله” بمن فيهم نصر الله ونائبه نعيم قاسم، وقد تتوغل طوابير المدرعات وقوات المشاة التابعة للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان في محاولة لتدمير قوات “حزب الله” بالقرب من الحدود وإجبارها على الانسحاب. ومن المرجح أن تلحق مثل هذه الحملة خسائر كبيرة في الأرواح في كلا الجانبين وتؤدي إلى تدمير جنوب لبنان، مما يطيل أمد الاضطرابات الاقتصادية المتردية أصلاً في البلاد. ويقول الخبراء إنه لا يوجد ضمان للنجاح. فمن المرجح أن تتدخل إيران – وبالتالي الولايات المتحدة – عسكرياً.

السيناريو 4: وقف إطلاق النار والتهدئة

لقد تلاشت الآمال في أن تتوصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار في غزة منذ إعلان بايدن عن الاقتراح الأخير في 31 أيار/مايو، ولكن مثل هذا الاتفاق من المرجح أن يخفف من الجهود الدبلوماسية لتجنب حرب وشيكة بين إسرائيل و”حزب الله”.

ويقول المحللون إن نتنياهو يحتاج إلى انتصار في غزة لمنع انهيار ائتلافه الحاكم. وإذا ما قتلت القوات الإسرائيلية السنوار أو غيره من كبار قادة حماس في غزة وربما أنقذت رهائن إضافيين بمساعدة معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة، فقد يمنح ذلك رئيس الوزراء متنفسا للتوصل إلى حل وسط بشأن اقتراح وقف إطلاق النار.

وقال مايكل مولروي، وهو مسؤول كبير سابق في سياسة البنتاغون في الشرق الأوسط خلال إدارة ترامب: “كلما اقتربوا من قيادة حماس، كلما زاد احتمال بدء مفاوضات وقف إطلاق النار مرة أخرى بشكل جدي”.

قد يقلل الحزب من غاراته على إسرائيل، خاصة إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه

وعلى الرغم من أنه من غير المرجح على المدى القريب، فإن وقف إطلاق النار قد يسمح لنصر الله بأن ينسب الفضل إلى قيادة ما يسمى بالمقاومة الإسلامية في إنهاء الحرب في غزة. وبذلك، قد يقلل الحزب من غاراته على إسرائيل، خاصة إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه، وقد يعطي ذلك زخماً للمفاوضات الموازية التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا، مما قد يطلق عملية دبلوماسية يأمل المسؤولون الغربيون أن تؤدي في نهاية المطاف إلى سحب حزب الله مقاتليه من حوالي 6-8 أميال من الحدود بينما تنسحب إسرائيل من 13 نقطة متنازع عليها.

ومع ذلك، يقول المحللون إن معظم مقاتلي “حزب الله” بالقرب من الخط الأزرق هم من قرى في الجنوب، وفي حين أنهم قد يتخلون عن ملابسهم الميليشياوية ويتركون مواقعهم المحصنة، إلا أنه من غير المرجح أن يغادروا منازلهم.

“هناك مخابئ أسلحة لحزب الله في جميع أنحاء الجنوب. وسوف تستمر في التواجد هناك”، قال فراس مقصد من معهد الشرق الأوسط، وفي مثل هذا السيناريو، من المرجح أن يحتفظ الفصيل اللبناني المسلح بترسانته الهائلة، جاهزة للاستخدام في الحرب الإسرائيلية اللبنانية المقبلة – أو لردع إسرائيل والولايات المتحدة عن شن ضربات بعيدة المدى لتدمير المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض.

السابق
دخلوا خلسة إلى لبنان… توقيف 30 سورياً وسائق فان لبناني
التالي
كلفة خيالية لحجم الدمار في الجنوب.. «الامم المتحدة» تكشف!