«الاصلاحيون» يتقدمون في انتخابات ايران.. فحص لـ«جنوبية»: بزكشيان «خشبة خلاص» النظام!

حسن فحص

أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية في البلاد، فقد حل في المرتبة الأولى المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، بحصوله على أكثر من 10 ملايين و415 ألف صوت بالمرشح المحافظ سعيد جليلي الذي فاز بـ9 ملايين ونصف مليون صوت، وحصل رئيس البرلمان المحافظ محمد باقر قاليباف على 3،3 مليون صوت، في حين نال الشيخ مصطفى بور محمدي 158 ألفا و314 صوتا، في حين بلغت نسبة المشاركة في التصويت 40% .

حسب الدستور الايراني، يخوض المرشحان للرئاسة الإيرانية، المحافظ سعيد جليلي، والإصلاحي مسعود بازشكيان، جولة انتخابات ثانية بعد ايام، يوم الجمعة، لعدم تمكن اي من المرشحين من الحصول على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، وذلك لحسم مصير الرئيس الجديد للبلاد، مع العلم ان الانتخابات الرئاسيةالحالية تجري في ايران بشكل طارىء،اثر مقتل الرئيس ابراهيم رئيسي، في تحطم مروحية كانت تقله ووفد مرافق من اذربيجان، بسبب سوء الاحوال الجوية، كما أُعلن.

فحص: الاصلاحيون يتقدمون

الكاتب الصحفي المختص في الشؤون الايرانية حسن فحص، في تعليقه على نتائج الانتخابات، قال ل “جنوبية” ان هناك ملاحظتين مهمتين، الملاحظة الاولى هي تراجع نسبة التصويت 9% عن الانتخابات الماضية التي فاز بها الراحل رئيسي عام 2021، فقد بلغت نسبتها حينها 49% ، وهذا التراجع جرى خلافا لما دعا اليه المرشد السيد علي خامنئي، الذي دعا الشعب الايراني الى التصويت بكثافة من اجل تأكيد شرعية النظام”.

توقع فحص ان يخسر المرشح المحافظ جليلي أمام بزكشيان يوم الجمعة المقبل، مغالطا بذلك المحللين الذين يتوقعون العكس

اما الملاحظة الثانية، فقد رصد فحص ان اصوات المحافظين هبطت حوالي 6 ملايين صوتا، ففي انتخابات عام 2021 وصلت اصوات المحافظين 18 مليون صوتا، في حين ان مجموع ما ناله المرشحون المحافظون الثلاثة في جولة انتخابات أول امس، لم يتخطّ 12 مليون صوتا، وهو مؤشر هام برأيه على تراجع شعبيتهم، رغم دعم المرشد والحرس الثوري لرموزهم”.

وحول تقدم المرشح الاصلاحي بزشكيان ومستقبله في الدورة الثانية، توقع فحص ان “يخسر المرشح المحافظ جليلي أمام بزكشيان يوم الجمعة المقبل”، مغالطا بذلك المحللين الذين “يتوقعون العكس بذريعة ان جمهور المرشحَين الخاسرَين قاليباف ومحمدي المحافظَين، سوف يصوتان حكما للمرشح المحافظ جليلي”.

وكشف فحص ان اصوات الاصلاحيين في كل انتخابات، تزيد في الدورة الثانية بفعل الحماسة للتغيير، بعكس اصوات المحافظين التي تقلّ نتيجة الاحباط القائم، وكذلك فان العامل الشخصي يلعب دوره كون بزكشيان، كان وزيرا للصحة في حكومة الرئيس محمد خاتمي الذي يدعم ترشيحه حاليا، كما ان الرئيس الاسبق حسن روحاني، المحسوب على رجال الدين الاصلاحيين، اعلن دعمه صباح الانتخابات اول امس معلنا انه صوّت لبزكشيان!

و يوافق عدد من المحللين المختصين بالشأن الايراني ما يراه فحص بأن قسما كبيرا من الايرانيين المحبطين سوف يحتشدون للتصويت للمرشح الاصلاحي، في ظلّ الاستياء المجتمعي الواسع النطاق، خصوصا بعد الاضطرابات التي شهدتها إيران خلال السنوات القليلة الماضية، والاحتجاجات التي جرت في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة.

رصد فحص ان اصوات المحافظين هبطت حوالي 6 ملايين صوتا منذ انتخابات عام 2021 وهو مؤشر هام برأيه على تراجع شعبيتهم، رغم دعم خامنئي لرموزهم

وخلص فحص لنتيجة باتت معروفة وهي ان “المرشد خامنئي والحرس الثوري، تبقى لهما الامرة في السياسة الخارجية، مع هامش لا باس به يتحرك من خلاله رئيس الجمهورية فمن غير المتوقع توقف دعم “حزب الله” و”الحشد الشعبي” في العراق والحوثيين في اليمن”.

ولفت الى انه بالنسبة للوضع الداخلي الراهن و”تزايد مشاعر الغضب لدى جمهور المعترضين على سلوك النظام الديني المتشدّد، فان فوز بزكشيان بالرئاسة سوف يسكت اصواتهم، ويكون خشبة خلاص للنظام الديني غير المستقرّ، يعطيه جرعة من الشرعية الشعبية، يمكن ان تتيح للمرشد ولانصاره المحافظين، الاستراحة من المسؤوليات الداخلية والقائها على عاتق بزكشيان وفريقه الاصلاحي المقبل معه الى الحكم”.

السابق
الشيخ الخازن يسقط عن منحدر صخري.. فاجعة تهزّ جبيل!
التالي
أقصى اليمين يتصدر انتخابات فرنسا.. وماكرون يدعو لمواجهته