لبنان في «ذمة».. إيران!

علي الامين
تتساقط أعمدة الهيكل اللبناني على رؤوس بنيه، بفعل الضربات الهائلة الموجعة، التي تنهال عليه من قبل سلطة راعيته إيران، التي كلفت ذراعها الأقوى "حزب الله"، بإدارة منظومته "المصلحية" الفاسدة، لتتحكم بمصير مواطنيه "الحربي والسلمي"، وتزجهم في حروب ليس بمقدورهم تحمل تبعاتها، تزعم انها من أجل "إسناد غزة"، وتمعن في تعريته عبر دك وهدم مؤسساته كافة.

الهدم باسم البناء، والاحتلال بإسم التحرير، والاذلال بإسم الكرامة، والاستعباد بإسم الحرية، والانقسام بإسم الوحدة، بعض من المفارقات التي يعيشها لبنان، كما محيطه، في ظل التداعيات المريعة التي تطال الدولة، ودول المنطقة العربية، لا سيما تلك الخاضعة للنفوذ الايراني، سياسياً وايديولوجياً وامنياُ.

ليس هيّناً، ان تقلب المفاهيم لتتلبس الفكرة ضدها، ويتحول المعنى الى نقيضه، كأن يصير التخلف الحضاري تقدما، والجهل علماً، واللصوصية شرفاً والاستقامة جريمة.

كل ذلك وسواه، من انقلابات “بهلوانية” في المعنى والدلالة، في الفكرة وتجلياتها بالواقع المعاش، ينتج عنه المزيد من الانهيارات، المكللة برايات الانتصارات.

يتم تدمير لبنان سياسياً واقتصادياً ومؤسساتياً، ويفقد مناعته المجتمعية، ويستباح دستوره وقوانينه، وتنعدم أي وسيلة، لمحاسبة مسؤول سياسي او إداري مرتكب، وتتمادى القوى المتحكمة، في نهب مقدراته ولجم كل محاولة إنعاشه، لتنتعش العصبيات الطائفية وتتسيد من “طائفة الفداء” الى “طائفة العملاء”، ومن رواد الحروب الى “رعد” الملاهي والشطآن.

طريق القدس التي تمر من الجنوب “حصراً”، يجري اغلاقها في سوريا، من دون اي تشكيك او اعتراض

على هذا المنوال تدور دوائر السلطة، وتحتفي بالخراب الذي يتمدد في كل الاتجاهات، فيما لبنان يتحمل وحيداً بين اقرانه ضريبة الحرب، فطريق القدس التي تمر من الجنوب “حصراً”، يجري اغلاقها في سوريا، من دون اي تشكيك او اعتراض، علما ان الثورة السورية هُزمت وجرى تشتيت انصارها في اصقاع العالم، فيما نظام الاسد يُسرح باطمئنان اليوم مع عشرات الالاف من جنوده، في خضم المخاطر على القدس وعلى غزة، من خلال الجنون الاسرائيلي.

كل استبداد يخلف فساداً ويمهد لمزيد من الهزائم، وان بقيت رايات النصر مرفوعة

في ظل كل هذه الشواهد على التردي والانهيار، من تدمير الدولة واغلاق الآفاق، امام فرص الخروج من نفق منظومة الفساد والاستبداد، هل يُتوقع ان تنقذ هكذا منظومة القدس، بل غزة، او تمنع من تهويد الضفة، قبل ذلك او بعده، هل يمكن للبنان ان يصمد في ظل كل هذا النزوع، نحو اضعاف الدولة والشعب وانهاك المواطنين من دون افق العيش؟

التاريخ يُعلَم درساً ان الشعوب والدول تقوى بوحدتها وحريتها، وكل استبداد يخلف فساداً ويمهد لمزيد من الهزائم، وان بقيت رايات النصر مرفوعة.. على ركام البلاد والعباد.

السابق
غارة على كفركلا.. وسقوط ٣ شهداء للحزب
التالي
بالفيديو: مراكز الإقتراع خاوية.. الشعب الإيراني يقاطع الانتخابات الصورية لاستبدال رئيسي