القصف على مدينة خاركيف عمل عدواني يستعيد «النازيّة»!

في 22 يونيو/حزيران 2024، هاجمت القوات الروسية مدينة خاركيف الأوكرانية المسالمة، وأطلقت عليها صواريخ ثقيلة موجهة دمرت اهدافا مدنية. ويصادف هذا اليوم الذكرى الـ 83 للهجوم النازي الذي قاده هتلر على الاتحاد السوفياتي، وبذلك يعيد التاريخ نفسه ليرتبط بعمل عدواني إجرامي جديد من جانب روسيا، فتزامن هذين التاريخين ليس من قبيل الصدفة، ويُظهر أن أعمال الكرملين تكرر تكتيكات الفاشية.

قال موقع “أكتولاني” الاخباري التشيكي، أن الهجوم الروسي الجديد على مدينة خاركيف حدث في وضح النهار، في يوم عطلة!

وأضافت انه ” في هذا الوقت، كان شخص ما في المنزل ويقوم بأعماله اليومية، وشخص آخر يذهب مسرعاً إلى المتجر، وآخر كان سيزور أقاربه أو كان ببساطة يتمشي… يوم عطلة عادي، للأسف، تبين أنه مأساوي للعديد من السكان من مدينة خاركيف الأوكرانية. وقعت أربع ضربات بالقنابل الجوية الروسية على البنية التحتية السكنية المكتظة. ونتيجة لهذا الهجوم الهمجي، تضررت مباني سكنية ومحطة للحافلات وروضة أطفال ومنشأة طبية. كما تأكد مقتل ما لا يقل عن ثلاثة مدنيين، وإصابة أكثر من أربعين. والعدد في تزايد”.

استهداف مستشفى

وكانت المفاجأة حسب الموقع التشيكي ان “الروس أعلنوا صراحة أن هدف هجومهم، كان مستشفى المديرية الرئيسية لوزارة الداخلية الأوكرانية، وهو ما يشكل انتهاكاً مباشراً لاتفاقية جنيف. مثل هذه الأعمال، تتعارض مع أحكام اتفاقيتي جنيف الأولى والثانية لعام 1949، اللتين تنصان على وجوب حماية المستشفيات والعاملين الطبيين، في مناطق الحرب من الهجمات. ووفقاً للقسم الثاني من المادة 16، “يتمتع الجرحى والمرضى، وكذلك المعوقون والحوامل، برعاية وحماية خاصة”.

بالمقابل كشف الموقع التشيكي، ان “أوكرانيا تلتزم دائمًا بالمعايير والمبادئ الدولية للحرب، وتتجنب الهجمات على المستشفيات والعيادات التي يتواجد بها الجنود الروس الجرحى. وعلى النقيض من القوات المسلحة الأوكرانية، تنتهك القوات الروسية هذه القواعد بانتظام، من خلال مهاجمة خطوط التماس واستهداف مجموعات الإجلاء عمداً. وهناك العديد من الحالات الموثقة، التي تعمدت فيها القوات الروسية مهاجمة خطوط التماس، التي تحتوي على أهداف عسكرية ومدنية”.

الروس أعلنوا صراحة أن هدف هجومهم كان مستشفى المديرية الرئيسية لوزارة الداخلية الأوكرانية، وهو ما يشكل انتهاكاً مباشراً لاتفاقية جنيف

ولاحظ “ان تصرفات فلاديمير بوتين اليوم، تثير أوجه تشابه مباشرة مع عدوان أدولف هتلر. وفي كلتا الحالتين نرى انتهاكاً وحشياً للمعايير الدولية وحقوق الإنسان. إن قصف المدن المسالمة والأعيان والمرافق المدنية جريمة لا يمكن أن تبقى دون عقاب”.

المطلوب دعم دولي

ورأى ان “هذه المأساة تسلط الضوء على الحاجة إلى زيادة الدعم الدولي لأوكرانيا. يجب توفير أنظمة الدفاع الجوي الحديثة في أسرع وقت ممكن لحماية المدنيين والبنية التحتية من الهجمات. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى شاهداً غير مبال على مثل هذه الجرائم. ويجب زيادة الضغوط الدولية على روسيا لوقف هذه الهجمات الهمجية”.

قصف خاركيف في 22 يونيو/حزيران 2024 ذكّر العالم مرة أخرى بهشاشة السلام وضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة للحفاظ عليه

وتساءل الموقع عن “دور الأمم المتحدة، وهي منظمة أنشئت للحفاظ على السلام والأمن، وعليها أن تتخذ موقفاً أقوى. لإن هذا الانتهاك الجسيم لمبادئ اتفاقية جنيف يتطلب إدانة واتخاذ إجراءات فورية. الصمت والتقاعس لا يشجعان إلا المعتدين”.

وخلص الموقع الاخباري التشيكي الى القول ” إن قصف خاركيف في 22 يونيو/حزيران 2024 ذكّر العالم مرة أخرى بهشاشة السلام وضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة للحفاظ عليه. هذه المأساة لا تتطلب الإدانة فحسب، بل تتطلب أيضًا اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة. ويجب على المجتمع الدولي، أن يتحد في جهوده لوقف العدوان، ومنع ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية”.

السابق
الاردن تعمم على رعاياها: لتجنب السفر الى لبنان!
التالي
الجنوب «يتنفس الصعداء» بعد مخاوف من إنفلات الوضع.. «لا أحد جاهز للحرب»!