بعد انسداد الأفق في غزة.. مصادر غربية تكشف لـ«جنوبية» عن «سيناريوهين حربيين»!

القصف الاسرائيلي على حولا جنوب لبنان
منذ ان طرح الرئيس الاميركي جو بايدن، مبادرته لوقف اطلاق النار في غزة بداية شهر حزيران الحالي، وظهرت مماطلة رئيس الوزاء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بقبول تطبيق المرحلة الاولى منها، وتأجيل المرحلتين الاخيرتين لأجل غير مسمى، فان الإنسداد بات سمة الواقع السياسي العسكري الذي يحكم باطالة امد حرب غزة، ومعها جبهة جنوب لبنان الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.


لعله من المفيد التذكير، بان صفقة الرئيس بايدن تشمل خطة لوقف اطلاق النار في غزة ثلاث مراحل، المرحلة الاولى وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن عدد محدود من الرهائن وانسحاب إسرائيلي، والمرحلة الثانية تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وفي المرحلة الثالثة، قال بايدن “إن خطة إعادة الإعمار الكبرى في غزة ستبدأ، وسيتم إعادة أي رفات أخيرة للرهائن الذين قتلوا إلى عائلاتهم.

تفاقم الازمة

واذا كان وزير الخارحية الاميركي انتوني بلينكن، قد حمّل علنا “حركة حماس” مسؤولية افشال الصفقة، فهو لانها ما زالت مصرة على ضمانات تمنع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من النكول والتنصل من اتفاق وقف النار وخرقه وعودته للقتال، واشترطت الحركة ان يتضمن نص الاتفاق، تمديد وقف اطلاق النار في المرحلة الاولى من مبادرة بايدن دون مهلة قصوى، وذلك حتى الاتفاق على المرحلة الثانية منه، وهو ما لم تقبل به اسرائيل حتى الان”.

السيناريو الاول كشفت عنه مصادر غربية ل “جنوبية” وهو يقضي بفتح الجبهة السورية مع الجولان المحتل وفق قواعد اشتباك مشابهة للجبهة جنوب لبنان

ويلاحظ محللون انه للمرة الأولى، هناك توافق اميركي غربي وحتى ايراني لوقف اطلاق النار في غزة وربطه مع جبهة جنوب لبنان، وهذا التقاطع حول صفقة بايدن انفة الذكر، يمكن ان يؤدي الى التوصل الى هدنة او حتى تهدئة لحين موعد الانتخابات الاميركية، خصوصا وان هناك خلافا حادا اميركيا اسرائيليا، حول مستقبل غزة بعد وقف اطلاق النار، اذا ما حصل.

ومن هنا فان التصعيد على جبهة جنوب لبنان من قبل “حزب الله” وفق مصادر غربية ل”جنوبية”، والذي “يتحمّل مع القرى الموجهة واهلها عبء الضربات الموجعة والمدمرة لسلاح الجو الاسرائيلي ومدفعيته”.

ويمكن هذا القتال ان يتصاعد اكثر لينفجر وفق سيناريوهين محتملين، كشفت المصادر عنهما،
“السيناريو الاول، وهو يقضي بفتح الجبهة السورية مع الجولان المحتل وفق قواعد اشتباك مشابهة للجبهة جنوب لبنان، فلا تستهدف اسرائيل العمق السوري ونظام الرئيس بشار الاسد”.

وأردفت”: على ان يتولى القتال على تلك الجبهة فصائل من الحشد الشعبي العراقي، والميليشيات الشيعية المدعومة من ايران، والمتواجدة في سوريا منذ اندلاع الحرب فيها عام 2011، بالتنسيق مع “حزب الله” وقواعده في جنوب لبنان، وذلك من اجل تشديد الضغط اكثر على الرأي العام الاسرائيلي، الذي سيرى نفسه معرضا لحرب استنزاف طويلة الامد على اكثر من جبهة، بما يدفع حكومة نتنياهو الى القبول بوقف النار الشامل .

السيناريو الثاني، وفق المصادر وهو الأسوأ، ويقضي باشتعال الحرب الكبرى المدمرة على الجبهة اللبنانية على نسق حرب تموز 2006، لمدة اسابيع

اما السيناريو الثاني، وفق المصادر، و”هو الأسوأ، ويقضي باشتعال الحرب الكبرى المدمرة على الجبهة اللبنانية على نسق حرب تموز 2006، لمدة اسابيع يقوم بعدها مجلس الامن الدولي باصدار قرار دولي نافذ وفق البند السابع، الملزم بوقف اطلاق النار في غزة وجنوب لبنان، ويضع نتنياهو امام الامر الواقع، والارادة الدولية المدعومة من الولايات المتحدة بشكل قاطع”.

وبانتظار ما سوف تسفر عنه جولات الموفدين الاميركيين، الذين يوجهون ل”حركة حماس”، انذارات علنية بوجوب انجاح مساعي الهدن، ومبادرة الرئيس الاميركي لوقف النار في غزة، ويوجهون كذلك انذارات على شكل تمنيات تحذيرية لاسرائيل، تمليها الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن وتل ابيب، فان لبنان وغزة سوف يبقيان على صفيح ساخن، حتى التمكن من فك عقدة صراع الارادات في حرب غزة، التي استعرت منذ 7 اكتوبر العام الفائت تاريخ غزوة “طوفان الاقصى”، التي يبدو ان ما بعدها لن يكون كما قبلها، وربما تحمل معها تغيير وجه المنطقة، الذي طال الحديث عنه في السنوات المنصرمة.

السابق
تحذيرات اممية وعربية من الحرب على لبنان.. ستجر سوريا وآخرين
التالي
الجيش الاسرائيلي بدأ نقل قواته الى الحدود مع لبنان.. «لحظة الحسم اقتربت»!