علي الأمين: لبنان امام مزاج إسرائيلي يريد الحرب الشاملة او استمرار الاستنزاف

علي الامين

تتصاعد حدة الاشتباكات بين حزب الله إسرائيل مؤخرًا، مع ارتفاع ملحوظ في احتمالات توسّع الحرب باتجاه لبنان.
فهل يتجه الوضع فعلاً نحو حرب كبيرة أم ان ما يحصل هو رفع للصوت من أجل تحسين شروط التفاوض وطبعاً هذا الكلام بعد ارتفاع وتيرة الترتيبات لتوسيع الحرب جنوباً تزامناً مع احتشاد الأساطيل الأميركية وغيرها من الأمور والتهديدات التي يتلقاها لبنان؟

استمع الى المقابلة

في السياق، رأى رئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين، انه من “الصعب أن يحسم المتابع أو المراقب ماذا يمكن أن تنتهي أو تذهب إليه المواجهة اليوم هل تبقى على نفس الوتيرة في لبنان أم نذهب إلى الحرب المفتوحة، والحرب المفتوحة أو الشاملة التي من الممكن أن تتحوّل إلى حرب إقليمية. لكن بتقديري إذا نظرنا إلى المسار التي تسير به الأمور منذ 7 أكتوبر إلى الآن على المستوى الإقليمي والدولي، فثمة تقاطعا لا يستهان به يرجح أن لا تذهب الأمور إلى حرب إقليمية وهذا ما نراه في التقاطع الأميركي الإيراني في هذا الشأن والتواصل المستمر بينهما،” وتابع ” والأمر الثاني كل ما يجري في لبنان أو التحرّك الحوثي أم الفصائل العراقية أو ما إلى ذلك من تيارات التي دائماً ما يقال بأنها ستكون في المواجهة، كل هذا الحراك لم يؤدِّ إلى لجم العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولم يؤدِّ إلى تخفيف من حدة الاجرام الاسرائيلي”.

واضاف في حديث لبرنامج “صباح الشرق” “ان حرب المساندة من قبل حزب الله لم نلحظ أنها أثّرت على مسار المواجهات في غزة وهذا على ماذا يدل، أقول إلى حد ما، لدى فريق الممانعة التزام بقرار قيادته الإيرانية إلى أن لا تذهب مواجهته إلى حد يؤثر على المسار الإسرائيلي التدميري الذي نراه في غزة، “

حرب المساندة من قبل حزب الله لم نلحظ أنها أثّرت على مسار المواجهات في غزة

وتابع “من المفترض في ظل المواجهة الجارية في غزة وانطلاقاً من مواقف “الممانعة” أن يكون انخراطها في الحرب أكثر مما يجري الآن، انسجاما مع وحدة الساحات وللجم العدوان على غزة، وبالتالي هذه ورقة تقدم من الممانعة إلى أميركا وهي إلى حد ما تمثل نوعا من الضمانات الايرانية”.

وقال الامين في حديث لاذاعة الشرق “لماذا قلنا في البداية أننا لا نستطيع الحسم بحصول حرب او لا، لأننا أمام حكومة إسرائيلية أو مزاج إسرائيلي عام يريد الحرب خاصة، عندما يجري الحديث عن لبنان؛ يعني بدا نتنياهو عندما تحدث في مقابلته يوم الاحد على القناة الرابعة عشر الإسرائيلية عن موضوع لبنان، أنه لا يريد حرب بمعنى أنه يكفيه تسوية سياسية وفي حال لم تتم التسوية يمكن ان تقع الحرب، حزب الله راغب بشكل أساسي بهذه التسوية بعد غزة، وهذه التسوية لا أعلم إذا كان يعمل عليها كأمر جدي”، لافتاً الى ان “هذه الوتيرة الحالية من الحرب بين حزب الله واسرائيل، يمكن أن تمتد لأشهر قبل الحديث عن حرب شاملة، ما هو قائم شكل من أشكالها”.

وقال انه ” على الرغم من الضوضاء التي نراها في لبنان، فان اسرائيل تقوم بعمل عسكري منظم تراكم فيه طيلة فترة الـ8 أشهر من تدمير معظم قرى الشريط الحدودي، وتعتقد إسرائيل أنها نجحت في إبعاد القواعد العسكرية لحزب الله الموجودة على الحدود، تحديدا القوى الفعلية والأساسية لحزب الله تقريباً كل المراكز الموجودة على الحدود لم يعد موجود فيها”.

وتابع ” فضلاً أن إسرائيل توجه ضربات بالداخل وتستحدث نقاط لدرجة إن البعض يعتبر أن هذه الحرب إلى حد ما أشبه ما تكون بحرب نموذجية بالنسبة لإسرائيل على لبنان، بمعنى أنها تؤدي إلى استهداف كوادر لحزب الله وتؤدي إلى استنزافه، وفي الوقت نفسه ليس هناك من كلفة عالية إسرائيلية إذا ما قورنت هذه بحرب مفتوحة، كما جرى بغزة ماذا يُقال في غزة اليوم، إسرائيل لم تحقق أهدافها في غزة، بمعنى أنها لم تستطع القضاء على حماس، علماً نحن إذا اردنا ان ندقق اكثر بالمشهد لا نرى ان الهدف الأساسي لإسرائيل هو القضاء على حماس كما أعلنت حكومة الحرب الإسرائيلي، بل الهدف الأساسي إنهاء غزة وتدميرها وانهاء كل فرص الحياة فيها.”

لذا رأى الامين ان “هذا أخطر ما حصل بحرب عزة وبهذا المعنى أقول في لبنان أيضاً الإسرائيليون ليست غايتهم ولا قالوا مرّة أنهم يريدون القضاء على حزب الله وأيضاً انهم يريدون القضاء على كل مقومات الدولة الحقيقية في لبنان وكل مقومات إمكانية استمرار البلد في المرحلة اللاحقة”.

هذه الحرب إلى حد ما أشبه ما تكون بحرب نموذجية بالنسبة لإسرائيل على لبنان

ومن خلال مراقبة التقارير الدولية ومنها ما صدر عن مطار بيروت بمعزل عن أن هذه المعلومة صحيحة أم لا، ولكن هي إشارة إلى أن لبنان مرشح ان تصنيفه دوليا سيتراجع وسيفقد مصادر دعم اقتصادي كالمساعدات وسيكون عرضة لخطر العقوبات حتى مطار بيروت وبالتالي نحن امام خطر الدخول في معمعة اخطر من الحرب نفسها بحسب الامين.

واضاف “هذا الوضع سيستهلك البلد، ويكفي أنه يؤدي إلى الاحتجاج على المستوى الوطني، ويهز الوحدة الوطنية خصوصا أن حزب الله انخرط في هذه الحرب من دون أن يعير أي اهتمام للآخرين من اللبنانيين باستشارة، حتى لا أقول بشراكة واعتبر أنه هو الذي يقرر هذه الحرب وهو الذي يوقفها”.

كما أكد الامين على ان “حزب الله لا يضع أسلحة داخل المطار ولكن يستعمل المطار لأشياء كثيرة طالما يستطيع ذلك، وليس مضطراً أن يضع أسلحة فيه ولا أن يأتي بصواريخ من الطائرات وذخيرة، ولكن وضعية المطار وهنا الإشكالية، فعند سؤال أي مواطن عادي أي لبناني الآن في الشارع بأن حزب الله يتدخل في المطار وله تأثير يقول نعم، ويمكن يكون غير دقيق الكلام لكن هذه الثنائية الموجودة اليوم لم تبق ثقة بالدولة وكذلك الأجهزة الأمنية لم يبق لدينا ثقة فيها نتيجة هذه الثنائية.”
ورأى انه في اللحظة التي يحتاج فيها لبنان إلى أصدقاء، يرى اللبنانيون اليوم أنه مع هذه الحرب المندلعة والدمار الذي تحدثه، لا احد مهتم بلبنان، ولا احد يتحدث عن مساعدة لبنان من حيث إعادة الإعمار أو إعادة الترميم، وهذا يدل على انه كيف ننحسن خسارة الاصدقاء واستجلاب الأعداء”.

ولفت الأمين الى ان “زيارة امين سر الفاتيكان الكاردينال باروليني لها دور في الدفع بالشأن الرئاسي، فعندما وصل إلى مطار بيروت تكلم بشكل واضح نحن نعرف من يعطّل الرئاسة، وفي نقطة ثانية ركز على مسألة الهوية مشيرا الى تهديد للهوية اللبنانية وهذا يمكن يعبر عن الكلام أو استكمال للكلام الذي قاله مندوب الخارجية الأسبق الفرنسي لودريان أن لبنان يبقى جغرافياً، ولكنه ربما ينتهي سياسياً”.

كما رأى الامين أن ” الفاتيكان له دور وأساسي ومحوري في هذا الموضوع ويُنصت إليه بشكل أو بآخر بهذا المعنى اعتقد انه ثمة حراك يُبنى عليه، لكن لا أتوقع أن هذا الأمر سيحصل بشكل سريع لكن هو محرج لأطراف عديدة حتى بالنسبة لحزب الله وبالنسبة للإيرانيين.

السابق
دعوة لحضور حفل توقيع ديواني الشاعرين بشير الجواد ومريم كريّم
التالي
تراجع ملحوظ في العمليات المتبادلة على الجبهة الجنوبية